وسط لامبالاة كثير من أولياء التلاميذ.. ** _ علي بن زينة: التلاميذ تعلّموا الثقافة الجنسية في المدارس _ محسن عاشور: الاختلاط سبب انتشار هذه العلاقات _ أحمد خالد: أين مُراقبة الأولياء لأولادهم؟ حكايات عشق حب كلام للغزل وعواطف هي تلك السلوكيات التي اجتاحت الوسط المدرسي بين التلاميذ فحينما تمر جوالاً على الثانويات والمتوسطات إلا وترى أزواجا هنا وهناك في وضعيات مشبوهة وأيادي متشابكة أحيانا وكأن العلاقات غير الشرعية قد أعطت الضوء الأخضر للتلاميذ من أجل تخطي الخط الأحمر وسط لامبالاة كثير من الأولياء وحتى بعض الأساتذة ومختلف أطراف المعادلة التربوية. هي اللعنة التي أطلت علينا من كل جانب وأصبحت الشغل الشاغل لأغلبية الشباب بل وكل المجتمعات إذ أصبحت تهدد كيان المدراس وأخلاق التلاميذ على هذه المنبسطة. فالعلاقات غير الشرعية هي ظاهرة التي جعلت الأولياء يخافون على أولادهم من جهة وأصبحت مدارسنا في خانة الحمراء من جهة أخرى. تضارب واختلاف في الآراء بين هذا وذاك حيث ينتقد البعض ظاهرة العلاقات غير الشرعية في مدارس بشدة ويراها أمراً مستقبحاً كما يراها البعض شيء مسلّم منه لا يمكن السيطرة عليه وكمجتمع جزائري مسلم لا يتقبل مثل هذه العلاقات غير الشرعية التي تتم في الخفاء بعيداً عن أعين الأهل فعزم أغلبية المختصين أنها ما هي إلا إستجابة لصوت الشيطان الذي يوسوس على عقول وصدور أبناء مستقبل الجزائر. العديد من التلاميذ عاشوا علاقات وحكايات عشق خفيةً على أوليائهم يتجولون في ساحات المدارس علناً تحت أنظار الأساتذة والمراقبين وارتأت أخبار اليوم أن تنزل لبعض الثانويات بولاية البليدة لتنقل قضايا حية وواقعية. ارتبط بها من أجل الإمتحانات من بين العيّنات التي واجهتها أخبار اليوم ط.رياض تلميذ سنة ثانية ثانوي لا يتعدى 16 سنة من عمره تعرف على فتاة منذ عام ونصف سمحت له بدخول معها في علاقة غير شرعية وحسب المتحدث فإن سبب الوحيد الذي يجعله يرتبط مع الفتاة كونها تلميذة مجتهدة ومنضبطة في الدروس الأمر الذي إستغله رياض ليكون معها من أجل أن تقوم له بحل الفروض المنزلية وتساعده في ذلك وتكون له سنداً في فترة الإمتحانات وهذا بعدما أسقطها في شباكه بإدعائه إليها بالحب والعشق ويعيشها في الأوهام والأكاذيب حتى يحقق لنفسه مطالبه على حساب الفتاة مما جعل العلاقة قاعدتها مصالحه الشخصية. تعلقت به لتتجنب سخرية صديقاتها وفي نفس الصدد فتحت نسيمة قلبها لأخبار اليوم فهي تلميذة مقبلة على إمتحان شهادة بكالوريا بالغة 17 سنة من العمر دخلت في علاقة محرّمة مع طالب جامعي بعدما تعرفت عليه قبل عامين في الثانوية التي يدرسوا بها والأمر الذي فرض عليها هذه العلاقة هو أنها أصبحت محل السخرية بين صديقاتها عندما كانت دون شريك في حياتها الدراسية آنذاك حيث أكدت المتحدثة نفسها أنها أضحت تخاف من كلام صديقاتها الذي ينزل عليها كالعاصفة الهوجاء حينما وجهوا لها مختلف العبارات الجارحة وبكل إستهزاء البنات كلهن في علاقة مع الشباب إلا أنت دون حبيب وغيرها من الكلمات الجارحة وفي قول نسيمة إن سخريتهم يجعلوها أكثر تعقّد وبسببهنّ دخلت عالم العلاقات غير الشرعية وهن اللواتي فرضن عليها أن تتعرف على هذا الشاب وغيره من الشباب حتى تتفادى سخرية صديقاتها. يتفاخر بفتاة أمام أصدقائه وإستناداً لقصة التلميذ ياسر التي أدلى بها لأخبار اليوم فإن هذا الأخير تعرف على فتاة بعد حصوله على شهادة المتوسط لينتقل بذلك إلى الثانوي حيث استعمل جميع خططه ليتسلل إلى قلب الفتاة ويملكه وحسب ما أفاد به المتحدث نفسه فإنه دخل في علاقة مع الفتاة بعد محاولة مد وجزر وهذا من أجل أن يتفاخر بها أمام أصدقائه في الثانوية ويتجول معها في الفناء من أجل أن يرائي الجميع وكل من حوله في غياب أي بذرة نية حسنة من التلميذ القاصر تجاه الفتاة التي ترى فيه هذه الأخيرة كامل صفات فارس أحلامها في المستقبل. نقص عاطفي أجبرها على الدخول في علاقة توضح مريم البالغة من العمر 19 سنة قصتها الواقعية حيث تعرفت على شاب بطّال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أين بدأت عملية تعارف بينهما ليتلقيا عند مدخل الثانوية التي تدرس فيها الفتاة والأمر الذي جعلها ترتبط به هو نقصها العاطفي والحاجة الماسة لإشباع أحاسيسها معه وقد صرحت مريم أن إعجابها بالشاب كان واضحاً وضوح الشمس ولم تكن تنوي إقامة علاقة تغضب الله بل أرادته ليتقدم إلى والديها من أجل نوياهم الطيبة وليبادلها نفس الشعور التي تحس به الفتاة تجاه الشاب وحسب المعنية أن هذا الأخير تلاعب بها ورفض التقدم لخطبتها بحجة ضرورة نجاحها في البكالوريا وأن تتم دراستها أولاً حيث قالت مريم لأخبار اليوم أحببته إلى درجة الجنون ملأ مخيلتي بالأوهام رفضت الكثيرين ممن تقدموا إلى خطبتي كنت عمياء بكل معنى الكلمة فقد ضاع من عمري سنتين وأنا بانتظاره خيّبت أمل والدي بعدما رسبت في البكالوريا للمرة الثالثة أوهمني بأنه يحبني ولن أكون لأحد سواه إلا أنه كان يتحجّج بدخله الضعيف الذي لا يمكّنه من التقدم لخطبتي . بن زينة: علاقات غير شرعية ترسخت في أذهان التلاميذ أكد رئيس منظمة جمعية أولياء التلاميذ بن زينة علي في تصريحات أدلى بها إلى أخبار اليوم أن العلاقات غير الشرعية ظاهرة دخلت الوسط المدرسي بين تلاميذ الثانويات والمتوسطات بعدما كانت في الجامعات فقط مشيراً أن هذه الظاهرة جاءت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أين زرعت في أذهان أبنائنا أفكار منافية لمعتقدات مجتمع الجزائري كونه مجتمع مسلم ومحافظ حيث شدّد بن زينة على أنّ هذا الأمر يعود إلى عدم تحكم الأولياء في أبنائهم على إستعمال هذه المواقع مؤكداً على ضرورة مراقبة الأبناء والحد من عواقب التي قد تشكلها الأنترنت عليهم. وفي نفس الصدد أضاف رئيس المنظمة جمعية أولياء التلاميذ أن زواج المتعة تسلل إلى الوسط المدرسي حيث أصبح التلميذ والتلميذة يلجؤون إلى الإمام ويتزوجون دون علم أوليائهم الأمر الذي زاد في خطورة الوضع كما أفاد بن زينة ل (أخبار اليوم) هناك أستاذة في علاقة غير شرعية مع تلميذ بولاية البيض القضية التي تطلبت بتدخل الجهات المعنية للتحقيق في الأمر الذي نسبه بن زينة بالشيء الكارثي والخطير. وأضاف المتحدث نفسه هناك مناهج تتحدث عن العلاقة الجنسية مثل ما يوجد في كتاب علوم الطبيعية لسنة الأولى ثانوي لاسيما باقي كتب في الإبتدائي التي تشير إلى نوع من هذا القبيل الأمر الذي يسمح للتلاميذ بالتعلم الثقافة الجنسية بين الطرفين وترسخ في أذهانهم هذه الأفكار التي ليس من الواجب أن يتعلمها تلميذ لا يتعدى 18 سنة من عمره . كما دعا بن زينة علي تدخل المنظومة التربوية بجميع خلاياها وإقامة شريك داخلي وخارجي بين النقابات في العملية التربوية على غرارهم أصحاب المادة الأولية كأولياء التلاميذ والأساتذة وفتح مجال لجمعيات تربوية وثقافية وحتى دينية لتنشيط حملات تحسيسية وتوعية التلاميذ على أمل وضع حد لهذه الظاهرة والإنقاص منها التي أصبحت تشكل خطرا على المدرسة الجزائرية. محسن عاشور: الحالة النفسية للتلميذ تدفعه نحو العلاقات غير الشرعية وفي نفس السياق أفاد مختص في الاجتماع محسن عاشور أنّ الحالة النفسية والعاطفية للتلميذ تدفعه أحيانا نحو الدخول في علاقة مع فتاة في ثانوية ويحس التلميذ أنه بدأ ينضج عقلياً وليس هو بالإنسان المعقّد بحاجة إلى التعرف على فتاة ويعيش معها في علاقة وهمية تتخللها الخيال والأكاذيب لإشباع غايته العاطفية وحتى دخول في مشاكل سواء بين الطرفين أو بين أولياءهم. كما أرجع محسن عاشور سبب تفاشي هذه الظاهرة الرذيلة إلى مواقع تواصل الاجتماعي وتأثر التلاميذ بالأفلام والمسلسلات التي تتحدث عن الحب والغرام ومشاهد تثير الغرائز العاطفية للشاب والفتاة وكذا تقليد الأعمى والانحطاط الأخلاقي الغربي حيث شددّ المتحدث نفسه على ضرورة اجتناب اختلاط بين الجنسين في المدارس لإنقاص من هذه المشبوهات المحرّمة دينياً كما طالب أباء وأمهات مراقبة أبنائهم ودورهم الهام في التربية السليمة وكذا غرس الثقافة الدينية لديهم وهذا لحماية شبان وشابات من الوقوع في فريسة العلاقات غير الشرعية. أحمد خالد: عدم مراقبة الأولياء لأبنائهم سبب تفشي هذه العلاقات وبدوره قال رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أحمد خالد أن عدم التربية الروحية والدينية للأسرة والأولياء تجاه أبنائهم سبب في إنتشار علاقات غير الشرعية بين الجنسين في الوسط المدرسي مشيراً أحمد خالد أن صلاحية الأستاذ والمعلم في المدرسة تتمثل في تقديم الدروس للتلميذ لا أكثر وهناك دروس لمادة التربية الإسلامية كافية لتوعية التلميذ في هذا الجانب كما أكد المتحدث نفسه لأخبار اليوم أن غياب الرقابة من الأولياء الأمور وترك الحرية المطلقة في تصرفات أولادهم لها دخل في تفشي العلاقات غير الشرعية. حيث دعا أحمد خالد إلى ضرورة تطبيق القوانين الردعية واحترام نظام الداخلي للحرم المدرسي المعمول به وإقامة حملات تحسيسية وتوعية التلاميذ داخل المنظومة التربوية للقضاء هذا هذه السلوكيات. إن هذه العلاقات غير الشرعية كثيراً ما تنتهي بكارثة أو بنهاية مأساوية نظراً لسوء السلوكيات بين الطرفين حيث يدعي الطرف الآخر باسم الحب والوعود الوهمية التي في الحقيقة ما هي إلا أوهام تنتهي بوقوع فريسة تغضب الله كما أن غياب ثقافة التربية الجنسية ورقابة الولي والاختلاط المكثف بين الجنسين يساهم في تطور العلاقات العاطفية في أوساط المراهقين إلى جانب اكتشاف الفتيات لأنوثتهن وإثبات الفتيان لرجولتهم فلابد من وجود حملات توعوية داخل الأوساط المدرسية حتى نستطيع الحد من هذه الظاهرة السلوكية التي من شأنها أن تنعكس سلبا على التلاميذ والمجتمع.