نجح المنتخب الوطني لكرة القدم سهرة اليوم الأحد 27 مارس في تحقيق فوز ثمين جدا أمام شقيقه المغربي بنتيجة هدف دون مقابل في مباراة صعبة للغاية لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012.. هذا الفوز الذي روّض به الخضر أسود الأطلس رغم الغيابات المؤثرة، يسمح لمنتخبنا الوطني بإنعاش آمال التأهل إلى المنافسة الإفريقية القادمة، علما أن هذا الفوز هو الأول من نوعه للجزائر على المغرب منذ سنة 1981، كما أنه أول فوز في مقابلة رسمية للخضر منذ الفوز على كوت ديفوار في كأس إفريقيا في جانفي 2010. br أمام جمهور قياسي اكتظت به مدرجات ملعب 19 ماي بعنابة قبل نحو ثماني ساعات كاملة من انطلاق المباراة، وقُذر بأزيد من 60 ألف متفرج، وتحت أنظار ملايين الجزائريين الذين تابعوا اللقاء أمام شاشات التلفزيون، نجح جبور ورفقاءه في رفع التحدي، وحققوا فوزهم الأول في سباق تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم على حساب المنتخب المغربي الشقيق بنتيجة هدف نظيف حمل توقيع لاعب نابولي الإيطالي حسان يبدة بواسطة ضربة جزاء في الدقيقة السابعة من المباراة. br وجاءت المباراة قوية جدا من الناحيتين التكتيكية والبدنية، وغلب عليها الاندفاع، خصوصا من اللاعبين المغاربة الذين حاولوا استغلال غياب عدد من ركائز المنتخب الوطني، يتقدمهم صخرة الدفاع مجيد بوقرة الذي تأكد غيابه يوم الجمعة، وكذا محرك "الخضر" كريم زياني الذي سقط اسمه من التشكيلة الأساسية في آخر لحظة.. br ودخل المنتخب الوطني الجزائري بالتشكيلة الأساسية الآتية: br رايس وهاب مبولحي، مهدي مصطفى، عنتر يحيى، اسماعيل بوزيد، جمال مصباح، خالد لموشية، مهدي لحسن، حسان يبدة، رياض بودبوز، عبد القادر غزال، رفيق جبور. br ولم ينتظر المنتخب الوطني طويلا ليدخل في صلب موضوع المباراة، وهو الذي يدرك أن الفوز هو الخيار الوحيد المتاح للبقاء في سباق التأهل، وتوج ضغط الخضر بالحصول على ضربة جزاء بعد اعتراض أحد لاعبي المغرب للكرة بيده في منطقة الجزاء، وهي الضربة التي نفذها يبدة بإتقان على مين الحارس نادر المياغري. br واجتهد بعدها لاعبو المنتخب المغربي للعودة في النتيجة، وشنوا العديد من الحملات، ولكنهم وجدوا في طريقهم جدارين دفاعين، يبدأ الأول في منتصف الميدان، بواسطة كل من يبدة ولحسن ولموشية، ويبدأ الثاني على مشارف منطقة الجزاء، فرغم غياب بوقرة، وتأثر يحيى من إصابة منذ الدقائق الأولى للقاء، فقد كان خط دفاع الخضر في المستوى، وعوّض بوزيد الغائب الكبير بوقرة بامتياز، كما نجح مهدي مصطفى في تغطية الجهة اليمنى، وكان جمال مصباح رائعا في التوفيق بين مهامه الدفاعية والهجومية، أما حارس عرين الخضر مبولحي فقد كان أسدا في وجه أسود الأطلس، وأبطل كل محاولاتهم لهز شباكه. br وكاد المنتخب المغربي، رغم ذلك كله، أن يعدل النتيجة، ولكن خانته اللمسة الأخيرة حينا، والدقة أحيانا، كما كاد منتخبنا أن يضيف هدفا ثانيا بفضل العديد من الكرات الثابتة، وبعض الهجمات المضادة، وأقلق "الإمبراطور" رفيق جبور دفاع المهدي بن عطية ورفقاءه كثيرا، وكاد أن يوجه رصاصة الرحمة لغيرتس وأبنائه أكثر من مرة لولا الخشونة التي قابله بها أسود الأطلس الذين تركوا في النهاية النقاط الثلاث في عنابة. br وبفضل فوزهم الثمين أمام المنتخب المغربي، التحق الخضر بالمنتخبات الثلاث الأخرى: المغرب وتنزانيا وإفريقيا الوسطى في صدارة المجموعة الثالثة، حيث عادت الأمور إلى نقطة الصفر، وصار بمقدور منتخبنا التنافس من موقع أفضل على تأشيرة المشاركة في "كان 2012". br وقد عمت الأفراح بيوت وشوارع مختلف المدن الجزائرية احتفالا بهذا الفوز الثمين الذي يضع حدا لسلسلة من الإخفاقات، وليكون المدرب عبد الحق بن شيخة قد حقق "إنجاز" له على رأس الخضر بإنهائه سلسلة "اللافوز".. فألف مبروك لأبناء الجزائر، وتحية حارة للأنصار الأوفياء، ومزيدا من الانتصارات، وحظا أوفر لأشقائنا المغاربة. br