ق. حنان قد لا يملك الكثيرون خيارا آخر بديلا عن الوجبات السريعة التي يتناولونها يوميا خارج المنازل، على اعتبار أنها الحل الوحيد المتاح أمامهم، بالنسبة للطلبة والموظفين والعالمين من الجنسين، حتى وان كان بعضهم يفضل التقليل منها قدر الإمكان، إلا أنهم في النهاية يجدون أنفسهم يعتمدون عليها، بشكل ملحوظ للغاية، أما الأكثر من ذلك فهو اعتماد كثير من الأطفال وخاصة من تلاميذ المدارس عليها، في وجبات غذائهم وحتى في وجبات عشائهم، خاصة بالنسبة للذين يكون أولياؤهم موظفين وعالمين طوال اليوم، وقد لا تتمكن الأم من تحضير وجبات يطلبها ويحبها الأطفال في العادة، فيستغنون عن ذلك كله بالأكل خارج المنازل، وفي محلات الوجبات السريعة بشكل خاص، حتى بعلم الأولياء في بعض الأحيان، رغم أن ذلك من شانه أن ينعكس على صحتهم بصورة سلبية، ما يستدعي ضرورة تنبيه الأولياء إلى مراقبة ما يتناوله أبناؤهم خارج المنزل، وتوعيتهم حول مخاطر الوجبات السريعة المختلفة، سواء من حيث خطورة هذه الوجبات نفسها، أو ما تعلق بالمحلات التي يتم إعدادها فيها، من توفر شروط النظافة واحترام قواعد السلامة الصحية والغذائية وغيرها. وقد توصلت بعض الأبحاث مؤخرا إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر على كيمياء المخ وان الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية، وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من 20 ولاية أمريكية ومنعت طلاب المدارس من تناول هذه الوجبات، لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم وارتفاع نسبة الكولسترول. ووجود علاقة بين مشروبات "الصودا" التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات والإصابة بهشاشة العظام، فضلا عن أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام. وعند إضافة الأطعمة المقلية كالبطاطس والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة والملح للحصول على "وجبة كاملة" تكون المحصلة هي الحصول على "خطر كامل"، فأطعمة مثل الهامبورغر والدجاج المقلي تدخل في دائرة المواد المسببة للإصابة بالسرطان، بالاضافة الى البدانة التي تعتبر أول عرض لتناول الوجبات السريعة والتي زادت بصورة مطردة بين الاطفال الجزائريين وصلت الى نسبة حوالي 40 بالمائة من الاطفال الذين يعانون السمنة في الجزائر. ويوضح الباحثون أن معظم هذه الوجبات والمأكولات تتسم بالتعقيد والدسامة وعدم التوازن، وتمتلئ بالدهون ومكسبات الطعم، وتكون محشوة عادة بالتوابل الحارة بكميات كبيرة، الأمر الذي يؤدي لتهيج الأغشية الداخلية للجهاز الهضمي، ويحدث أخطارا كبيرة ومتعددة عند الإفراط في تناولها. ومن المخاطر الصحية الأخرى للوجبات السريعة والجاهزة -كما أكد باحثون أسكتلنديون مؤخرًا- أن الوجبات السريعة وشبه المجهزة تسهم بدرجة كبيرة في إصابة الأطفال بالربو، لخلوها من الخضراوات الطازجة والفيتامينات والمعادن، كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلى اضطرابات في عملية الامتصاص. وأوضحت باحثة أمريكية أن تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون بكثرة يغير سلوك الأطفال، وأن الوجبات السريعة تدفع إلى خمول العقل وكسله وإلى ترهل الجسم حيث أن ما يحصل عليه الجسم من الدهون الموجودة بكثرة في الساندويتشات السريعة ووجبات الشوارع يسبب أضرارًا بالغة بالمخ، ويؤذي قدرة الذاكرة، لأن هذا الغذاء يمنع وصول الجلوكوز إلى المخ بكمية كافية.