ن· أيمن قال جامس برايندون الخبير في معهد "كيليامس" في بريطانيا إن التدخّل العسكري للتحالف ضد ليبيا يمكن أن يستغرق وقتا طويلا وهو مرهون بردّ فعل أتباع القذافي، والظاهر حسب ما يمكن استنتاجه من كلام هذا الخبير أن ليبيا تواجه مصير العراق الذي لم يسلم من الاحتلال طويل الأمد رغم شنق صدام حسين، وهو ما يعيه الليبيون جيّدا، لذلك خرج أمس العشرات منهم في مظاهرات أمام مقرّ الجامعة العربية للمطالبة بوقف العدوان في حقّ بلادهم· واعتبر الخبير جامس برايندون في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن تخلّي القوّات الليبية عن قائدها "هو الحلّ الوحيد الذي من شأنه أن يختصر مدّة الحرب، ويتابع التحالف عن كثب هذا الاحتمال الذي لا أثار له على الميدان إلى حدّ الآن"· وأضاف هذا الخبير أنه "في الواقع يمكن أن تستغرق الحرب في ليبيا وقتا طويلا لأنه من المستحيل الفوز في معركة دون وجود قوّات في الميدان، وهذا ما منعته لائحة الأمم المتّحدة"· وعن سؤال حول عدد المدنيين القتلى والجرحى خلال هذه الهجمات الجوّية، والذي أدّى إلى تحرّك الجامعة العربية أكّد برايندون أنه يجب أن تكون هذه القضية "أولوية" في الإجراءات التي تتّخذها قوّات التحالف إذا ما أرادت ألاّ يتمّ التنديد بتدخّلها من قبل البلدان العربية والبريطانيين والمجتمع الدولي· وأكّد ممثّل "كيليامس" أن الصعوبة بالنّسبة للحلفاء تكمن في ضرب الأهداف العسكرية "التي كثيرا ما تكون قربية من المناطق الحضارية أو تمّ إبعادها بعلم من القذافي نحو السكان الذين يتمّ استعمالهم كدروع بشرية من أجل جلب تعاطف الرّأي العام الدولي ضد الغرب"· كما تطرّق ذات المتحدّث إلى أخطار العمليات الإرهابية ضد المملكة المتّحدة بعد تدخّل القوّات البريطانية ضد ليبيا، مؤكّدا أن "هناك خطرا من أن يضرب الليبيين المصالح البريطانية هنا وفي العالم"· في سياق ذي صلة، تظاهر ظهر أمس الاثنين عشرات الليبيين أمام مقرّ الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة احتجاجا على العمليات العسكرية التي تستهدف بلادهم· وتزامنت هذه المظاهرات مع زيارة الأمين العام للأمم المتّحدة السيّد بان كي مون للجامعة العربية ولقائه مع الأمين العام للجامعة العربية السيّد عمرو موسى· وردّد المتظاهرون هتافات مناهضة للأمم المتّحدة والجامعة العربية ورفعوا صورا للعقيد معمّر القذافي قائد الثورة الليبية· وطالب المتظاهرون الأمين العام للجامعة العربية بالخروج إليهم إلى خارج مبنى الجامعة العربية في انتقاد واضح لدوره في قرار الحظر الجوّي على ليبيا وتأييده لقرار مجلس الأمن· وقد أدّت هذه التظاهرات إلى منع خروج بان كي مون من الباب الرئيسى للجامعة العربية، حيث خرج من الباب الخلفي لتجنّب مواجهة المتظاهرين·