يلجا البعض إلى استخدام أوراق الصحف والجرائد للف المواد الغذائية، وأيضا لوضعها تحت الطعام على سفرة الأكل، وقد بينت الدراسات الطبية ما ينطوي عليه هذا السلوك اليومي من مخاطر صحية على من يتناول مثل تلك المواد الغذائية التي لامست أوراق الصحف والجرائد. وتكمن الخطورة في ذلك إلى أن مثل تلك الأوراق تكون في العادة ملوثة بالجراثيم والبكتيريا السامة والتي يمكن أن تتسبب في حدوث أمراض خطيرة لإنسان لدى دخولها إلى جهازه الهضمي، كما أن مثل تلك الأوراق تحتوي على مواد كيميائية سامة في تركيبها وفي تركيب الحبر الموجود عليها. ولقد بين التحليل الكيميائي لأوراق الصحف والجرائد وكافة المطبوعات الأخرى،على انها تحتوي على نحو خمسة آلاف مادة كيميائية، وان عددا كبيرا من تلك المواد سمة نظرا لأنها مصنوعة من مواد بترولية بالإضافة إلى وجود مواد أخرى مصنوعة من مصادر طبيعية كالأخشاب ومخلفات النباتات. أضف إلى ذلك أن الأصباغ والمواد الموجودة في الأحبار، تشكل خطرا حقيقيا على الإنسان في حال دخلت إلى جهازه الهضمي، حيث يتم امتصاصها وتصل إلى الدم وقد تصيب الإنسان بحالات من التسمم أو بعض الاضطرابات الخطيرة. كما لوحظ أن عددا كبيرا من ربات البيوت يلجأن إلى لف بعض المواد الغذائية كالنعناع والخس والبصل بأوراق الجرائد، من اجل منع ذبول مثل تلك المواد، وهذه العملية ينجم عنها تلوث مثل تلك المواد بالأصباغ والأحبار السامة التي ينتهي بها المطاف في داخل جسم من يتناول مثل تلك المواد الملوثة. كذلك يلجأ البعض إلى وضع أرغفة الخبز الساخنة على مثل تلك الأوراق، مما ينجم عنه تلوث مثل تلك المواد الغذائية بالبكتيريا السامة الموجودة في أوراق الصحف وتلوث تلك المواد أيضا بالسموم الموجودة في الأصباغ. وحول ذلك يقول المختصون أن الجرائد تولد البكتيريا الضارة بصحة الإنسان، كما أن وضعها في أماكن غير نظيفة يزيد من نسبة نموها، إضافة إلى أن الصحف عامة غير معقمة ولا تتعرض لدرجة حرارة كافية لقتل البكتيريا، مبينا أنه عندما تستعمل تحت الأطعمة، خصوصا بشكل مباشر مثل الخبز، يؤدي إلى انتقال البكتيريا إلى أمعاء الإنسان، كما أن استعمال الجرائد في حفظ المواد الغذائية يسبب تلوثها ويجعلها مرتعا خصبا للبكتيريا السامة، كما أن بعضها يتسبب في التهابات معوية شديدة، وفي هذه الحالة يتعرض الغشاء المخاطي للمعدة والمريء للضرر، مما ينتج عنه التهابات وآلام شديدة في المعدة تسبب إسهالا وارتفاعا في درجة حرارة الجسم. من جهة أخرى، يشير أخصائيون أيضا، إلى أن مادة الأصباغ بطبيعتها سامة، باستثناء الغذائية منها، والتي لا تستخدمها الصحف، ولذلك فانه عندما تلمس الأوراق أية مادة غذائية، فإن ذلك يسبب تلوثها، ولا يظهر أثر التسمم على صحة الإنسان بشكل مباشر وسريع، وإنما على المدى الطويل.