أشاد رئيس جنوب إفريقيا السيد جاكوب زوما أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، بحكمة وحنكة رئيس الجمهورية، ودوره في حل النزاعات داخل إفريقيا، ومساهمته الأكيدة في دفع عجلة التنمية في القارة السمراء. وشدد زوما في تصريح للصحافة عقب محادثات على انفراد مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على الدور »الهام« و»الحاسم« الذي تلعبه اللجنة العليا للتعاون في تعزيز العلاقات بين الجزائروجنوب إفريقيا، مشيرا إلى أنه تطرق مع رئيس الدولة إلى أشغال اللجنة العليا، التي »لم تقم بعملها كما ينبغي في الماضي«، واتفقا على ضرورة تدعيم هذه اللجنة بما يخدم البلدين والقارة الإفريقية. ووصف رئيس جنوب إفريقيا محادثاته مع الرئيس بوتفليقة بأنها »في غاية الأهمية« و»ودية جدا«، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين »ممتازة«، مضيفا: »لقد تطرقنا إلى سبل تعزيز هذه العلاقات بما يعود بالمنفعة على الشعبين والبلدين«، مبرزا وجود فرص لتدعيم التعاون الثنائي. وأوضح الرئيس الجنوب إفريقي أنه تطرق أيضا مع رئيس الدولة إلى المسائل الإفريقية سيما ذات الصلة بالنزاعات، وكذا سبل دفع التقدم والتنمية الاقتصادية في القارة. وفي ما يخص الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد) أكد السيد زوما، أن الرئيس بوتفليقة يُعد أحد الفاعلين »الرئيسيين« في هذه المبادرة منذ إنشائها، مؤكدا أن الطرفين اتفقا على ضرورة تعزيز النيباد؛ قصد الارتقاء بها إلى مستويات أعلى. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن الاتفاقات التي ستتوصل إليها الدورة الخامسة للجنة التعاون العليا الجزائرية -الجنوب إفريقية سيما في مجال الطاقة بمختلف أشكالها، تُعتبر استثمارا أكيدا بالنسبة للمستقبل. وأوضح مدلسي الذي ترأّس افتتاح هذه الدورة الخامسة مناصفة مع وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا السيدة مايتي نكوانا ماشابان، قائلا: »أملنا هو أن يتمكن منتدى رجال الأعمال لبلدينا الذي سيُعقد في سياق لقائنا الرسمي من تجسيد التزام الحكومتين القوي بمرافقة وتشجيع كل المبادرات الموجهة لاستغلال الفرص التي حُددت، وفتح مسالك شراكة جديدة تخرج بنتائج هامة«. وذكر الوزير بأن الطرفين قاما خلال اللقاء الجزائري - الجنوب إفريقي في شهر مارس الماضي ببريتوريا، بتقييم مفصل لوضعية التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائروجنوب إفريقيا لم يتوصلا بعد إلى المستوى المعادل لقدرتهما على الشراكة، مضيفا: »إن خبراءنا قد عمّقوا محادثاتهم خلال أشغال الجزائر. ومختلف القطاعات الممثلة أكدت عددا من الالتزامات التي ستظهر في أقرب الآجال«. وفي هذا السياق، أكد أن »مجموعة كبيرة« من المشاريع وطرق التعاون، قد حُددت من طرف المتعاملين العموميين ورجال الأعمال، معربا عن ارتياحه »لتنوع وكثافة« الأدوات القانونية التي تؤطر التعاون بين البلدين.