زيارة روض الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي أسمى الأماني لكل مسلم هناك حيث تحلق الروح وتطير شوقًا إلى الحبيب المحبوب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لعلها تحظى بفحة من نفحات الله في هذا الروض المبارك الأنور. ولزيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آداب مهمة على الزائر أن يتبعها وها هم حجاج بيت الله الحرام قد انتهوا من مناسكهم والبعض منهم متوجه إلى المدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام للزيارة والسلام فمن السنة وقد فرغ الحجيج من مناسك الحج أن يقوموا بها فإنه من أعظم الطاعات وأفضل القربات وفي فضلها أحاديث شريفة كثيرة. الاغتسال ولبس أحسن الثياب يسن للزائر -بعد أن يطمئن على أمتعته ومحل إقامته- أن يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب وإذا لم يتيسر الاغتسال اكتفى بالوضوء صلاة تحية المسجد في الروضة ثم يتوجه إلى الحرم النبوي متواضعا في سكينة ووقار فإذا دخل من باب المسجد قصد إلى الروضة الشريفة وهي بين القبر الشريف والمنبر النبوي وصلى فيها ركعتين تحية المسجد ويدعو الله مجتهدا في الدعاء لأنه في روضة من رياض الجنة وفي مهبط الرحمة وموطن الإجابة إن شاء الله. التوجه لقبر النبي والسلام فإذا انتهى الزائر من تحية المسجد والجلوس في الروضة الشريفة توجه إلى قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- ووقف قبالة موضع الرأس الشريف في أدب واحترام ويسلم على الرسول في صوت خفيض ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي السلام عليك يا خيرة الله من خلقه السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده . ثم يصلي الزائر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويبلغ إليه سلامنا وسلام من أوصوه. السلام على سيدنا أبو بكر ثم يترك هذا الموضع إلى اليمين قليلا بما يساوي ذراعا -أقل من المتر- ليجد نفسه واقفا قبالة رأس الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- فيسلم عليه بقوله: السلام عليك يا خليفة رسول الله السلام عليك يا صاحب رسول الله في الغار السلام عليك يا أمينه في الأسرار جزاك الله عنا أفضل ما جزى إماما عن أمة نبيه . السلام على سيدنا عمر ثم يتجاوز مكانه إلى اليمين قدر ذراع أيضا ليجد نفسه واقفا قبالة رأس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فيقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا مظهر الإسلام السلام عليك يا مكسر الأصنام جزاك الله عنا أفضل الجزاء . استقبال القبلة والدعاء وبعد هذا يستقبل الزائر القبلة ويدعو بما شاء لنفسه ولوالديه وأهله ولمن أوصاه بالدعاء شاملا جميع المسلمين.