ق. حنان اجبر ارتفاع كراء قاعات حفلات في بعض أحياء العاصمة، خاصة لتلك المتواجدة في الأحياء الكبرى، أو بعض الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، الكثير من سكان هذه المناطق، على التوجه إلى قاعات حفلات تتواجد على مستوى بلديات أخرى بعيدا عن وسط العاصمة، نظرا لان هذه الأخيرة، تعرض خدماتها على زبائنها مقابل مبالغ مالية اقل بكثير مما هي عليه بالنسبة للقاعات الأولى المتواجدة مثلا بالابيار أو باب الواد أو حي بلكور والمدنية والحراش وغيرها من قاعات الحفلات الشهيرة التي اكتسب سمعة طيبة خلال السنوات الأخيرة، واستطاعت أن تستقطب إليها المئات من المواطنين، لإقامة مناسباتهم السعيدة فيها، قبل أن ترتفع أسعارها بشكل جنوني للغاية، نظرا لطراز القاعة بالدرجة الأولى، والخدمات المقدمة فيها، بالدرجة الثانية، وكذا بفعل إغلاق الكثير من قاعات الحفلات، حيث أقدمت السلطات وبداعي تنظيم قاعات الحفلات، على إغلاق 80 % من قاعات الحفلات، ما تسبّب في وضع استثنائي استغلت فيه القاعات التي نجت من قرار الغلق الظروف، وأقدمت على رفع أسعارها، بعد أن زاد الطلب وقلّ العرض، وانحصار المنافسة في عدد قليل منها، ما جعل أصحابها يستغلون الفرصة استغلالا بشعا للغاية، ويرفعون الأسعار إلى السقف، حيث وصل الأمر ببعضها، إلى كرائها بحوالي 7 إلى 12 مليون سنتيم، خصوصا بالنسبة للقاعات التي وجدت نفسها بفعل قرار الغلق الوحيدة المتوفرة على مستوى الحي الكائنة به، وهو ما جعل الكثير من سكانه يهربون منها إلى قاعات حفلات بعيدة جدا عن أحيائهم، وقد تقع في بلديات أخرى، طلبا لسعر اقل. هذا ما كشفت عنه إحدى السيدات تقطن بنواحي الكاليتوس، وتحضر لإقامة زفاف ابنها شهر ماي المقبل، حيث قالت أنها بحثت طويلا عن قاعة حفلات مناسبة، وبسعر يكون في مقدورها ومتناولها، ومع ذلك فان القاعات الموجودة بالكاليتوس لا يقل سعر الواحدة منها عن 5 ملايين سنتيم، وهو مبلغ قالت انه من المستحيل أن تدفعه لقاء ساعتين أو ثلاث فقط، ستكون كل مدة العرس بأحسن الأحوال، ومن الأفضل أن تضم ذلك المبلغ لتغطية مصاريف أخرى تكون أكثر أهمية، وعليه وجدت قاعة حفلات ببلدية بن طلحة بسعر لا يتجاوز 3 ملايين سنتيم، بالنسبة للأمسية و3 ملايين ونصف إن أرادت إقامة مأدبة العشاء، وليس عليها إلا حمل المشروبات الغازية والحلويات فقط، أما ما تبقى من الخدمات فإنها تقع على عاتق القاعة، وهو ما قالت عنه انه عرض رائع للغاية، أما عن بعد القاعة عن مكان سكناها، وسكنى الكثير من المدعوين من أقاربها وجيرانها، فقالت انه أمر مقدور عليه، خصوصا وان اغلبهم يمتلك سيارات، إضافة إلى أن بعض أصدقاء ابنها اقترحوا عليه مساعدته على كراء حافلة لنقل المدعوين خلال يوم العرس. نفس الأمر بالنسبة لسيدة من المدنية اختارت إقامة عرس ابنها أيضا بقاعة حفلات على مستوى بلدية جسر قسنطينة، لأنها ارخص سعرا من قاعات الحفلات المتواجدة بالمدنية أو المرادية أو ساحة أول ماي، التي تعرف أسعارها ارتفاعا كبيرا، وقد وجد المواطنون في هذه الطريقة فرصة لإقامة حفلاتهم، خصوصا لمن لا يملكون مساحات واسعة لذلك، كأسطح البنايات أو المستودعات وغيرها، كما تتجه بعض العائلات أيضا إلى إتمام كراء الحفلات قبل أن يدخل موسم الصيف، وتصل الأسعار إلى مستوى قد لا تقدر عليه العائلات الجزائرية المقبلة على إقامة أفراحها.