تحادث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس على انفراد بمقر رئاسة الجمهورية بالجزائر العاصمة مع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا السيد جاكوب غيد لييليكيسا زوما. وفي تصريح للصحافة عقب هذه المحادثات أبرز رئيس جنوب افريقيا الدور ''الهام'' و''الحاسم'' الذي تلعبه اللجنة العليا للتعاون في تعزيز العلاقات بين الجزائروجنوب إفريقيا. وأكد الرئيس الجنوب إفريقي أنه تطرق مع رئيس الدولة إلى أشغال اللجنة العليا التي ''لم تقم بعملها كما ينبغي في الماضي''. وفي الصدد أكد السيد زوما أن البلدين اتفقا على ضرورة تدعيم هذه اللجنة بما يخدم البلدين والقارة الإفريقية. وإذ وصف محادثاته مع الرئيس بوتفليقة بأنها ''في غاية الأهمية'' و''جد ودية''، أوضح السيد زوما أن العلاقات بين البلدين ''ممتازة''. وأضاف الرئيس الجنوب إفريقي قائلا ''لقد تطرقنا إلى سبل تعزيز هذه العلاقات بما يعود بالمنفعة على الشعبين والبلدين'' مبرزا وجود فرص لتدعيم التعاون الثنائي. وأوضح ضيف الجزائر أنه تطرق أيضا مع رئيس الدولة إلى المسائل الإفريقية لاسيما ذات الصلة بالنزاعات وكذا سبل دفع التقدم والتنمية الاقتصادية في القارة. وفيما يخص الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا (نيباد) أكد السيد زوما أن الرئيس بوتفليقة يعد أحد الفاعلين ''الرئيسيين'' في هذه المبادرة منذ إنشائها، مؤكدا أن الطرفين اتفقا على ضرورة تعزيز النيباد قصد الارتقاء بها إلى مستويات أعلى. كما أقام رئيس الجمهورية بقصر الشعب (الجزائر العاصمة) مأدبة غداء على شرف رئيس جمهورية جنوب إفريقيا. وقد حضر هذه المأدبة أعضاء الحكومة والإطارات السامية في الدولة إلى جانب أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وقبل ذلك كان السيد جاكوب غيدلييليكيسا زوما قد ترحم بمقام الشهيد بالجزائر على أرواح شهداء الثورة الجزائرية المجيدة. وبعد استعراضه لتشكيلة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحية وضع الرئيس الجنوب إفريقي إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للمقام والتزم دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة الأبرار. كما زار الرئيس زوما المتحف الوطني للمجاهد حيث اطلع على المراحل التاريخية الرئيسية التي مرت بها الجزائر منذ حادثة المروحة إلى اندلاع ثورة التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر .1954 وطاف الرئيس زوما بالمناسبة بمختلف أجنحة المتحف حيث كانت أول وقفة له في الجناح المخصص لبداية مراحل الاحتلال الفرنسي في جويلية 1830 ليعرج بعد ذلك على الأجنحة الخاصة بأهم المقاومات الشعبية التي قادها زعماء كبار ضد الغزو الفرنسي. كما طاف الرئيس الجنوب إفريقي بالجناح الخاص بتاريخ الحركة الوطنية وما قام به زعماء هذه الحركة لتحضير انطلاق الثورة التحريرية. وكانت له فرصة أيضا لزيارة الجناح الخاص بأهم المراحل التاريخية لثورة نوفمبر المجيدة، اطلع خلالها على نماذج من الأسلحة والأدوات المستعملة في بداية الثورة التحريرية. وزار ايضا بالمناسبة الجناح الذي عرضت فيه صور عن نماذج من الجرائم الجهنمية التي اقترفتها سلطات الاحتلال ضد المواطنين ووسائل التعذيب. وكان رئيس جنوب إفريقيا قد وصل صباح أمس إلى الجزائر في زيارة عمل تدوم يومين بمناسبة اجتماع الدورة الخامسة للجنة العليا للتعاون المشترك. واستقبل رئيس جمهورية جنوب إفريقيا أمس، رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح الذي أدى له زيارة مجاملة، كما استقبل أيضا الوزير الأول السيد أحمد أويحيى الذي أدى له زيارة مجاملة.