عبد الرحمان مرسلي.. قصة نجاح جزائري في ألعاب القوى بأمريكا ينتظر عبد الرحمان مرسلي كل البطولات العالمية لألعاب القوى والألعاب الأولمبية ليرى العدائين الذين دربهم يشاركون ويحققون مراتب مشرفة.. يتذكر مرسلي بحنين انتصاراته في الجزائر وأفريقيا في سباقات المسافات نصف الطويلة. أشرف قبل مجيئه إلى أمريكا على تدريب شقيقه نور الدين مرسلي بطل العالم والبطل الأولمبي السابق وصاحب عدد من الأرقام القياسية. يعمل عبد الرحمان الآن في جامعة Riverside City College بكاليفورنيا منذ 13 سنة حيث يشرف على تكوين العدائين الأمريكيين وآخرين قادمين من عدد من الدول من بينها بلدان عربية. ساهم هذا البطل السابق في تأهيل العديد من المتسابقين للمشاركة في بطولات عالمية في تخصص المسافات نصف الطويلة من بينهم الأمريكي براندن جونسون الذي شارك في عدد من البطولات العالمية في مسافتي 800 متر و1500 متر. وقال مرسلي في حديث لموقع قناة الحرة الأمريكية إنه يستقبل عشرات العدائين سنويا ممن يأتون إلى الجامعة المعروفة بتكوينها الجيد. فبالإضافة إلى الطلبة الذين يدرسون بصفة منتظمة يأتي إلى الجامعة عداؤون عالميون للتحضير لمختلف البطولات العالمية وفق مرسلي. ويضيف هذا المؤطر الرياضي أنه سبق أن استقبلت الجامعة عدائين حققوا بعد فترة تكوينهم نتائج عالمية مثل السعودي عبد العزيز لادان الذي توج بطلا لآسيا بعد فوزه بسباق 800 متر وأيضا مواطنه علي الدرعان الذي فاز ببطولة الخليج في نفس المسافة وتأهل إلى نصف نهائي بطولة العالم. تحضيرات العدائين وقبل هؤلاء العدائين مرّ البطل الأولمبي الجزائري توفيق مخلوفي بفترة إعدادية في الجامعة نفسها قبل نيله اللقب الأولمبي في 2014 بلندن ناهيك عن آخرين يأتون من كينيا وأستراليا والمكسيك والعراق وغيرها من دول العالم. وحول سر تفضيل هؤلاء الرياضيين لهذه الجامعة أكد عبد الرحمان أنها تمثل المكان المفضل لتحضير أبرز العدائين في العالم خلال فصل الشتاء خاصة أولئك المتخصصين في سباقات المسافات نصف الطويلة الذين تصلهم أصداء إشرافي بها كمدرب للمتسابقين . ويضيف أن الإقبال عليه كمدرب صار يتزايد كل سنة في ظل تداول اسمه على ألسنة العدائين في مختلف التجمعات الرياضية العالمية. مسيرة التدريب بدأ مرسلي تدريب العدائين في المسافات نصف الطويلة عام 1986 بعد أن اعتزل العدْو الذي مارسه منذ 1975. وخلال ال11 سنة التي قضاها في مضامير ألعاب القوى تمكن عبد الرحمان من البروز ضمن ال10 عدائين الأحسن في العالم في مسافة 1500 متر. في بداية مسيرته التدريبية كان شقيقه نور الدين في بداية الطريق نحو النجومية الأمر الذي جعل عبد الرحمان يركز على تدريبه ليعبّد له طريق التتويجات على حد وصفه. يقول عبد الرحمان إن أول زيارة له لأمريكا كانت عام 1989 عندما حصل شقيقه نور الدين على منحة لمتابعة دراسته في Riverside City College بكاليفورنيا حيث كان يأتي لزيارته والاطلاع على تقدم تحضيراته. وفي 2004 تلقى عبد الرحمان عرضا للعمل كمدرب للمسافات نصف الطويلة بالجامعة ذاتها. وبالإضافة إلى التدريب أُوكلت له مهمة التنقيب عن مواهب في العدْو لتكوينها وتقديمها للمشاركة في المنافسات العالمية. واعترافا بالمجهودات والنتائج التي حققها نال هذا العداء السابق جائزة أحسن مدرب للمسافات نصف الطويلة في 2015 بعد أن تمكن من تحضير ثلاثة عدائين التحقوا بالمنتخب الأمريكي. ويتحدث عبد الرحمان بكثير من الحسرة عن التراجع الكبير لألعاب القوى العربية خصوصا منها المغاربية التي كانت إلى سنوات قليلة مضت تحقق نتائج متميزة في بطولة العالم والألعاب الأولمبية بفضل سيطرة العدائين المغاربة والجزائريين على المسافات نصف الطويلة. ويتابع عندما أذهب إلى الجزائر ألاحظ العديد من الشباب الذين يمتازون بموهبة العدْو. يكفي فقط التكفل بهم وإعدادهم ليصبحوا أبطال المستقبل .