إرشادات أسرية الطفل والحاجة الملحة إلى القبول إن قبول الولد يعني تهيئته للانخراط في حياة إنسانية واجتماعية فيتعلم منذ نعومة أظفاره كيف يقومُ هوَ بتقبّل الآخرين. فحين يسود في الأسرة الاطمئنان والقبول ينتشر الاحترام والتقدير والسكن والمودة والمحبة. وإذا انعدم القبول بين أفراد الأسرة الواحدة ازداد التباعد والتوتر والشحناء فيما بينهم وانتشرت سلوكيات الأنانية وحب الذات على حساب سلوكيات التعاون والإخاء. من المهم بالتأكيد أن يكون ابني مقبولاً لديّ ولكن الأهم هوَ النجاح في جعله يشعر بأنه مقبول و هذه أربع سلوكيات تربوية غير صحيحة تحرم الطفل من القبول: - لا تنتقد الطفل باستمرار: انتقاد الطفل المستمر والتربص به عندَ كل حركة تصدر منه أو كلمة يتفوه بها تولّد لديه إحساساً بأنه مرفوض وتصيبه بالإحباط وخيبة الأمل وتنزع منه الثقة بقدراته وإمكاناته وقد ينتج عن هذا الوضع خوف دائم من القيام بأي عمل أمام الآخرين وقتل لروح المبادرة التلقائية. فليكن حوارنا إيجابياً مع الأبناء وليتخذ الانتقاد طابع التوجيه الطيب بالتي هي أحسن وليكن في حالة الضرورة متى رأينا تكراراً و إصراراً من الطفل. -لا تلزم الطفل أكثر مما يستطيع:جميل أن يكون الآباء طموحين ويعملوا على بثّ الطموح لدى أبنائهم لكن أحياناً كثيرة يتطلب طموح الوالدين من الطفل جهداً أكثر مما يستطيع و مشقَّةً لا تراعي مراحل نموه الجسمي والنفسي. وكلما شعر الطفل بعدم قدرته على تحقيق رغبات الوالدين وطموحهما أحسّ بعدم قبوله. - لا تقارن الطفل بغيره: المقارنة بين شخصين - علمياً ومنطقياً - سلوك غير صحيح وغير مقبول لأنهما عالمان مختلفان. وفي المجال التربوي المقارنة بين طفلين لها من السلبيات أكثر من الإيجابيات حيث تصيب المقارن الضعيف بالإحباط. - لا تفرط في الحماية والدلال: إحاطة الطفل بحماية زائدة تشل قدراته ولا تسمح له بتنميتها ولا باكتساب مهارات جديدة في الحياة... ولذلك لا نبالغ في اعتقادنا: (الإقلال من حماية الولد أقل خطراً من الإفراط فيها). كيف تُنمي حاجة القبول لدى ابنك؟ بناء القبول لدى الطفل وإشباع هذه الحاجة في نفسه تتطلب من الوالدين مواقف تربوية معينة. -امنح الطفل استقلاليته: بعد تجاوز السنتين يبدأ الطفل بالنمو نحو الاستقلالية والاعتماد على الذات ويسلك في سبيل ذلك طرقاً متعددة منها العناد بكل أشكاله الإيجابية والسلبية. وكلما شعر الطفل باستقلاليته ورأى تشجيع محيطه كلما شعر بالقبول. -اعترف باستقلالية الطفل من خلال معاملتك: حينما نختار للطفل اسماً فإننا نقوم بعملية التمييز والاعتراف به كياناً مستقلاً ولذلك ينبغي تحديد المخاطب دائماً بين الأطفال والتمييز بينهم اعترافاً باستقلاليتهم. ومن الخطأ معاملة الأطفال جميعاً بالأسلوب نفسه ومخاطبتهم بالكلام نفسه وإخضاعهم للتربية نفسها فلكلًّ كيانه الخاص ولكل شعوره وموقعه. -امدح إنجازاته: قدرات الطفل مهما صغرت تجعله يحقق إنجازات تتناسب وإمكاناته الذاتية ومراحل نموه. وكلما اعترفنا للطفل بإنجازاته كلما شعر بالرضا عن نفسه واكتسب ثقة في قدراته. - عبر له عن المحبة: ليس المهم أن نحب أبناءنا ولكن المهم أن نعبر لهم عن هذه المحبة بالكلمة والسلوك. وشعور الطفل أنه محبوب يشبع لديه حاجة القبول. - استمتع بتربية ابنك: التربية متعة لأنَّك عندما تبدي تعبك من مشقة التربية فإنّ ذلك يبدو للطفل وكأنه استياءٌ من وجوده وتعبيرًا عن عدمِ قبوله. - تقبَّل اقتراحات الولد: عندما يحاول الابن الإدلاء برأيه فاسمع رأيه واهتم باقتراحاته مهما كانت _في نظرك_ تافهة فإن الإنصات والاهتمام بما يقوله يشعره بقبولك له وينمي لديه مهارات كثيرة . - تقبل صداقات الولد: إن بناء الطفل علاقات مع أقرانه حاجة اجتماعية (الحاجة إلى الانتماء) لا يمكنه الاستغناء عنها. فابحث له عن الصحبة الصالحة وأبد ارتياحك وقبولك لأصدقائه وافتح بيتك لزيارتهم. إن في هذا السلوك الأبوي تشجيعاً للطفل على بناء علاقات سليمة تحت متابعة الأسرة. - شجّعه ولا تحبطه: الطفل يتعثر أحياناً وهذه سنة الله في خلقه. وحين يسقط الطفل يحتاج لمن يساعده على النهوض لا لمن يعنفه ويحبطه بالتعليق السلبي و التنقيص. - تعلم فن الإصغاء للولد: الإصغاء والإنصات للولد تعبير عن قبولك له واهتمامك به. والتواصل الذي يتم عبر الحوار والإنصات يحقق شعوراً لدى الطفل بقدرته على إثارة انتباهك ويؤكِّد إحساسه بالقبول.. - عامل ولدك كما تحب أن تعامل: كم يرتاح الكبار لو سمعوا كلمات الشكر والاعتذار ومجاملات الحديث من مثل (عفواً) (لو سمحت) (شكراً) وما أجمل أن يتعلم الآباء أن يحاوروا أبناءهم بمثل هذه العبارات الودية الجميلة. سوف تجعل منهم بحق آباء إيجابيين وسوف يُنشئون_ بإذن الله_ أبناء أكثر إيجابية. إن الأطفال أكثر حاجة من الكبار إلى معاملة الود ولطف الخطاب. وهي من أفضل الطرق للتعبير لهم عن القبول وتعليمهم كذلك كيف يحترمون غيرهم.