تستمر الحملة العسكرية الواسعة التي تشنها حكومة ميانمار في عدد من قرى وبلدات أقلية الروهينغا المسلمة حاصدة العديد من القتلى والجرحى ومثيرة المزيد من الانتقادات الدولية. وقال شهود عيان وناشطون في شمال ولاية أراكان إن الحملة التي بدأت يوم الجمعة الماضي ما زالت مستمرة وبوتيرة متسارعة. وفي الأثناء كررت ما تسمى اللجنة المركزية لمكافحة الإرهاب في ميانمار موقف مكتب مستشارة الدولة أونغ سان سو تشي اعتبار جيش تحرير روهينغا أراكان منظمة إرهابية وتوعدت بالتعاون مع الإنتربول لملاحقة داعمي هذا الجيش والمتعاونين معه بالخارج. لكن الجيش الروهينغي قال -في بيان صدر صباح اليوم الاثنين- إن محاولات حكومة يانغون وجيشها إلصاق تهمة الإرهاب بالروهينغا تتعارض مع حقهم طبقا للشرائع الدولية في الدفاع عن أنفسهم في وجه ما وصفه البيان بإرهاب الدولة ضد الشعب الروهينغي. واتهم الحكومةَ بارتكاب جرائم حرب من قتل وتشريد وحرق للقرى ومحاصرة السكان ومنعهم من أبسط حقوقهم الإنسانية. وقد منع حرس الحدود في بنغلاديش اليوم الاثنين دخول آلاف المدنيين من المسلمين الروهينغا الفارين من أسوأ أعمال عنف تشهدها ميانمار في خمس سنوات قتل فيها حتى الآن 104 أشخاص وأجبر الوضع الأممالمتحدة ومنظمات إغاثة دولية على سحب بعض موظفيها. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما يقدر بنحو ثلاثة آلاف شخص عبروا إلى بنغلاديش خلال الأيام القليلة الماضية. مروحيات وصواريخ ووصف المجلس الروهينغي الأوروبي الممارسات التي يرتكبها جيش ميانمار ضد مسلمي الروهينغا منذ الجمعة الماضية بأنها فصل جديد من الجرائم ضد الإنسانية. وقال إن ذلك الجيش استخدم الأسلحة الآلية والمروحيات بحق المدنيين. كما عمد إلى إحراق عدد من القرى باستخدام قاذفات الصواريخ. كما استنكر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان أحداث أراكان واصفا إياها بأنها عادت تطل بوجه قبيح على الإنسانية مرة أخرى مشيرا إلى مقتل المئات وحرق قراهم وتهجيرهم من منازلهم. وأكد المركز رفضه التام لهذا الصراع العنصري الذي نتج عنه معاملة وحشية لأكثر من مليون من مسلمي الروهينغا .