1980 آخر فوز للمحاربين على الأسود وهدف بلومي القاتل ··· إعداد: بن عبد القادر بعد أن تعرفنا في الجزء الأول من القصة الكاملة لتاريخ المواجهات الجزائرية المغربية، فبعد أربع مباريات ودية البداية كانت في الذكرى الحادية عشر لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1965، ومنذ تلك المباراة إلى آخر لقاء التقى المنتخبان فيه في تونس في تربع نهائي كأس أمم إفريقيا عام 2004 والتي عاد فيها الفوز للمنتخب المغربي بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي، التقى المنتخبان في 23 مباراة، والذي قد يتجاهله الكثيرون خاصة الجيل الحالي، أن منتخبنا الوطني لم يفز في أي لقاء رسمي على المغرب منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بنيجيريا عام 1980، وهي الدورة التي تمكن فيها أشبال المدرب خالي محي الدين من قهر أسود الأطلس بهدف يتيم وقعه اللاعب لخضر بلومي في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، أول منذ تلك البطولة، ظل الفوز حليف المغاربة، ترى هل يتمكن الجيل الحالي بقيادة كريم زياني من طرد هذا الشبح، ذلك ما نتمناه مساء يوم غد بملعب 19 ماي بمدينة عنابة، بمناسبة الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012· قبل ذلك دعونا إلى حيث توقفنا في الجزء الأول، كان ذلك قبل 32 سنة من الآن، حيث تمكن زملاء لخضر بلومي من قهر المنتخب المغربي ذهابا في الدارالبيضاء 5/1 وإيابا في ملعب 5 جويلية بالعاصمة 3/0، في آخر دور تصفوي لأولمبياد موسكو 1980، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ ذلك ما سنتعرف عليه سويا في هذا العدد· ثلاثة أشهر من بعد ··· الجزائر 1 المغرب 0 في الوقت الذي كان فيه الإخوة المغاربة، يبحثون عن الدواء للداء الذي ألم بمنتخب بلادهم، كيف لا وقد ألحق منتخبنا بأسود الأطلس هزيمة نكراء في شهر ديسمبر من عام 1979، 5/1 في الدارالبيضاء و3/0 في الجزائر العاصمة، في آخر دور تصفوي لأولمبياد موسكو 1980، لكن بالرغم من جميع الحلول التي استعملها المغاربة في قهر منتخبنا في الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في عام 1980، بهدف يتيم وقعه أسطورة كرة القدم الجزائر لخضر بلومي في آخر دقيقة من اللقاء الذي احتضنه ملعب مدينة ايادان النيجيرية· وبهذا الفوز، فشل المغاربة في الثأر من منتخبنا، وتجرع مرارة الخسارة من الجزائر للمرة الثالثة على التوالي· أربع سنوات من بعد وفي الإسكندرية المصرية··· الجزائر 0 المغرب 0· على مدار السنوات الأربع التي أعقبت الفوز الذي حققه زملاء لخضر بلومي في دورة نيجيريا 1980، لم يلتق المنتخبان الجزائري والمصري في أي مناسبة لا ودية ولا رسمية· وانتظر الجميع الأداور النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها في مصر في مثل هذا الشهر عام 1986، في الجولة الثانية· كانت المباراة بينهما في الثامن من مارس 1986 بالإسكندرية، وانتهت بدون أهداف، لأن المنتخبين كانا متأهلين إلى كأس العالم بالمكسيك، وبالتالي غاب عنها بعض اللاعبين المحترفين من كلا المنتخبين· جاءت هاته المباراة فاترة إلى حد كبير، وخيل للجميع أن المنتخبين يخوضان مباراة ودية في إطار استعدادهما للأدوار النهائية لكأس العالم التي جرت في المكسيك عام 1986· للتذكير، المنتخب الوطني خرج في الدور الأول من هاته البطولة، بعد ان اكتفى بتعادليين الأول أمام زامبيا بدون أهداف، وبدون أهداف تعادل أمام المغرب، لينهزم زملاء مناد في الجولة الثالثة أمام المنتخب الكاميروني، على العكس من ذلك تمكن المنتخب المغربي من بلوغ الدور الثاني بعد أن حل ثانيا في هات المجموعة خلف المنتخب الكاميروني، بتعادلين الأول أمام الكاميرون والثاني أمام منتخبنا الوطني وفوز على زامبيا· سنتان من بعد ··· المغرب يقهر الخضر في الدارالبيضاء للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخ المنتخبين في إطار الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا، تجددت المواجهات بين الفريقين الجزائر والمغربي، كانت ذلك في دورة المغرب عام 1988· التقى المنتخبان في الدور الأول، وانتزع المنتخب المغربي التأهل بهدف واحد سجله مصطفى الحداوي، وتأهل المنتخبان إلى دور نصف النهائي، لكنهما خسرا سويا، الجزائر أمام نيجيريا بضربات الجزاء والمغرب أمام الكاميرون بهدف يتيم، وخاضا مباراة الترتيب التي جرت في أجواء أخوية، وانتهت بالتعادل بهدف لمثله، قبل أن تهدي الضريات الترجيحية الرتبة الثالثة للمنتخب الجزائري· تفوق مغربي وإقصاء من مونديال 2002 وضعت التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم منتخبات مصر والجزائر والمغرب في مجموعة واحدة في مواجهة السنغال· لقاء الذهاب جرى بمدينة فاس المغربية، ورغم هدف السبق لمنتخبنا الوطني إلا أن خبرة أسود الأطلس بقيادة مصطفى حاجي وبصير ونور الدين النيبت مكنتهم من تحويل الخسارة إلى انتصار بنتيجة هدفين لواحد، علما أن الهدف الوحيد لمنتخبنا الوطني وقعه اللاعب علي ميصابيح· هاته الهزيمة كان لها الأثر السلبي على اللاعبين الجزائريين، وبعد أن تأكد لهم ضياع تأشيرة المونديال، خاض منتخبنا لقاء العودة بدون روح الأمر الذي مكن المغاربة من انتزاع نقاط الفوز 2/1، لكن لم يمكنه من بلوغ الأدوار النهائية التي عادت إلى المنتخب السنغالي· الوقت القاتل قتل أحلام "الخضر" في تونس بعد 16 سنة، دون لقاء بين المنتخبين في الأدوار النهائية، تجدد الموعد بين الجزائر والمغرب، في الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا التي جرت في تونس عام 2004· أقول استؤنف السجال بين المنتخبين في الثامن من فيفري 2004، والتقى المنتخبان في ربع نهاية كأس أمم إفريقيا بتونس· وفي الوقت الذي كان فيه أبناء المدرب رابح سعدان يخطون نحو الفوز، بعد التقدم الذي أحرزه عبد المالك شراد فجّر، أبى مروان الشماخ إلا أن يعيد التوازن إلى المباراة في الوقت بدل الضائع، قبل أن يفرض المنتخب المغربي سيطرته على الشوطين الإضافيين، توجها بهدفين آخرين سجلهما كل من حجي والزايري· سبع سنوات من بعد ··· المحطة غدا بعنابة بعد سبع سنوات عن هذه المواجهة الدراماتيكية، يعود التنافس بين البلدين من جديد، وستكون محطة عنابة غدا الأحد بإذن الله تعالى، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين بالنسبة لمنتخبنا الوطني، بالنظر إلى المرتبة الأخيرة التي يتواجد فيها رفقة منتخب تنزانيا بنقطة واحدة من تعادل أمام هذا الأخير وخسارة تاريخية أمام إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر، مقابل مرتبة أول للمغاربة وبأربع نقاط، تعادل أمام إفريقيا الوسطى وفوز على تنزانيا·