ح· فاروق "الرّحيل الآمن والمشرّف" هو ما تسعى إليه النّظم المتهاوية أمام ضغط ثورات شعوبها المطالبة برحيلها، وهو ما يخطّط له كلّ من الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح ونظيره الليبي معمّر القذافي بعد أن نفدت كلّ وسائلهما للحيلولة دون استمرار الاحتجاجات الشعبية في بلديهما، وللحفاظ على "ماء وجهيهما" وما تبقّى لهما من تاريخهما· ففي ليبيا كشفت مصادر رسمية عن مساع سرّية يقوم بها مسؤولون في نظام الزّعيم الليبي معمّر القذافي وشخصيات غربية مقرّبة منه للبحث عن "خروج مشرّف" من الأزمة الرّاهنة· وأشارت المصادر إلى أن القذافي الذي هدّد بسحق قوّات التحالف الغربية، لمّح خلال عدّة اتّصالات أجراها عدد من بعض كبار مسؤوليه مع عدّة أطراف خارج ليبيا، عن استعداده للدخول في مفاوضات لمناقشة إمكانية تسوية الوضع الرّاهن وإيجاد "مخرج مشرّف وآمن له ولعائلته"، مستعينا في ذلك بجهود بعض الشخصيات الغربية التي ارتبط بعلاقات صداقة معها على مدى عقود· وأوضحت تلك المصادر أن القذافي لا يبحث الآن سوى أن تقوم هذه الاتّصالات بإقناع المجتمع الدولي بوقف الضربات الجوّية والانتقال إلى التفاوض للبحث عن حلّ ومخرج مشرّف عن السلطة التي يتقلّدها القذافي منذ 42 عاما· وفي اليمن ذكرت مصادر صحفية أن اتّصالات مكثّفة تجري على مستويات سياسية متعدّدة ومقترحات عدّة تجري مناقشتها بهدف التوصّل إلى "حلّ سياسي" يضمن رحيلا آمنا ومشرّفا للرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح عن كرسيّ الحكم· وأشارت المصادر إلى أن شخصيات قبلية بارزة تحظى بالاحترام في اليمن من كافّة الأطراف المعنية، تقوم بهذه المساعي الهادفة إلى تجنيب البلاد الدخول في دوّامة عنف وحرب أهلية· ومن هذه المقترحات التي يجري تداولها تشكيل مجلس انتقالي يتكوّن من مدنيين وعسكريين للإشراف على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الأشهر المتبقّية من العام الحالي 2011· وبالتوازي مع تلك المساعي الرّامية إلى خروج مشرّف لصالح، ذكرت مصادر سياسية أن الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح التقى باللّواء على محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية "قائد الفرقة الأولى مدرع" الذي أعلن انضمامه إلى الثوّار وانشقّ عن النّظام ومعه عدد كبير من قادة الجيش الاثنين الماضي·