اضطراب الهوية الجندرية .. عقل ذكوري محجوز في جسد أنثوي مرض غريب يفسد حياة كثير من الجزائريين * مصاب بالمرض يحكي معاناته عبر أخبار اليوم ظهرت في السنوات الأخيرة عدة أمراض لم يكن يعرفها العالم سابقا وباعتبار الجزائر جزءا لا يتجزأ من هذا العالم فقد شهدت هي الأخرى وفي مختلف ولاياتها أمراضا يلقى مصابوها العناية والعلاج وأمراضا أخرى يعاني أصحابها التهميش والإنكار بل حتى الخوف من الإعتراف بحالتهم للمجتمع مثل إضطراب الهوية الجندرية نتيجة جهل كثيرين بحقيقة المرض وأسبابه وعلاجه ويعتبرون فورا بأنه جنون أو تخنث وشذوذ . اضطراب الهوية الجندرية أو ما يعرف باضطراب الهوية الجنسية مرض يعيش مصابوه حالة من عدم الارتياح والقلق حول نوع الجنس الذي ولدوا به حيث يكمن ذلك في حدوث خلل في التركيبة الجينية أو البنية الدماغية للإنسان المتعلقة بالتأثيرات الهرمونية على الدماغ وبتطور العلم أكدت عدة مصادر طبية أن هناك خطوطا تدعى بالخطوط الجندرية أو الخطوط الجنسية تتواجد في المخ وتعتبر المسؤولة عن تعريف وشعور المخ بجنسه الحقيقي الذي ينتمي إليه. وفي نفس السياق قابلنا أحد المصابين بهذا الاضطراب الهوية الجندرية الملقب (ج.د) من الجنوب الجزائري البالغ من العمر 25 سنة والذي روى ل أخبار اليوم حكايته مع هذا المرض. ولد بجنس الأنثى وسمي باسم كذلك لكن عقله كان عقلا ذكوريا بدأت معاناته عند بداية إدراكه واكتشافه لنفسه ولمحيطه في سن الثانية كبر وكبر صراعه الداخلي بين الجسد والعقل لم يحب يوما أن ينادي بذلك الإسم الأنثوي الذي أطلقته عائلته عليه لم يرغب في اللباس الوردي واللعب بالدمى كباقي الفتيات كان يميل بجسده الأنثوي لكل ما هو ذكوري ومعاكس له لكنه كان من الطلبة المتفوقين والمعروفين باجتهادهم في مسيرته الدراسية كما كان من المصلين والحافظين لأحاديث النبي وعدة أحزاب من كتاب الله. وقد صرح بأنه قام بالعديد من الأبحاث حول حالته التي طابقت تماما أعراض اضطراب الهوية الجندرية التي تكمن وسيلة الشفاء منه في التصحيح الجنسي وقد تعرض لعدة مشاكل صحية وصلت إلى حد الشلل المؤقت استلزمت عملية جراحية أجريت خارج الجزائر نتيجة عدم تحمل صحته للانفصام الحاد القائم بين الجسد والعقل والخوف من ردة فعل الأهل عند معرفتهم ونظرة المجتمع له بعد ذلك. قام ج.د باللجوء إلى عدة أطباء نفسانيين طالبا مساعدتهم في حالته التي وجد نفسه يعلم بها أكثر من الأطباء نفسهم وجد بعض الأطباء في حالة جهل بالمرض والبعض الآخر أنكروا وجود حالة مثل هذه غير طبيبة واحدة أكد أنها قدمت له بعض الدعم الذي لم يجده عند غيرها وساعدته نفسيا. بعد معرفة الأهل بحالته لم يساندوه بل وقفوا ضده وحبسوه في غرفته لمدة تسعة أشهر ما جعله يفكر في الانتحار مرتين ثم يرجع عنه رغم أنهم يجهلون مثلهم مثل أغلبية الجزائريين أنه مرض عادي ومصابوه يعانون الكثير من الألم والإحباط ويحتاجون الكثير من الدعم والتشجيع من أجل تلقي العلاج والصبر على الابتلاء وقد قال الداعية الإسلامي الحبيب علي الجعفري في فتواه حول هذا الموضوع في برنامج الإنسانية قبل التدين أنه ابتلاء من الله وعلى المصاب أن يعي بذلك ويصبر ويجب مجاهدة النفس حتى نهاية العلاج الذي هو عبارة عن تصحيح جنسي يجعل صاحبه يعيش حياة طبيعية كباقي الناس. عانى ج.د ومزال يعاني الكثير مع مرضه عقل ذكوري وجسم أنثوي من جهة ومع المجتمع والعائلة من جهة أخرى ما جعلهم عائقا كبيرا في عيش حياته الحقيقية. كما توصل العلماء إلى المعرفة بأن هذه الخطوط تكون مختلفة عند هؤلاء الأشخاص وعليه يشعر الإنسان المصاب بهذا المرض اضطراب الهوية الجندرية منذ ولادته وبداية إدراكه أنه ينتمي للجنس المعاكس للجنس الذي ولد به ما يجعل المصاب في حالة من الانفصام الحاد بين عقله وجسده. ما هو اضطراب الهوية الجندرية؟ وحسب ما جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا فإن هذا الاضطراب الخاص ب الهوية الجندرية عبارة عن مرض بيولوجي أكثر ما هو نفسي ويعد كغير من الأمراض العادية حيث اعترف به الكثير من الأطباء في مختلف الموسوعات الطبية المحترمة. حيث ورد تشخيص اضطراب الهوية الجندرية في كل مراجع الطب النفسي العربية والعالمية على أنه خلل يصيب الإنسان أثناء تكونه في بطن الأم في الشهر الثامن من الحمل نتيجة البيئة التي تعيش فيها أو قلق وحزن أو نتيجة تناولها لأدوية تسبب الخطر على صحة الجنين وفي العموم يظهر عند الإنسان ابتداءا من السنة الثانية أو في فترة المراهقة وهو مرض كغيره من الأمراض بعيد كل البعد عن التخنث والشذوذ قابل للعلاج والشفاء التام عن طريق عملية التصحيح الجنسي وحسب مصادر عالمية فإن 75 بالمئة من المصابين ب اضطراب الهوية الجندرية لجؤوا إلى الانتحار فحققه 45 بالمئة منهم و30 بالمئة عادوا منه. ج.د وغيره الكثيرون من الحالات عقول أنثوية محجوزة في أجسام ذكورية وعقول ذكورية في أجسام أنثوية يعيشون مرضهم وحدهم في صمت ويتذوقون أذواقا من العذاب النفسي والجسدي بعيدين كل البعد عن مصطلحات التي تعتبر دخيلة عن المجتمع الجزائري كالتخنث والشذوذ الجنسي التي حرمها الله وأنكرها المجتمع.