شهدت العديد من العواصم والمدن العربية مظاهرات للتنديد بالعدوان الذي شنته إسرائيل على أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى سواحل قطاع غزة. وطالب المشاركون في المظاهرات الحكومات العربية بموقف قوي تجاه إسرائيل، وبالعمل على إنهاء الحصار على غزة. فقد شهدت مدينة رام الله مظاهرات نظمتها القوى الوطنية طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية أثناء توجهه إلى قطاع غزة. ورفع المشاركون شعارات تندد بالاحتلال وجريمته بحق مدنيين عزل، وأكدوا ضرورة وقف الاستهتار بدماء الشعب الفلسطيني والمتضامنين مع قضيته. وفي لبنان شهدت المخيمات الفلسطينية مسيرات احتجاج للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على الأسطول، وطالب المحتجون المجتمع الدولي بوضع حد لما سموه سياسة القرصنة الإسرائيلية.وفي العاصمة المصرية القاهرة تظاهر الآلاف أمام مسجد الفتح منددين بالاعتداء، ورفعوا لافتات ترفض القرصنة الإسرائيلية وتطالب بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.كما تظاهر عشرات الصحفيين أمام مقر نقابتهم في القاهرة، ورددوا شعارات تشجب تصرف إسرائيل وطالبوا بطرد سفيرها وقطع كافة العلاقات معها، كما طالبوا بفتح معبر رفح البري أمام حركة المرور بشكل دائم. وفي مدينة الإسكندرية نددت القوى السياسية والأحزاب والنقابات بالعدوان الإسرائيلي، كما انتقدت "تواطؤ وصمت الحكام العرب والمنظمات الدولية بشأنه".كما نددت جماعة الإخوان المسلمين في محافظة الإسكندرية بالعدوان، وطالبت الأنظمة العربية بقطع "كافة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع العدو الصهيوني". كما طالبت بسحب السفير المصري من تل أبيب, ووقف تصدير الغاز لإسرائيل، والسماح لكافة قوافل الإغاثة بالدخول وإعادة الإعمار بالجهود الشعبية. ندد رئيس لجنة التنسيق بالنقابات المهنية في الإسكندرية محمد البنا "بالصمت العربي عن الهجمة الإسرائيلية"، داعيا إلى هبة جماهيرية غاضبة "لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وفك الحصار المفروض على غزة".كما نظم مئات الصيادلة وقفة احتجاجية ضد الهجوم، في حين طالب مركز ضحايا لحقوق الإنسان الحكام العرب بالتدخل الفوري. وأعلن مدير المركز هيثم أبو خليل البدء في حملة مقاطعة لأي دولة تعارض محاكمة المسؤولين عن هذا العمل "الإجرامي" جنائياً ودولياً.وبدورها، شهدت مدينة الفيوم تظاهر نحو أربعة آلاف شخص احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قافلة الحرية، وطالبوا بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لاتخاذ موقف وليس لمجرد الشجب. وفي سوريا سار نحو خمسة آلاف طالب وعامل من أمام جامعة دمشق باتجاه السفارة التركية تضامنا مع أهالي ضحايا أسطول الحرية، في اعتصام وصفه مسؤول حزب البعث بالجامعة جمال العباس بأنه تعبير عن الغضب إزاء الجريمة الإسرائيلية. وقال رئيس اتحاد عمال دمشق جمال القادري إن عمال سوريا يخرجون تضامنا ليقولوا للعالم "كفانا سكوتا على الإجرام والقرصنة الإسرائيلية"، وأضاف "نقول للصهاينة: لن تفلتوا من غضبة التاريخ وأحرار وشرفاء العالم".كما شهدت دمشق اعتصام عشرات الفلسطينيين أمام مقر الأممالمتحدة حيث سلموا رسالة احتجاج على القرصنة الإسرائيلية، ورددوا هتافات تتوعد بالثأر من الاحتلال. وفي صنعاء اعتصم المئات من اليمنيين تنديدا بالهجوم الإسرائيلي على أسطول كسر حصار غزة. وطالب المعتصمون بموقف عربي وإسلامي حازم تجاه ما حدث، واعتبروا النواب اليمنيين الثلاثة الموجودين ضمن الأسطول بمثابة أسرى لدى إسرائيل التي حملوها مسؤولية تعرضهم وبقية المشاركين لأي خطر.كما تظاهر مئات من الكويتيين أمام البرلمان للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على المدنيين المشاركين في أسطول الحرية، وطالبوا الحكومة الكويتية بالانسحاب من مبادرة السلام، ورفع دعوى قضائية لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل. ودعا المتظاهرون -وبينهم سياسيون وبرلمانيون ونقابيون وطلبة- إلى العمل على تأمين سلامة المشاركين الكويتيين في الأسطول وعددهم 17 منهم خمس نساء.وفي العاصمة العراقية بغداد، تظاهر الآلاف من أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر احتجاجا على العدوان، ورددوا شعارات مناهضة لإسرائيل والولاياتالمتحدة، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته بشأن ما يحدث ضد "أهلنا في فلسطين".وفي العاصمة الموريتانية نواكشوط انطلقت مسيرات شعبية منددة بالعدوان على أسطول الحرية، وتوقف المتظاهرون أمام مبنى الأممالمتحدة حيث سلموا مذكرة احتجاج بهذا الشأن. وواصل المتظاهرون سيرهم نحو مقر البرلمان وهم يرددون شعارات منددة بالعدوان والصمت العربي تجاهه وبالحصار المطبق على قطاع غزة. وقد ألقى قادة الأحزاب وهيئات المجتمع المدني المشاركة في المسيرة كلمات تعبر عن استنكار العدوان والتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر ومنظمي الأسطول.وفي الجزائر أعلن عن إنشاء تكتل يضم أحزابا ومنظمات بهدف العمل بصورة جماعية إزاء تطورات الاعتداء على أسطول الحرية الذي يشارك فيه 35 جزائريا، بينهم نواب وأطباء وصحفيون ونشطاء حقوق إنسان.ويتألف هذا التكتل من حركة مجتمع السلم وحركتي النهضة والإصلاح الوطني وحزب العمال، إلى جانب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأكاديمية المجتمع المدني الجزائري.أما في المغرب فقد تظاهر المئات في العاصمة الرباط احتجاجا على الهجوم، ورفعوا شعارات تندد بإسرائيل وتدين صمت الأنظمة العربية، داعين إلى وقف كل أشكال التطبيع مع الصهاينة. ونوه المشاركون في المظاهرة التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين -وهي هيئة تنسيقية تضم عدة أحزاب ومنظمات- بمواقف تركيا من القضية الفلسطينية، في حين دعا رئيس المجموعة خالد السفياني إلى "ملاحقة الإرهابيين الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية". وقال فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان -المنضوية تحت مجموعة العمل ويرافق ثلاثة من أعضائها أسطول الحرية- إن "هذه المجزرة أعطت دليلا على أن هذه العصابة الصهيونية لا تفهم إلا لغة العنف ولغة الدماء".كما نددت أحزاب موريتانية بالهجوم الإسرائيلي، ودعت إلى مزيد من التظاهر والتضامن مع فلسطين وقطاع غزة المحاصر. وفي ليبيا أدانت شخصيات ومؤسسات حقوقية الاعتداء الإسرائيلي، ووصفته بأنه اعتداء "همجي" على قيمة الإنسان في أي بقعة من الأرض. وهاجم نشطاء خلال وقفة احتجاجية أمام مبنى محكمة شمال بنغازي شرقي ليبيا، ما سموه "صمت" الأنظمة الرسمية العربية الذي يبلغ حد التواطؤ على استمرار حصار 1.3 مليون فلسطيني هم سكان قطاع غزة. كما أعربت مؤسسة القذافي للتنمية عن شجبها العميق للعدوان الإسرائيلي، وقالت في بيان إن ما حدث جريمة يجب على العالم عدم الاكتفاء بإدانتها، وإنما العمل من أجل إيقاف مثل هذه الأعمال وممارسة كل أنواع الضغط الإعلامي والسياسي والاقتصادي للحيلولة دون استمرار حصار غزة. كما ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان لهم بالهجوم الذي وصفه "بالجريمة الهمجية والبشعة ضد المتضامنين الذين جاؤوا على سفن مسالمة" لمساعدة أهالي القطاع المحاصر منذ ثلاث سنوات. ودعا رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي جميع الشعوب العربية والإسلامية والأحزاب والقوى السياسية إلى التظاهر يوم الجمعة القادم واعتباره يوم غضب شعبي إسلامي ضد العدو الصهيوني ويوم نصرة لشعب غزة، كما دعا إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية وبضائع الولاياتالمتحدة التي تناصر إسرائيل. وطالب الشيخ القرضاوي العرب بالاقتداء بالموقف التركي في هذا الظرف بالذات.