المعروف عن فصل الصيف، أنه موسم الراحة والإجازات والسفر وتنقل الناس باتجاه المصايف والشواطئ، كما وتكثر السهرات والمناسبات. ولا تكاد تخلو مناسبة من مناسبات الصيف من أنواع الطعام المختلفة، إلا أنه ومع ارتفاع درجة حرارة الجو تنشط الجراثيم والبكتيريا المسببة للأمراض مما يؤدي إلى تلف العديد من المواد الغذائية والأطعمة. كما ويكثر الباعة المتجولون الذين يبيعون المواد الغذائية المكشوفة المعرضة للغبار وأشعة الشمس مما يؤدي إلى خطر التعرض إلى التسمم الغذائي. النظام الغذائي السليم في فصل الصيف يرى علماء التغذية أن الطعام في فصل الصيف يجب أن يحتوي على أغذية مرطبة وملطفة للحرارة وغنية بالعناصر الغذائية، كما يجب أن نقلل في المواد الدهنية في الطعام وتناول المشروبات والسوائل بكثرة نظرا لاحتياج الجسم إليها. كما أن النظام الغذائي في فصل الصيف يلائم برامج الحمية بحيث يمكن تناول وجبات خفيفة مثل: السلطات ومنتجات الحليب الباردة قليلة السعرات الحرارية الغنية بالكالسيوم مما يساعد في تقليل الوزن، إلا أنه يجب الحذر من الفاكهة الصيفية لاحتوائها على الكثير من السكر ويمكن تناولها بكميات معقولة. فكمية الطعام التي نتناولها لا تؤثر على صحتنا وجسمنا فحسب، بل إن تأثير الطعام وعادات التغذية يمس كذلك نشاط العقل والذاكرة، فالتغذية غير السليمة يمكن أن تتسبب في أمراض كثيرة مثل: السكري، أمراض القلب، السمنة الزائدة ويمكنها أن تصيب الدماغ بضرر، وأحيانا بصورة غير قابلة للعلاج لذا فإن النظام الغذائي السليم والطعام المتوازن لا يوفر الصحة الجيدة والوقاية من الأمراض فحسب، بل يدعم العقل ويقويه ويبطئ التغيرات التي تطرأ على العقل مع التقدم في السن وخلل الذاكرة في المستقبل. التسمم الغذائي وانتشاره في فصل الصيف تكثر حالات التسمم الغذائي في فصل الصيف، فمع ارتفاع درجة الحرارة تنشط البكتيريا التي تفرز سمومها في الأغذية وتصيب كل من يتناولها بأعراض عديدة. ولإثراء الموضوع ولمعرفة أكثر ماهية التسمم الغذائي، حاورنا الطبيب بران عز الدين مختص في أمراض الجهاز الهضمي. بداية سألناه عن معنى التسمم الغذائية، فأجاب بأنه يحدث نتيجة تناول غذاء أو شراب ملوث بالبكتيريا، الفيروسات الطفيليات والمواد الكيميائية. ويحدث عادة على شكل وباء. والأعراض المصاحبة له قد تتضمن واحدة أو عدة أعراض. فالأعراض التي تصيب الجهاز الهضمي تكون على شكل نزلة معوية حادة فيشتكي المصاب من القيء، الإسهال، آلام البطن، الغثيان، وارتفاع درجة الحرارة. وقد تكون الأعراض المصاحبة شديدة وتؤدي للوفاة وخاصة في فئة الأطفال وكبار السن وهذا لضعف مناعتهم. كما وهناك أعراض تحدث خارج الجهاز الهضمي أحيانا، وهي أعراض تصيب الجهاز العصبي على هيئة شلل في الجهاز العصبي إلى جانب الاضطرابات المعوية. كما وتختلف حدة ومدة هذه الأعراض باختلاف المسبب، وعادة تظهر بعد تناول الطعام بفترة ساعتين إلى 72 ساعة فأكثر. أما عن النصائح التي يجب اتباعها للوقاية من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي أثناء فصل الصيف فأجاب: هناك عدة خطوات يجب اتباعها والالتزام بها أهمها: - الابتعاد عن تناول الغذاء من مصادر غير موثوق منها أو من نظافتها. - تجنب تناول الأغذية سريعة التلف خاصة في الجو الحار. - عدم تناول الأطعمة غير الناضجة أو غير المطبوخة جيدا. - تجنب تناول المربطات من الباع المتجولين الذين لا تتوفر لديهم شروط النظافة والتبريد الكافي. - الحذر من تناول الأسماك غير المطبوخة لأنها تزيد من احتمال الإصابة بالتسمم الغذائي. - المحافظة على النظافة وغسل اليدين جيدا قبل وبعد الأكل. - عدم ترك الأطعمة مكشوفة أو معرضة للحشرات أو الجو الحار لفترات طويلة والتخلص من الأطعمة القديمة بشكل يومي. بالإضافة إلى عدم خلط الأطعمة القديمة مع الطازجة. - عدم إعادة أي مواد غذائية بعد إخراجها من البراد. - عدم تناول الوجبات الدسمة والثقيلة أثناء النهار والانتظار حتى تقل الحرارة. كيفية تجنب مشاكل الأطفال الصحية في فصل الصيف أما عن المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الأطفال خاصة في فصل الصيف، فقد أكد الطبيب بركان عز الدين أن الأسرة وخاصة الوالدين، يتحملان المسؤولية الكاملة في التوعية الغذائية للأبناء. فأهم المتاعب التي يتعرض لها الأطفال في هذا الفصل هي كالتالي: احمرار البشرة وجفافها، ارتفاع درجة حرارة الطفل والإغماء، انخفاض ضغط الدم بالإضافة إلى سرعة النبض والصداع. ولتجنب هذه المشاكل يأتي لابد من الإكثار من شرب المياه، كما يجب الحرص على غسل الأطفال أيديهم قبل وبعد الأكل، حرص الأم على تقديم غذاء صحي متكامل غني بالعناصر الأساسية والفيتامينات والمعادن الرئيسية التي تساعد الطفل على النمو وخاصة نمو العظام وصحة الأسنان. ولهذا يضيف الطبيب بركان أنه ينصح بالاكثار من تناول الخضراوات والفاكهة والسلطات الخضراء والبقوليات والسمك والبيض والحليب والمكسرات مع التعرض لأشعة الشمس، ليس لأكثر من ساعتين وأحسن الأوقات صباحا قبل الحادية عشرة وبعد العصر. بالاضافة إلى ممارسة الرياضة والتقليل بقدر الإمكان من السكريات والحلويات والمشروبات الغازية والدهون والملح في الوجبات والابتعاد عن الوجبات السريعة. فالصحة والطعام نعمتان من نعم الله يجب علينا المحافظة عليهما وذلك باختيار وتناول الأطعمة الصحية كل يوم، علما بأن الكثيرين يقعون في الخطأ ولا يراعون الشروط الصحية في اقتناء طعامهم، فهم يختارونه على أساس طعمه وشكله ورائحته ولونه الجذاب دون الاهتمام بالقيمة الغذائية لما يتناولونه. أطفالنا أمانة في أعناقنا لذا وجب علينا تغذيتهم بالطعام الصحي المفيد والصحي وحمايتهم من مغريات المطاعم والوجبات السريعة التي أصبحت ظاهرة طغت على غذائهم اليومي وتم استبدالها بغذاء الأرض وخيراته الطازجة، وذلك إزاء ما نقلته الثقافة الغربية عبر التطور التكنولوجي وعصر السرعة، فقد مس هذا الأخير حتى نمط الغذاء فالكثير أصبح يبحث عن تغذية لا تأخذ منه سوى بضع دقائق. من أجل التمتع بإجازة صيفية خالية من المشكل، يجب مراعاة الشروط الصحية في اقتنائنا للمنتوجات الغذائية وكذا اختيار طعام ينطبق على النظريات العلمية الحديثة، فاختيار الطعام الصحي سيكون له الأثر الكبير سواء من جهة المظهر أو من جهة أعضاء الجسم كله.