الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين: علينا وضع حقائق تاريخنا في متناول أجيالنا الصاعدة
أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو أمس السبت بعين تموشنت أن مظاهرات 9 ديسمبر 1960 تمثل حدثا إستثنائيا بالنظر إلى ما ترتب عنها من شروخ طالت الدولة الإستعمارية الفرنسية على أكثر من صعيد . وبمناسبة إحياء الذكرى ال57 لهذه المظاهرات أبرز السيد عبادو خلال كلمة ألقاها بساحة 9 ديسمبر بمدينة عين تموشنت التي كانت ميدانا للأحداث سنة 1960 التي اندلعت شرارتها الأولى بولاية عين تموشنت أن هذه المناسبة التاريخية الكبيرة تمثل حدثا إستثنائيا بالنظر إلى ما ترتب عنها من شروخ طالت جسم الدولة الإستعمارية الفرنسية على أكثر من صعيد الأمر الذي أجبرها على مراجعة حساباتها والإقرار بإستحالة إلحاق الهزيمة بالثورة خاصة أمام تنامي ضغط المحافل الدولية والإقليمية وإتساع نطاق مساندة حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره . وأضاف أن اليوم تستوقفنا مناسبة تاريخية بالغة الأهمية في مسيرة ثورتنا المجيدة لنستحضر ما حدث في مدينة عين تموشنت المناضلة وغيرها من المدن الجزائرية عبر الوطن في سنة 1960 من إنتفاضات شعبية عارمة عبرت من خلالها الجماهير الشعبية الجزائرية على إرتباطها بأهداف ثورتها ورفض أطروحات ولاة المستعمرين . و قد كان لهذه الإنتفاضة الشعبية في عين تموشنت وفي مدن أخرى من أنحاء الوطن قولها في إسقاط كل رهانات الإحتلال الزائفة وتأكيد الإصرار على مواصلة الكفاح حتى بلوغ الهدف المنشود حسبما صرح به نفس المتحدث مذكرا أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1960 خرجت الجماهير الشعبية كالسيل الجارف مستظلة بالراية الوطنية هنا وهناك غير مبالية بما كان عليها مواجهته من وسائل القمع والتنكيل . وأمام أهمية هذه الأحداث -يضيف- سعيد عبادو علينا الآن أن نستخلص ما حفلت به من معاني التحدي رغم حرص قوات الإحتلال على محاصرة كل المناطق المفعمة بالحيوية النضالية إلا أن جماهيرنا الشعبية قد تمكنت من تأكيد تعلقها بالثورة و إسقاط الجدار المفروض حولها والتعبير بقوة وبشكل عملي ومباشر عن وحدة هذا الشعب وتلاحمه . وأشار الأمين العام للمنظمة الوطنية المجاهدين إلى أن إحياء ذكرياتنا الوطنية في أبعادها السياسية والتاريخية والثقافية تملي علينا واجب العمل أكثر من أي وقت مضى على وضع الحقائق والمعطيات المتعلقة بمحطاتنا الكبرى في متناول أجيالنا الصاعدة وإدماجها في منظومتنا التربوية والتكوينية كفصول ملحمية في مسيرة كفاح شعبنا وكحلقات متميزة في سجل تاريخنا المعاصر . وأكد على أهمية أن لا تبقى الحقائق التاريخية مبعثرة هنا وهناك ولا تتم الإستفادة منها في بناء أجيالنا الصاعدة وعليه أوجه الدعوة مرة أخرى إلى المجاهدين والمجاهدات ولمؤرخينا ولكتابنا والباحثين للإهتمام بهذا الجانب وجعله أولوية في أجندتنا اليومية حتى نتمكن من الإستجابة لحاجة أجيالنا الصاعدة المتعطشة لمعرفة أمجاد شعبها التاريخية . كما أشار السيد عبادو إلى أن استقراء الواقع يدفعنا للتذكير بما حققته البلاد خلال عشريات ما بعد إسترجاع السيادة الوطنية من مكاسب ثمينة في مختلف الميادين رغم ما واجهته المسيرة من أحداث وتعقيدات حاولت النيل من تلك المكاسب لكنها باءت بالفشلي وما حققته الجزائر كان بفضل رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة . مظاهرات 11 ديسمبر رد على خطة ديغول من جانب آخر قال الأستاذ الجامعي سعيدي مزيان أمس السبت في الجزائر العاصمة أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كانت بمثابة رد فعل على الخطة الجنرال ديغول القامعة للثورة التحريرية. وأوضح السيد سعيدي وهو استاذ في التاريخ بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة في محاضرة القاها بالمتحف المركز للجيش ان هذه المظاهرات لم تقم بين عشية وضحاها انما لها خلفية تاريخية وجاءت كرد فعل للخطة الديغولية القامعة للثورة التحريرية . وفي هذا السياق اشار المحاضر إلى أن الجنرال ديغول حاول انقاذ فرنسا من المعضلة الجزائرية عدة مرات اولها مناداته بحق تقرير المصير للجزائر ثم برفع شعار الجزائر للجزائريين لكن دائما وفق المنظور الديغولي ومحاولة ايجاد مجتمع بالجزائر يتسع للمستوطنين وذلك في شكل حكم ذاتي واتحاد فيدرالي يكون تابعا للوطن الام وهي فرنسا . وكانت زيارة الجنرال ديغول إلى الجزائر يوم 9 ديسمبر 1960 والتي بدأها من عين تموشنت للإشراف شخصيا على تطبيق مخططاته بمثابة شرارة اندلاع هذه المظاهرات حيث خرجت الجماهير الشعبية بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر معبرة عن وحدة الوطن والتفاف الشعب حول الثورة التحريرية ومطالبة بالاستقلال التام للجزائر.