وجّه الداعية السعودي د. عائض القرني رسالة عبر »العربية« إلى العلماء وحكام المسلمين وإلى الإعلام، تعليقا على الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية المتوجهة لإغاثة غزة، بينما أصدر رئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي بيانا رسميا، ندد فيه بالهجوم الإسرائيلي، ودعا إلى تحرك شعبي سلمي لمواجهة هذا الاعتداء على قافلة سلام إغاثية. ووجّه القرني عزاءه إلى أسر الضحايا، معتبرا الحادثة ليست بمستغربة على »من قتل الأنبياء ومن حارب الله ورسوله«. ووجّه الشيخ القرني 3 رسائل إلى المسلمين، الأولى إلى علماء ودعاة الأمة، دعا فيها إلى اجتماع في إسطنبول، وخص الشيخ يوسف القرضاوي بدعوة لينادي بهذا الاجتماع، ليوجهوا »رسالة عقائدية« إلى الأمة، باعتبار الحرب مع اليهود »حربا عقائدية«، على حد تعبيره. ونادى حكَّام المسلمين لتوحيد مواقفهم، مندِّداً بتصرف »بعض من يستقبل الإسرائيليين ويتعامل معهم، ثم يندد بالهجوم ويدينه من جهة أخرى«. وشدد على صفاء المواقف ووضوحها لدى الحكام في الدول الإسلامية. واعتبر القرني أن »عملية السلام التي يتسول بها العرب ويترجون إسرائيل أن تقبلها، وإسرائيل ترميها عرض الحائط«، تُعد موقفا »مخزيا ومخجلا!«. وقال إن السعودية تتقدم العالم الإسلامي في المواقف الإيجابية دائما؛ »لأنها مهبط الوحي والرسالة. والعالم الإسلامي الآن ينظر إلى الرياض بحثاً عن موقف تجاه هذه القضية، خاصة وأن المملكة لم تغير وتبدل مواقفها كما فعلت دولٌ أخرى«. ووجَّه رسالَته الأخيرة إلى الإعلام لترك الاهتمام بما أسماه »السخف والبذاء«، والتركيز على القضايا المهمة، مبيِّنا أن إسرائيل تعمل لتقوِّي نفسها باستمرار، لكنه اعتبرها »كذبة زائفة« سوف تزول، كما أخبر الرسول. العودة يدعو لوقف المفاوضات من جانبه، استنكر الشيخ سلمان العودة، المشرف العام على مجموعة »الإسلام اليوم«، »المجزرةَ التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي« ضد المتضامنين في قافلة سفن المساعدات الإنسانية لكسر الحصار عن قطاع غزة »أسطول الحرية«، داعيًا الحكام العرب إلى وقف مفاوضاتهم مع العدو الصهيوني. وأكد الشيخ العودة أن »العربدة الصهيونية لا تقف عند حدٍّ، والتطرف الأعمى لا يبالِي بأرواح الأبرياء«، معتبراً أن العدوان على أسطول الحرية هو عدوانٌ على الإنسانية ذاتها واستهتار بالقِيَم التي عاش الناس وماتوا من أجلها. ودعا العودة الحكَّام العرب إلى سدِّ طرق التواصل السياسي والتجاري مع دولة الاحتلال، ووقف المفاوضات، تضامنًا مع شعوبها، »وأن تسمح لغضبتها أن تصل إلى أسماع الغافلين، وأن تعبِّر عن رفضها للظلم الذي يحيق بإخوانها وأبنائها وبناتها في فلسطين«. وقال إن إسرائيل تعرف البيئة التي تتحرك فيها، وإنها تستخدم »حالة الهدوء في تدعيم علاقاتها مع بعض الجهات العربية والإسلامية«. القرضاوي يدعو لمظاهرات عربية وفي سياق متصل، وزع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا حول الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية، معتبرا أن »العالم قد فجع فجر اليوم بجريمة نكراء جديدة ارتكبتها الأيادي الصهيونية ضد قافلة الحرية، وهو يتكوَّن من عددٍ من السفن تضم حوالي 750 مناصر لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات، وهم يمثلون مواطني 50 دولة، من بينهم عددٌ من البرلمانيين والمثقفين والنشطاء الحقوقيين وبعض وسائل الإعلام«. وأضاف البيان: »وأمام هذه التطورات الخطيرة، وهذه الهمجية الصهيونية التي تقتل المدنيين بكل جرأة، ولا تراعي أي ضابط أخلاقي أو قانوني، متحدية الإرادة الدولية، ومنتهكة كل القوانين والأعراف والمواثيق المتعارف عليها بين شعوب هذا العالم، مما جعلها ككيان فوق العقاب والحساب«. وقال الشيخ يوسف القرضاوي: »إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعلن أن هذا الكيان وبإقدامه على هذه الجريمة البشعة والنكراء، يؤكد من جديد سياسة الإجرام التي عُرف بها مع شعبنا الفلسطيني على امتداد أكثر من 80 سنة، منذ قيام دولته وقبل أن تقوم. وما هذه الجريمة إلا دليل آخر على أن هذا الكيان يجب أن يوضع في قفص المجرمين العالميين، ويحاصر مسؤولوه على أنهم مجرمو حرب من الدرجة الأولى«. ودعا الاتحاد جميع الشعوب العربية والإسلامية وجميع الأحزاب والقوى الوطنية وأحرار العالم، إلى التظاهر »للتعبير عن رفضهم السلمي لهذه الجريمة الهمجية البشعة«، وتكثيف هذا التظاهر يوم الجمعة القادم، واعتباره يوم غضب شعبي إسلامي ضد العدو الصهيوني، ويوم نصرة لشعب غزة«. إيقاف الحوار والمبادرات وشدد البيان بأن الاتحاد يجدد دعوته للجهات الرسمية العربية ممثلة في الحكام والملوك والجامعة العربية والسلطة الفلسطينية، »بالتوقف عن التحاور وطرح مبادرات سلام مع هذه العصابات المجرمة التي لا تعرف للسلام طريقا، ولا تؤمن إلا بقانون الغاب«. وطالب بسحب »المبادرة العربية التي قتلها هذا العدو وأشبعها موتا بهذه الأعمال الإجرامية التي يرتكبها باستمرار«. وقال الشيخ القرضاوي إن الاتحاد يدعو كل أعضائه المنتشرين في كافة أنحاء العالم أن يكونوا في »مقدمة الصفوف، ويتقدموا كل التحركات السلمية التي تندد بهذه الجرائم الصهيونية، وأن لا يدّخروا جهدا في كشف خبث هذا الكيان الإجرامي الدموي الخارج عن كل تعاليم الأديان وقيم الأخلاق، ومواثيق حقوق الإنسان، وعن كل القوانين والأعراف الدولية، مستخدمين في ذلك كل ما لديهم من إمكانات إعلامية وتقنية، وخصوصا على شبكة الأنترنت حتى نكشف جرائمه لكل أحرار العالم. وجدَّد الاتحاد دعوته إلى العرب والمسلمين في العالم بأن »يقاطعوا البضائع الصهيونية، وكذلك بضائع أمريكا التي تناصر الدولة الصهيونية بالحق وبالباطل، فأقل ما يجب على المظلوم ألا يربح ظالمه، وإننا على يقين أن شعب غزة وشعب فلسطين منصور في النهاية«.