أجّلت أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، فتح ملف المتّهمين، 18متّهما تورّطوا في أولى التفجيرات الانتحارية التي هزّت الجزائر بتاريخ 11 أفريل من سنة 2007، حيث أجّلت القضية إلى 12 أفريل المقبل بسبب غياب دفاعات بعض المتّهمين· وقد عرفت القاعة التي كان مقرّرا إجراء المحاكمة فيها حضور العديد من عائلات الضحايا وعائلات المتّهمين الموقوفين (السبعة وواحد غير موقوف· وقد ذكرت في ملف القضية مجموعة من الأسماء البارزة في التنظيم الإرهابي، من بينهم المدعو "م·خ" الذي كان وراء وضع سيّارة "المرسيدس" المفخّخة بالقرب من منزل العقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني، كما ذكر اسم المطلوب الأوّل لدى الأمن زعيم ما يسمّى بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المدعو أبو مصعب عبد الودود، الذي لازال في حالة فرار، إضافة إلى "خ· يوسف" أمير سابق لكتيبة الأرقم مقضى عليه، وهو من جعل الأرقم أخطر كتيبة بعد أن استقطب العديد من المجنّدين، والذي استخلفه قوري عبد المالك (متابع في القضية أيضا) الذي كان أميرا لسرية الأرقم، و"ط· رابح" أمير سرية التفجيرات، "ز· خالد" المدعو عكاشة أمير سرية مرشيشة المكلّفة بتدريب الإرهابيين· كما يتابع في القضية ثلاث إخوة تعاقب اثنان منهم على إمارة سرية زموري، إضافة إلى أسماء أخرى البعض منها قضي عليه· وحسب التقارير الأمنية، فإن المتّهمين كلّفوا بمهمّة ترصّد قصر الحكومة ومقرّ المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية أيّاما قبل تنفيذ العمليتين، وكلّف المتهم "أ· خالد" بنقل مفجّر الشرطة القضائية المدعو أبو الزبير بسيّارته لتمويه عناصر الأمن إلى نواحي مقرّ الشرطة القضائية ليستلم الانتحاري قيادة الشاحنة المفخّخة وهي من نوع "شانا" ويدفع بها باتجاه مقرّ الشرطة القضائية بباب الزوّار، حيث وقع الانفجار وخلّف عددا من الضحايا في صفوف عناصر الشرطة والمدنيين· وأفاد ملف القضية بأن كتيبة الأرقم كلّفت كلاّ من المتّهم "سليمان" و"سيد أحمد" "بشار" لترصد مقرّ المديرية العامّة للأمن الوطني بباب الوادي التي كانت ضمن أهداف تنظيم القاعدة، حيث كلّف أمير كتيبة الأرقم الذي حاول تمويه عناصر الأمن بمقتله هؤلاء المتّهمين بتصوير مقرّ المديرية عن طريق كاميرا فيديو "كاميسكوب"، مع تسجيل توقيت خروج ودخول موكب المدير العام للأمن الوطني علي تونسي· وبيّنت التحقيقات أن تنظيم القاعدة كان يعتزم اغتيال علي تونسي في 11 أفريل من 2007، لكن سرعان ما تراجعت عن مخطّطها واكتفت بوضع سيّارة مفخّخة من نوع "مرسيدس" أمام مقرّ سكناه، لكن مصالح الأمن تمكّنت من إحباط العملية· وكشفت تصريحات المتّهمين أمام قاضي التحقيق أن أمير كتيبة الأرقم حرص على تكليفهم بتصوير العمليتين الانتحاريتين عن طريق الكاميرا، مع تقديم تقارير عن حجم الضرر الذي ألحقته· كما كشفت التحقيقات عن علاقة مفجّر قصر الحكومة مروان بودينة بأمير كتيبة الأرقم، وأن شقيقه المتابع في القضية بجنحة عدم الإبلاغ عن جناة كانت على اتّصال دائم معه قبل التفجيرات·