بعد مرور مئة يوم على إعلان أربع دول عربية على رأسها السعودية قطع العلاقات مع قطر وفرض تدابير تشمل حظرا جويا على الدوحة لا يرى خبراء آفاق حل للأزمة التي يرجحون استمرارها حتى العام 2018 وربما بعده على الرغم من أن الفتنة كادت تحل حلقاتها خلال الفترة الماضية إلا أنها سرعان ما عادات إلى الانغلاق أكثر فأكثر.. ق.د/وكالات قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في الخامس من جوان متهمين الدولة الخليجية بتمويل المتشددين والتقارب مع إيران. وقررت الدول الأربع إغلاق المنفذ البري الوحيد لقطر مع السعودية ومنع طائرات شركات الطيران القطرية الوطنية من عبور أجوائها وحظر استخدام قطر لموانئها البحرية. وقال الخبير في الشرق الأوسط في جامعة دورهام البريطانية كريستوفر ديفيدسون: لو استمر المسار الحالي (للأزمة) أتوقع أن تستمر الأزمة حتى العام المقبل . ودفعت الإجراءات الصارمة العديد من المراقبين للاعتقاد بأن قطر ليس لديها خيار آخر سوى الخضوع سريعا لضغوط شركائها التجاريين الرئيسيين. لكن قطر نفت الاتهامات الموجهة إليها واعتبرت مقاطعتها اعتداء على سيادتها. أزمة غير مألوفة وأضافت تكهنات ظهرت في الأسابيع الأولى من الأزمة باللجوء إلى تدخل عسكري ضد قطر تعقيدات على الأزمة غير المألوفة ولعبت وسائل الإعلام المدعومة حكوميا وشركات العلاقات العامة دورا رئيسيا في ذلك. ورجح المحلل السياسي كريستيان أولريشسين المتخصص بالخليج في معهد بايكر للسياسات العامة في جامعة رايس الأميركية ألا تنتهي الأزمة في وقت قريب. ويقول إن الإحساس بالمرارة والخيانة عند كل الأطراف كبير جدا ولا أحد يريد أن يكون الطرف الذي يتنازل أولا . وأشار إلى أن الخلاف الدبلوماسي في 2014 (حين سحبت البحرين والسعودية والإمارات سفراءها من الدوحة) استمر لثمانية أشهر والأزمة الحالية تتجاوز في عمقها خلاف 2014 لذا من المرجح أن تستمر فترة أكبر . لا اتفاق لكن الأزمة أظهرت أيضا عجز الغرب عن حل النزاع رغم أن كل الدول المنخرطة فيه حليفة للغرب ويستضيف بعضها قواعد استراتيجية مهمة من بينها أكبر قاعدة جوية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في قطر. وقبل عدة أيام عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بدور الوسيط في الأزمة التي اعتبرها أمرا سيتم حله بسرعة جدا قبل أن ينشب خلاف جديد بين الرياضوالدوحة بعدها بأيام قليلة. ويبدو أن بعض الدول تستفيد من الأزمة. فقد ارتفع التبادل التجاري بين عمانوقطر بنسبة 2000 منذ 5 جوان بحسب الارقام الرسمية المنشورة في مسقط. وأعلنت قطر سابقا أن السعوديين سيشكلون غالبية المشجعين ال1.3 مليون المتوقع وصولهم إلى قطر لحضور مباريات كأس العالم. والسعوديون حاليا ممنوعون من دخول قطر. ويقول ديفيدسون إن قطر قد تجبر على الرضوخ. وأضاف أن السبيل الوحيد لقطر للخروج من الأزمة هو الموافقة على المطالب الأصلية لدول الحصار .