بلغت الحصيلة الأولية لإنتاج الحبوب خلال موسم 2016-2017 حتى منتصف شهر أوت الجاري أزيد من 35 مليون قنطار مقابل 34 مليون قنطار برسم حملة 2015-2016. وكشف مدير الضبط وتطوير المنتجات الفلاحية بالوزارة عوماري الشريف عن تحسن ملحوظ في انتاج الحبوب خلال الموسم الجاري, بعد اتمام حملة الحصاد بنسبة 88 في المائة من المساحات الفلاحية المخصصة للحبوب، فيما تبقى 12 في المائة من هذه المساحات قيد الحصاد حاليا . وتم هذا الموسم حصاد 5ر2 مليون هكتار من المساحات المسقية الموجهة لزراعة الحبوب من مجموع 5ر3 مليون هكتار وبذلك تم تحويل أزيد من 900 ألف هكتار لإنتاج الأعلاف بنسبة بلغت 26 في المائة. وحسب عوماري، ينتظر ارتفاع الحصيلة الحالية لإنتاج الحبوب بعد استكمال عمليات الحصاد، حيث ينتظر تقديم الحصيلة النهاية من طرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري قبل نهاية الشهر الجاري. وأكد المسؤول نفسه أن الموسم الجاري عرف تحسنا مميزا في انتاج الشعير الذي بلغ 10 ملايين قنطار وانتاج البقول الجافة (خاصة العدس والحمص) والتي تربعت على مساحة بلغت 105 ألف هكتار. وأفاد عوماري أن انتاج الموسم الجاري تحسن بالرغم من الظروف المناخية الصعبة التي مرت بها مناطق شرق البلاد على غرار قسنطينة وقالمة وميلة وبرج بوعريريج والتي عرفت شحا في تساقط الامطار . وعكس الموسم الماضي كانت ولايات الغرب هي الرائدة في انتاج الحبوب وأهمها ولايتي تيارت وسيدي بلعباس ما أدى إلى تحسن الانتاج رغم الخسائر المسجلة في مناطق شرق البلاد. وارجع المسؤول ذاته تحسن الانتاج الى المجهودات المبذولة من طرف الفلاحين والتأطير والحملات التحسيسية التي باشرها القائمين على القطاع حول ما يعرف ب"احترام المسار التقني" و"تكثيف عمليات الري بالتقطير" و"مكافحة الاعشاب الضارة". وتابع المسؤول ذاته قائلا " تمكنا من تسجيل توازن بين منطقتي الشرق والغرب ما سمح لنا بتدارك حجم المنتوج". و حسب عوماري فأن هذه الظروف دفعت بوزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد القادر بوعزغي إلى التأكيد خلال الاجتماع التقييمي للشعبة على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لإعادة النظر في ظروف انتاج الحبوب في الجزائر. ومن بين هذه الاجراءات توسيع المساحات المسقية وتحسين سلالة البذور لتتأقلم مع المناخ وتوسيع استعمال المكننة في اطار تطوير انظمة الانتاج، اضافة الى تكوين الفلاحين. وستسمح هذه الاجراءات بتكثيف انتاج الحبوب والرفع من نسبة المردودية في الهكتار الواحد مع تقليص المساحات البور وتوسيع المساحات المخصصة لزراعة الحبوب الجافة. وسيتم خلال الاسبوع المقبل تنظيم لقاء خاص بين الديوان الوطني المهني للحبوب والمعهد التقني للمحاصيل الكبرى والمؤسسات الخاصة المختصة في البذور من اجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لتوسيع مساحات زراعة البقوليات. كما تعرضت بعض المساحات الموجهة لزراعة الحبوب الى الحرائق وتساقط حبات البرد والتي ماتزال قيد الاحصاء -حسب عوماري- الذي أكد أن الوزارة وجهت تعليماتها الى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي من أجل تعويض الفلاحين عن الأضرار التي تكبدوها خاصة في ولايتي ميلة وقسنطينة. كما تم توجيه تعليمات لذات الصندوق من أجل ادراج بعض المخاطر غير المأخوذة في الاعتبار حاليا لتمكين الفلاحين من تعويض الخسائر الى جانب القيام بحملات توعية واسعة لتعميم ثقافة التأمين لدى الفلاحين . وحسب مدير الضبط تستهدف الوزارة خلال حملة الحرث والبذر لموسم 2017 -2018 حوالي 5ر3 مليون هكتار من الأراضي لزراعة الحبوب وفرت لها 3 مليون قنطار من البذور.