اتهم المتحدث باسم القوات البحرية التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية العميد بحار أيوب قاسم المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين بساختراق سيادة الدولة الليبيةس. وأعلنت منظمات _أطباء بلا حدودس وسأنقذوا الأطفالس وسسي آيس (غير حكومية) أمس تعليق عملياتها لإنقاذ المهاجرين قبالة سواحل ليبيا إثر قرار حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا الخميس الماضي إقامة منطقة بحث وإنقاذ في مياهها الإقليمية لمنع أي سفينة أجنبية من إغاثة مهاجرين إلا بطلب من السلطات الليبية وهو ما اعتبرت تلك المنظمات أنه سيقيد عملها. وقال المتحدث باسم القوات البحرية الليبية في تصريحات للأناضول اليوم الإثنين إن _الحكومة تعتزم إقامة منطقة البحث والإنقاذ لأن المنظمات غير الحكومية وللأسف الشديد لم تحترم السيادة الليبيةس. وأوضح أن هذه المنظمات _تعمل قريبًا جدًا من المياه الإقليمية الليبية بانتظار المهاجرين غير شرعيين وبدون احترام للسلطات التي تنفذ القانون و(قوات) حرس السواحل الليبية وهذا اختراق للسيادة الليبية وكل القوانين والأعراف الدوليةس. وشدد على أن هذا الوضع _زاد أعباء الدولة الليبية وزاد عدد المهاجرين وإن كانت أولويات تلك المنظمات هي حقوق الإنسان فعليها احترام سيادة الدول والسلطات التي تنفذ القانونس. وأضاف قاسم أن _البحرية ستصدر خلال الأيام القادمة متطلبات يجب توفرها للسماح لهذه المنظمات بممارسة عملها ومنها تحديد مناطق للإنقاذ والمطالبة بوجود مراقبين دوليين أو ليبين عن متن سفن تلك المنظمات فقد بدأنا نشك بأن هذه المنظمات تعمل مع مهربي المهاجرينس. ومضى قائلًا إن _بعض المنظمات غير الحكومية تحاول بكل قوة أخذ قوارب المهاجرين حتى بوجود قوات حرس السواحل وهو ما يعرقل عمل هذه القوات.. وقد وثقنا حوادث كثيرة في هذا الشأنس. وأضاف أن _أحدث هذه الحوادث كان قبل أسبوع حين تواجدت منظمة إسبانية تدعي أنها إنسانية داخل المياه الإقليمية الليبية على بعد 12 ميلًا وطلبنا منها الخروج مرارًا وتكرار لكنهم لم يعيروا أي انتباه لزورق البحرية الليبية حتى تم الرماية في الهواء لتنبيه القارب_. وتمثل ليبيا دولة عبور لمهاجرين ولاجئين حيث ينطلقون منها عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا هربًا من حروب أو أوضاع اقتصادية متردية. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية حيث تتقاتل في البلد الغني بالنفط كيانات عديدة مسلحة منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (1969-2011) فيما تتصارع على الحكم حكومتان في الغرب والشرق. وتتلقى ليبيا مساعدات من الاتحاد الأوروبي مقابل تعاونها في مكافحة تدفق الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا. ورحبت الحكومة الإيطالية أمس بقرار طرابلس إقامة منطقة البحث والإنقاذ معتبرة أنها _عملية إعادة توازن تجري في (البحر) المتوسطس للتخفيف من تدفق المهاجرين.