مقتولون في الداخل و منبوذون في الخارج ** اليونيسيف تكشف حياة الجحيم لآلاف القصر تعلن المنظمات الدولية في كل مرة عن قائمة الضحايا في النزاعات المشتعلة في العديد من المناطق العربية في العالم وفي كل مرة يكون الأطفال على راس القائمة التي لا تنتهي عند الموت أو التشرد في الداخل وإنما تتواصل إلى خارج مناطق النزاع أين يجد الأطفال انسهم في العديد من الحالات رهينة المستقبل المجهول في دول اللجوء! ق. د/وكالات قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن السلطات السويسرية تقوم بشكل دوري باحتجاز عشرات الأطفال الأجانب اليافعين في المطارات السويسرية لمدة قد تصل إلى 60 يوما في انتظار البت في طلبات اللجوء التي يقدمونها معتبرا ذلك انتهاكا صارخا لحقوقهم ولمصالحهم الفضلى وفق القانون الدولي . وقال الأورومتوسطي -يتخذ من جنيف مقرا له- في بيان صحفي إن الأطفال الذين يجري احتجازهم لا تتجاوز أعمارهم ال17 عاما مبينا أن السلطات السويسرية لا تقوم عادة باحتجاز الأطفال الذين يصلون إلى أراضيها عبر المنافذ البرية غير أنها تفعل ذلك مع أولئك الأطفال الذين يصلون إلى سويسرا عبر أحد المطارات ثم يتقدمون بطلب اللجوء فيها . وأشار إحسان عادل المستشار القانوني للمرصد إلى أن هذا الاحتجاز يمارَس بصورة تعسفية إذ إنه يتعارض مع المصالح الفضلى للطفل فضلا عن أن القوانين الدولية المرعية في هذا الإطار تجعل من الاحتجاز آخر الخيارات بالنسبة للتعامل مع طالبي اللجوء والمهاجرين حتى من البالغين وحين الحديث عن الأطفال يغدو الحرص على عدم تعريضهم للاحتجاز التعسفي أكثر أولوية. واضاف عادل: لا يمكن أن تكون مصلحة الطفل في أن يودع رهن الاحتجاز دون جريمة اقترفها. ما تقوم به سويسرا بحق طالبي اللجوء الأطفال هو انتهاك لحقوقهم ويهدد صحتهم ورفاهيتهم بصورة تتعارض مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان واتفاقية حقوق الطفل (1990). ولفت الأورومتوسطي إلى أن أوضاع حقوق طالبي اللجوء والمهاجرين في سويسرا تخفي وراءها أزمة مستحكمة في هذا المجال حيث إن ممارسات احتجاز المهاجرين في المطارات السويسرية تنتهك حقوق كل من البالغين والأطفال وغالبا ما يتم احتجاز المهاجرين لفترة طويلة ويفتقرون إلى آليات موثوقة للطعن في حرمانهم من الحرية كما أن الاحتجاز لفترات طويلة دون اللجوء إلى المراجعة القضائية يرقى إلى الاعتقال التعسفي الذي هو محظور بموجب القانون الدولي. ونوّه المرصد الحقوقي الدولي إلى أن كثيرا من اللاجئين وطالبي اللجوء بمن فيهم الأطفال يجبرون على البقاء في مراكز الاحتجاز في الوقت الذي ينبغي أن يكونوا فيه في بيئة تمكنهم من الحصول على التعليم والدعم والخصوصية والوصول إلى حقوقهم القانونية. مؤكدا على أن المطارات ومراكز الاحتجاز ليست مكانا للأطفال ويجب التوقف عن احتجاز الأطفال المهاجرين بهذه الصورة التعسفية . وطالب المرصد السلطات السويسرية بتحمل مسؤولياتها تجاه طالبي اللجوء والمهاجرين والاضطلاع بدور أكبر في حمل مسؤولية طالبي اللجوء الذين يصلون الاتحاد الأوروبي فضلا عن أولئك الذين يصلون سويسرا ورعاية حقوق الأطفال المهاجرين وطالبي اللجوء وتحسين سبل حمايتهم بدلا من احتجازهم بما يتفق وما نصت عليها اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل. جحيم على وجه الأرض من جهتها كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسيف عن عيش الجحيم ل 120 ألف طفل أراكاني اضطروا إلى اللجوء لبنغلاديش هربا من الإبادة التي ترتكب بحق مسلمي الروهنغيا بميانمار منذ نحو شهرين. وذكر أحدث تقرير صدر عن المنظمة الأممية التي تتخذ من جنيق مقرا لها: الظروف المعيشية المرعبة في مخيمات (اللجوء ببنغلاديش) والأمراض المعدية التي تنتقل عبر المياه أمور باتت تشكل تهديدا على 320 ألف طفل (روهنغي) . المنظمة الأممية جددت في تقريرها مرة أخرى ارتكاب جيش ميانمار والمتطرفين البوذيين أعمال عنف بحق مسلمي إقليم أراكان (غرب). ولفت التقرير إلى أن ما يقرب من 1200 إلى 1800 طفل أراكاني يعبرون الحدود يوميا من أجل اللجوء إلى الجارة بنغلاديش مشيرا إلى أن حوالي 10 آلاف طفل عبروا الحدود خلال الأيام القليلة الماضية. أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسيف قال في التقرير إنه شهد مآسي كثيرة يتعرض لها أطفال أراكان خلال زيارته قبل فترة لمخيمات اللجوء الموجود بمدينة كوكس بازار شرقي بنغلاديش. وشدد ليك على ضرورة توفير الطعام والماء النظيف والمستلزمات الصحية بشكل عاجل لهؤلاء الأطفال موضحا أنهم أيضا بحاجة إلى رعاية نفسية. وتابع قائلا: هم بحاجة إلى أمل ودعم نفسي وتعليم ومساعدات حتى يتسنى لهم التغلب على الآلام التي تحملوها كافة . وذكر التقرير أن بنغلاديش لجأ إليها 582 ألف مسلم أراكاني منهم 320 ألف طفل. وأوضح أن اليونيسيف غير مسموح لها بالوصول إلى الأطفال المسلمين في أراكان مشددا على ضرورة إيجاد حل طويل الأمد للأزمة التي تشهدها البلاد. ودعت المنظمة الأممية إلى حماية الأطفال وأسرهم والسماح بالوصول لأركان بشكل عاجل ودون أية شروط وتأمين عودة الأركانيين لمنازلهم بشكل آمن. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت في وقت سابق حاجتها إلى تمويل ب434 مليون دولار أمريكي لتأمين الاحتياجان الإنسانية الأساسية لمسلمي أراكان. ومنذ 25 اوتالماضي يرتكب جيش ميانمار مع مليشيات بوذية جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهنغيا المسلمة أسفرت عن مقتل الآلاف منهم حسب ناشطين محليين. وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش فيما تصنفهم الأممالمتحدة الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم .