حتى يبقى رجال الجزائر وضحايا أزمتها الأمنية خالدين في الذاكرة الجماعية، ويعرف النشء الصاعد قيمة من ضحوا بأرواحهم من أجل إعلاء كلمة الحق ورفض الظلم، وحتى لا ننسى ولا ينسى الجميع أحد أبرز الأقلام الجزائرية الجريئة، التي واجهت لغة الرصاص والتقتيل بلغة العقل والحبر، وتحت شعار »الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت فلا عودة لها« تنظم ولاية تيزي وزو ابتداء من يوم أمس وامتدادا ليوم غد، ملتقى علمي يدور حول حياة وأعمال الكاتب الراحل »الطاهر جاووت«، الملتقى الذي انطلق أمس تحتضنه دار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو، أين يتم عرض المسيرة المهنية للمرحوم وعلاقته بالقلم وجمعه بين الأدب والصحافة التي مات من أجلها، تاركا وراءه رصيدا أدبيا كبيرا. الملتقى الذي تحتضن أشغاله دار الثقافة مولود معمري ينتظر أن يستقطب المئات من المواطنين والمثقفين ويشارك في تنشيط الندوات والمحاضرات المبرمجة مجموعة من أصدقاء الفقيد وعدد من الأسماء الإعلامية والأدبية التي رافقته في حياته، حيث يعمل هؤلاء على إعادة إحياء أدب وأفكار وأعمال جاووت، وأشرف صبيحة أمس السيد الهادي ولد علي مدير الثقافة بتيزي وزو على افتتاح الملتقى مرفقا بابنة جاووت »كنزة« وتم تنظيم معرض للكتب والصور والأغراض الشخصية للكاتب وبعدها بالقاعة متابعة فيلم لصاحبه »حسين رجالة« ومداخلة ألقتها السيدة »عفيفة برارحي«، أما خلال اليوم الثاني للملتقى يكون الموعد مع الصحافي »عبد الكريم جعاد« الذي يقدم محاضرة حول »طاهر جاووت، الصحافي والصديق«، أما الأستاذ »جلالي خلاص« يعرض مداخلة خلال الملتقى بعنوان »طاهر جاووت في بحث عن الأجداد«، ليختم الملتقى بتنظيم وقفة بقرية »اولخوا« بضواحي أزفون للترحم على قبر الراحل الذي تعرض لعملية اغتيال يوم 26 ماي 1993 وتوفي على إثرها يوم 2 جوان 1993.