أكّد العديد من النّازحين من الأراضي الليبية وأغلبهم من بنغلاديش في شهادات أدلوا بها أمس الأربعاء لوكالة الأنباء الجزائرية الصعوبات الجمّة التي عاشوها منذ بداية أحداث ليبيا ومحاولتهم الخروج من هذا البلد إلى مقصدهم المركز الحدودي التونسي الليبي لراس جدير· ومن بين هؤلاء حفيظ الرحمان من بنغلاديش (عامل يومي) القادم من طرابلس، والذي أكّد بأسف شديد أن الكثير من مواطنيه مازالوا عالقين في مناطق متفرّقة من ليبيا بسبب عدم تمكّنهم من جمع المال الكافي للوصول إلى الحدود الليبية - التونسية، إلى جانب التردّي الكبير في حالتهم الصحّية النّاجمة عن النّقص الكبير في الحصول على الغذاء بعد أن فقدوا مناصب عملهم منذ مدّة· وأكّد في السياق ذاته سايتا وتسمون (28 سنة) من غانا، والذي لم يصدّق وهو يتحدّث باكيا إلى "وأج" من شدّة فرحته بخروجه من "جحيم الزّاوية" التي يتذكّر أنه تركها محاصرة من طرف الثوّار، كيف تعرّض لتفتيش دقيق وسلب منه هاتفه النقّال الذي كان وسيلته الوحيدة للتواصل مع أبناء بلده، سواء الذين تمكّنوا من مغادرة ليبيا أو الذين مازالوا عالقين بها، بالإضافة إلى أغراض شخصية أخرى· أمّا عزّة ممدوح إبراهيم، مصرية تبلغ من العمر 32 سنة، فكانت أكثر حظّا من سابقيها، حيث كشفت ل "وأج" أنها لم تعش عن قرب التطاحن بين القوّات الموالية للنّظام الليبي والمناهضين له بالزّاوية لأنها كانت تسكن في مزرعة تقع بضواحي المدينة إلاّ أنها عاشت في رعبا وعرفت الخوف الحقيقي هي وزوجها بسبب صوت الرّصاص الذي كانا يسمعانه بصفة مستمرّة خلال الأيّام القليلة الماضية تقول المتحدّثة التي كانت بصحبة زوجها وهما يتأهّبان لمغادرة مركز رأس جدير على حافلة تقلّ 45 مصريا نحو مطار جربة باتجاه القاهرة· ونوّهت السيّدة عزّة بأفراد البعثة الجزائرية على الخدمات التي قدّموها للاّجئين، وأعربت عن سعادتها وهي تتأهّب للاتحاق وزوجها ببلدها مصر· وبالنّسبة ليوم أمس الثلاثاء وصل ما بين 15 ألف إلى 20 ألف لاجئ إلى مركز العبور الحدودي لرأس جدير ليؤكّد عدد منهم وهم يتنفّسون الصعداء أن آلاف الأشخاص مايزالون عالقين في ليبيا· وكشف البعض الآخر عن تخوّف الكثير ممّن يريدون مغادرة التراب الليبي من مختلف الجنسيات من المغامرة في الطريق إلى تونس لأنهم يجهلون كلّية العوائق أو المصاعب التي قد تعترضهم في سفريتهم، ناهيك عدم توفّرهم على معلومات عن ظروف الاستقبال عند المركز الحدودي· وفي هذا السياق، قال جيريمي وهو شابّ في الثلاثين من العمر يحمل الجنسية الغانية، إنه متحمس جدّا "للاتّصال بهؤلاء لطمأنتهم وتشجيعهم على المجيء"· ويبقى المشكل الكبير المطروح حاليا في مخيّمات رأس جدير على الحدود التونسية - الليبية حسب رئيس الفرع المحلّي للهلال الأحمر التونسي ببن قردان السيّد محمد بن ذياب يتمثّل في افتقاد النّازحين ذوي الجنسية البنغالية (بنعلاديش) إلى تمثيل لدولتهم بتونس، ممّا عقّد من عملية إجلائهم إلى وطنهم·