بعد الخضر.. تحسن ملحوظ في إنتاج الحبوب ** * إنتاج الحبوب فاق 35 مليون قنطار حتى 15 أوت حذرت بعض التقارير الوطنية والدولية في وقت سابق من احتمال تعرض الجزائر لمجاعة في السنوات القليلة القادمة نتيجة شح الموارد وتراجع أسعار النفط غير أن الإنتاج الفلاحي أصبح يبعث على كثير من الاطمئنان وهو يبشر بمزيد من الخير ولم يتم استغلال كل المؤهلات المتاحة وبعد أن شهد إنتاج الخضر تحطيم أرقام قياسية هذه السنة جاء الدور على الحبوب فرغم نقص التساقطات المطرية في العديد من الولايات عرف الإنتاج تحسنا محسوسا قياسا إلى ما كان عليه الحال العام الماضي. وبلغت الحصيلة الأولية لإنتاج الحبوب خلال موسم 2016-2017 حتى منتصف شهر أوت الجاري أزيد من 35 مليون قنطار مقابل 34 مليون قنطار برسم حملة 2015-2016 حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مسؤول بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري. وكشف مدير الضبط وتطوير المنتجات الفلاحية بالوزارة السيد عوماري الشريف عن تحسن ملحوظ في إنتاج الحبوب خلال الموسم الجاري بعد إتمام حملة الحصاد بنسبة 88 في المائة من المساحات الفلاحية المخصصة للحبوب فيما تبقى 12 في المائة من هذه المساحات قيد الحصاد حاليا. وتم هذا الموسم حصاد 5ر2 مليون هكتار من المساحات المسقية الموجهة لزراعة الحبوب من مجموع 5ر3 مليون هكتار وبذلك تم تحويل أزيد من 900 ألف هكتار لإنتاج الأعلاف بنسبة بلغت 26 في المائة. وحسب السيد عوماري ينتظر ارتفاع الحصيلة الحالية لإنتاج الحبوب بعد استكمال عمليات الحصاد حيث ينتظر تقديم الحصيلة النهاية من طرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري قبل نهاية الشهر الجاري. وأكد نفس المسؤول أن الموسم الجاري عرف تحسنا مميزا في إنتاج الشعير الذي بلغ 10 ملاين قنطار وإنتاج البقول الجافة (خاصة العدس والحمص) والتي تربعت على مساحة بلغت 105 ألف هكتار. وأفاد السيد عوماري أن إنتاج الموسم الجاري تحسن بالرغم من الظروف المناخية الصعبة التي مرت بها مناطق شرق البلاد على غرار قسنطينة وقالمة وميلة وبرج بوعريريج والتي عرفت شحا في تساقط الأمطار. وعكس الموسم الماضي كانت ولايات الغرب هي الرائدة في انتاج الحبوب وأهمها ولايتي تيارت وسيدي بلعباس ما أدى إلى تحسن الإنتاج رغم الخسائر المسجلة في مناطق شرق البلاد. وأرجع ذات المسؤول تحسن الإنتاج الى المجهودات المبذولة من طرف الفلاحين والتأطير والحملات التحسيسية التي باشرها القائمون على القطاع حول ما يعرف ب احترام المسار التقني و تكثيف عمليات الري بالتقطير و مكافحة الأعشاب الضارة . وتابع ذات المسؤول قائلا تمكنا من تسجيل توازن بين منطقتي الشرق والغرب ما سمح لنا بتدارك حجم المنتوج . وحسب السيد عوماري فإن هذه الظروف دفعت بوزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد عبد القادر بوعزغي إلى التأكيد خلال الاجتماع التقييمي للشعبة أمس على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة النظر في ظروف انتاج الحبوب في الجزائر. ومن بين هذه الإجراءات توسيع المساحات المسقية وتحسين سلالة البذور لتتأقلم مع المناخ وتوسيع استعمال المكننة في إطار تطوير أنظمة الإنتاج إضافة الى تكوين الفلاحين. وستسمح هذه الإجراءات بتكثيف إنتاج الحبوب والرفع من نسبة المردودية في الهكتار الواحد مع تقليص المساحات البور وتوسيع المساحات المخصصة لزراعة الحبوب الجافة. كما تعمل الوزارة الوصية - حسب المتحدث- على تحسين انتاج القمح الصلب للمضي قدما نحو تحقيق اهداف الامن الغذائي. وسيتم خلال الأسبوع المقبل تنظيم لقاء خاص بين الديوان الوطني المهني للحبوب والمعهد التقني للمحاصيل الكبرى والمؤسسات الخاصة المختصة في البذور من اجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوسيع مساحات زراعة البقوليات. كما تعرضت بعض المساحات الموجهة لزراعة الحبوب الى الحرائق وتساقط حبات البرد والتي ماتزال قيد الإحصاء -حسب عوماري- الذي أكد أن الوزارة وجهت تعليماتها الى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي من أجل تعويض الفلاحين عن الأضرار التي تكبدوها خاصة في ولايتي ميلة وقسنطينة. كما تم توجيه تعليمات لذات الصندوق من أجل إدراج بعض المخاطر غير المأخوذة في الاعتبار حاليا لتمكين الفلاحين من تعويض الخسائر الى جانب القيام بحملات توعية واسعة لتعميم ثقافة التأمين لدى الفلاحين. وحسب مدير الضبط تستهدف الوزارة خلال حملة الحرث والبذر لموسم 2017 -2018 حوالي 5ر3 مليون هكتار من الأراضي لزراعة الحبوب وفرت لها 3 مليون قنطار من البذور.