قاد الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه برشلونة لإسقاط الغريم التقليدي ريال مدريد في عقر داره في "كلاسيكو الأرض" بعدما سجل هدفا قاتلا منح به الفريق الكتالوني فوزا دراميا بنتيجة (3-2) وذلك خلال اللقاء الذي أقيم مساء الأحد على ملعب "سانتياجو برنابيو" في قمة مواجهات الجولة 33 للدوري الإسباني. وبهذا الانتصار ارتقى البلاوجرانا لصدارة الترتيب برصيد 75 نقطة ليشاطر الفريق الملكي نفس الرصيد، ولكنه يتفوق عليه بأفضلية المواجهات المباشرة. افتتح البرازيلي كاسيميرو باب التسجيل للفريق الملكي في الدقيقة 28 قبل أن يعدل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الكفة للبلاوجرانا سريعا بعدها بخمس دقائق، لينتهي الشوط بهدف لكل طرف. وفي الشوط الثاني، منح إيفان راكيتيتش الفريق الكتالوني التقدم في الدقيقة 73 ، قبل أن يدرك الكولومبي خاميس رودريجيز التعادل في الدقيقة 86. وعندما كان الجميع يتأهب لانتهاء المباراة بهذه النتيجة، ظهر ميسي من جديد ليمنح فريقه انتصار الموسم في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع. ولعب الريال منقوصا من لاعب بعدما أشهر الحكم البطاقة الحمراء المباشرة في وجه القائد سرخيو راموس في الدقيقة 78. دخل الفريق الملكي اللقاء وسط صفوف مكتملة بعد استعادة خدمات نجمه الويلزي جاريث بيل العائد من الإصابة، فيما كان الغياب الأبرز في صفوف الكتالونيين من نصيب البرازيلي نيمار دا سيلفا بداعي الإيقاف. بدأ اللقاء وسط أجواء حماسية كعادة مباريات الفريقين وما زاد من سخونتها سقوط نجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، داخل المنطقة بعد احتكاك مع الفرنسي صامويل أومتيتي وسط مطالبات باحتساب ركلة جزاء ولكن الحكم أمر باستئناف اللعب. كان الفريق الملكي هو صاحب اليد العليا في بداية اللقاء وهدد مرمى البلاوغرانا في الدقيقة السادسة بتسديدة قوية من خارج المنطقة ولكنها جاءت سهلة في أحضان الألماني مارك-أندريه تير شتيغن. بدأ لاعبو البرسا يدخلون تدريجيا في أجواء اللقاء وجاء التهديد الأول من جانبهم في الدقيقة 11 بأقدام المهاجم الأوروجوائي لويس سواريز الذي أطلق تسديدة من خارج المنطقة مرت بقليل بجوار القائم الأيمن لمرمى كيلور نافاس. ومن هجمة مرتدة سريعة، كاد الميرينجي أن يفض الاشتباك في الدقيقة 18 بعدما استلم تمريرة طويلة من توني كروس ولكن الأول سددها ضعيفة في يد تير شتيغن، ليرد الكتالونيون بهجمة مماثلة بعدما لعب جيرارد بيكيه كرة طويلة مهدها باكو ألكاسير براعة للقادم من الخلف سواريز ولكنه سددها برعونة بعيدا عن المرمى. واصل لاعبو الريال اعتمادهم على التسديدات القوية على تير شتيغن وكانت هذه المرة بأقدام كريستيانو رونالدو في الدقيقة 20 بعدما توغل من الجناح الأيسر قبل أن يسدد كرة قوية أبعدها الحارس الألماني ببراعة. وتبعه الويلزي جاريث بيل الذي أساء التصرف في تمريرة كروس الطويلة خلف دفاعات البرسا ليسدد كرة ضعيفة في يد تير شتيغن. وتكفل البرازيلي كاسيميرو بافتتاح باب التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة 28 بعدما لعب مارسيللو تمريرة بينية داخل المنطقة لعبها سرخيو راموس بالقدم مستغلا خروج تير شتيغن الخاطئ من مرماه ولكنها اصطدمت بالقائم الأيسر وتهادت أمام كاسيميرو الذي حول الكرة بسهولة داخل الشباك. ولكن سرعان ما جاء الرد من جانب البلاوجرانا بعدها بخمس دقائق بأقدام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي استلم تمريرة من إيفان راكيتيتش بعد لعبة جماعية ليراوغ دفاع الريال ويتوغل داخل المنطقة ويضع الكرة من تحت يد نافاس. واصل تير شتيغن مسلسل التألق بعدما أبعد ببراعة تسديدة لوكا مودريتش القوية من خارج المنطقة (ق35). واضطر زين الدين زيدان لإجراء تغيير مبكر في الدقيقة 39 بخروج بيل المصاب ونزول ماركو أسينسيو. كاد "البرغوث" ميسي أن يلدغ شباك الفريق الملكي مجددا قبل نهاية الشوط بخمس دقائق بعدما استلم الكرة أمام المنطقة وسدد كرة ماكرة ولكنها حادت بقليل عن القائم الأيمن لمرمى نافاس. واصل البرسا تهديد مرمى الريال في الرمق الأخير من الشوط حيث توغل ميسي من الرواق الأيمن قبل أن يمرر لسواريز الذي أرسل بدوره تمريرة عرضية قابلها جوردي ألبا بتسديدة ولكنها خرجت لركلة مرمى. مرت الدقائق المتبقية وسط سيطرة كتالونية ولكنها لم تسفر عن شيء ليطلق الحكم صافرته معلنا نهاية ال45 دقيقة الأولى بهدف في كل شبكة. بدأ أصحاب الأرض بالتهديد في الشوط الثاني بعدما انطلق أسينسيو من اليمين قبل أن يرسل كرة عرضية خطيرة أبعدها بيكيه بصعوبة لركنية. واصل الريال خطورته في بداية الشوط الثاني وسدد كروس كرة قوية من خارج المنطقة أبعدها تير شتيغن لركنية. واصل الحارس الألماني الذود عن مرمى البرسا ببسالة بعدما أبعد هدفا محققا في الدقيقة 54 بعد أن أرسل مارسيللو تمريرة عرضية من اليسار حولها بنزيمة قوية بالرأس ولكن تير شتيغن أبعدها بقدمه برد فعل قوي قبل أن تخرج الكرة بعد ذلك لركنية. ووسط ضغط الريال، كاد برشلونة أن يباغت بالهدف الثاني في الدقيقة 55 بعدما وجد ألكاسير نفسه داخل المنطقة في مواجهة نافاس ولكنه لعب الكرة بغرابة بوجه القدم أبعدها الحارس الكوستاريكي بقدمه. واصل نافاس التألق بعدما أبعد هدفا ثانيا مؤكدا لبرشلونة في الدقيقة 60 عندما تصدى من على خط المرمى لرأسية قوية من بيكيه، ليبقى التعادل قائما بين الفريقين. وفي أغرب لقطات المباراة، أهدر رونالدو فرصة هائلة وهو في مواجهة مرمى تير شتيغن في الدقيقة 67 بعدما مرر له أسينسيو كرة أرضية داخل المنطقة ولكن النجم البرتغالي وضعها بغرابة فوق المرمى، ليرد عليه البرسا بهجمة مماثلة إثر تمريرة رائعة من أندريس إنييستا داخل المنطقة لسواريز الذي أطلق تسديدة قوية أبعدها نافاس لركنية. تواصلت الوتيرة المرتفعة للقاء وكاد أسينسيو أن يضيف الهدف الثاني للريال بعدما سدد كرة ماكرة في الزاوية الضيقة ولكن شتيغن أمسك الكرة. وجاء العقاب سريعا من البلاوجرانا في الدقيقة التالية (73)، بعدما أطلق راكيتيتش تسديدة بعيدة المدى من خارج المنطقة لم يرها أحد إلا وهي تحتضن أقصى الزاوية اليمنى لمرمى نافاس. ازدادت متاعب الريال بعدما اضطر لإكمال اللقاء خلال الربع ساعة الأخيرة بعشرة لاعبين عقب طرد سرخيو راموس بالبطاقة الحمراء المباشرة إثر تدخله العنيف مع ميسي. وكاد بيكيه أن يقتل اللقاء في الدقيقة 80 بعدما وجد نفسه داخل المنطقة في مواجهة نافاس ولكنه سددها في جسد نافاس بغرابة. وبعد نزوله بثلاث دقائق، منح الكولومبي خاميس رودريجيز التعادل للريال في الدقيقة 86 بعدما حول عرضية مارسيللو من اليسار بقدمه داخل الشباك ليعيد المباراة لنقطة الصفر. وعلى الرغم من النقص العددي للاعبي الريال إلا أنهم كانوا أصحاب الخطورة من خلال الهجمات المرتدة عبر المتألق أسينسيو الذي كاد أن يمنح فريقه النقاط الثلاث ولقب الليغا في الدقيقة 88 بتسديدة قوية من داخل المنطقة ابعدها تير شتيغن. وتجسدت جميع فصول إثارة كرة القدم في الدقائق الأخيرة بعدما تأهب الجميع لإطلاق صافرة الحكم ليظهر النجم ميسي من جديد ويمنح فريقه انتصار الموسم في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع بعدما استلم تمريرة جوردي ألبا من اليسار داخل المنطقة ليطلق تسديدة يسارية أسكتت جميع من في ملعب البرنابيو. وعاد النجم الأرجنتيني لهز شباك الغريم التقليدي مجددا منذ مباراة الدور الثاني في موسم (2013-14) عندما سجل ثلاثية "هاتريك"، ليعزز من صدارته لهدافي الكلاسيكو ب23 هدفا ويبتعد بفارق 5 أهداف عن مواطنه الراحل ألفريدو دي ستيفانو و7 عن البرتغالي رونالدو. كما عزز ميسي صدارته لهدافي الليغا بعدما أصبح رصيده 31 هدفا.