رغم أهمية النشاط في الترويج السياحي وخلق الثروة ضعف تسويق المنتجات يرهن الصناعة التقليدية بالشلف يعتبر مشكل التسويق والترويج لمنتجات الحرفيين بالشلف أحد العوائق التجارية التي تهدد نشاط الصناعة التقليدية والحرف حيث كشف عدد منهم إلتقتهم وكالة الأنباء الجزائرية على هامش فعاليات معرض منتجات الصناعة التقليدية المنعقد بوسط المدينة والتي امتدت فعالياته من 23 الى 28 ديسمبرعن محدودية نشاطهم الذي من المفروض أن يكون مزدهرا في ظل المراهنة على قطاع السياحة كأحد الموارد البديلة والخلاقة للثروة محليا. خ.نسيمة /ق.م أشار الحرفيون إلى أن انعدام محلات دائمة وورشات لمزاولة نشاطهم يحول دون مواصلتهم وتطويرهم لمختلف الحرف والصناعات التقليدية التي تتميز بها المنطقة حيث قالت في هذا الشأن رئيسة جمعية أحلام الثقافية للتراث المحلي خيرة بربري أن عددا من الحرفيين الذين ينتسبون لتنظيمها قد قرر تغيير النشاط نظرا لنقص الترويج والتسويق لمنتجاتهم فيما كشفت الحرفية المختصة في صنع الحلويات التقليدية ابتسام عن تنازلها عن بطاقة الحرفي نظرا لتعذر دفعها الاشتراك السنوي في ظل نقص عوائدها التجارية. واعتبرت ابتسام التي تمتهن حرفة صناعة الحلويات التقليدية منذ أربع سنوات أن الإشكال الذي يواجه الحرفيين اليوم يتمثل في انعدام أسواق ومحلات خاصة بهم لمزاولة نشاطهم التجاري بالإضافة إلى نقص ثقافة الترويج والتسويق لديهم (الحرفيين) على عكس حرفيين من ولايات أخرى. بدوره محمد نقاز الحرفي في صناعة الفخار والخزف يرى بأن التسويق والإشهار أهم العوائق التي تواجه تصريف وترويج منتجاته حيث يأمل في إنشاء صالة عرض خاصة بالحرفيين مما يمكّن من بعث نشاطهم ولما لا توسيعه كما قال بالإضافة إلى التنسيق بين البلدية وأجهزة دعم التشغيل من أجل تذليل جميع العقبات الإدارية وتوزيع المحلات التجارية على مستحقيها من جانبه أوضح مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف محمد لخضاري أن مصالحه تعمل دائما على الترويج والتسويق لمنتجات الحرفيين ضمن المعارض المحلية الجهوية والوطنية فيما تم مؤخرا -حسبه- توزيع 10 محلات و05 ورشات بدار الصناعة التقليدية بحي بن سونة لفائدة الحرفيين واسترجاع 4 محلات أخرى بدار الصناعة التقليدية بالشطية تنازل عنها أصحابها وستوزع لاحقا -يضيف- السيّد لخضاري. وخلال تجوالها بأروقة المعرض التقت وكالة الانباء الجزائرية أحمد أكسال حرفي في صناعة التحف الفنية من تركيا هذا الأخير الذي استقر بالشلف منذ سنوات ويزاول نشاطه كحرفي بصفة قانونية كشف عن اندماجه في عالم الصناعات التقليدية والحرف فيما اعتبر أن مشكل التسويق والترويج لمنتجاته غير مطروح البتّة نظرا لاعتماده على التسويق الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي في ظل تطور تكنولوجيات الاتصال. ضرورة التوجه الى التسويق الالكتروني في هذا السياق أكّد أستاذ إدارة الأعمال بجامعة حسيبة بن بوعلي محمد فلاق على أهمية التسويق الشبكي الالكتروني في الترويج لمنتجات المؤسسة الاقتصادية عموما والحرفيين خصوصا داعيا إلى إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للتقرب من المواطن وإعلامه بمنتجات كل حرفي خاصة في ظل إحصاء أزيد من 48 مليون شريحة اتصال بالجزائر. وأضاف السيّد فلاق أن إرساء ثقافة التسويق الالكتروني لدى الحرفيين يتم من خلال الدورات التكوينية التي تقوم بها غرف الصناعة التقليدية والحرف والتي ينبغي أن تصب في مضمون هذا النمط من التسويق خاصة أن أبجديات عالم الشغل والسوق تتماشى مع الثورة الرقمية وعصر التكنولوجيات وفيما يتعلق بعمل أجهزة دعم التشغيل على الترويج لمنتجات الحرفيين وضمان مرافقتهم كشف مدير الوكالة الولائية لتسيير القرض المصّغر مراد كروش عن انشاء شبكة المستفيدين من صيغ جهاز أونجام وهذا بهدف تبادل الخبرات والتجارب وكذا التعاون على إنجاز مشاريع مشتركة والتسويق لمنتجات أصحاب المؤسسات المصّغرة بما فيها الحرفيين. وتم مؤخرا بمقر الوكالة الولائية لتسيير القرض المصّغر عقد لقاء تحسيسي لحوالي 30 مستفيدا بينهم حرفيين حول دور هذه الشبكة في إنشاء علاقات تجارية بما يسمح بالتسويق لمنتجاتهم وترويجها فيما خصص بالموقع الالكتروني للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصّغر نافذة مجانية تتيح لهم إشهار سلعهم الكترونيا كما أوضح السيّد كروش. للإشارة قرابة الأربعين حرفيا محليا شاركوا في فعاليات معرض منتجات الصناعة التقليدية وهذا بحثا عن إعطاء دفع جديد لهذا المجال وتسويق منتجات الحرفيين.