يعد من الدعائم الرئيسية للمدرسة المعاصرة واقع العمل الإرشادي في المؤسسة التربوية الجزائرية يعد العمل الإرشادي من الدعائم الرئيسية للمدرسة المعاصرة وقد أخذت مسؤولية الإرشاد النفسي للطلاب في الرقي والتطور لتراعي النمو السليم للطلاب والارتقاء بالأنماط السلوكية وتوجيهها بما يتلاءم مع قدرات وميول هؤلاء الطلاب ولما كانت مقاصد العمل الإرشادي استثمار للطاقات وتنمية للقوى البشرية فإنه من الطبيعي أن يقوم بهذا العمل من هو قادر على القيام به وفق ما خطط له وأن يكون على قدر من الكفاءة لممارسة هذا العمل التخصصي الإنساني. ونظرا لأهمية الإرشاد النفسي أخذت بعض الدول بتضمينه في برامجها التعليمة سواء بتوفير بعض المعلمين للقيام بذلك أو من خلال تعيين مختصين في الإرشاد لتولي هذه المهمة والتفرغ لها بهدف مساعدة الفرد على التكيف الناجح مع التغير السريع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. ق.م تعتبر الجزائر من بين الدول التي أدركت حديثا أهمية الإرشاد النفسي في المؤسسة التربوية حيث عملت على استحداث مناصب متخصصة في العمل الإرشادي بمؤسسات التعليم الثانوي تحت اسم مستشار التوجيه المدرسي والمهني أوكلت له مهمة المتابعة النفسية والإرشاد المدرسي للتلاميذ غير أن هذه المهمة في إطارها الحالي في نظر العديد من المهتمين بالعمل الإرشادي لم ترق إلى الهدف المنشود بسبب تشعب المهام المنوطة لهذه الفئة وافتقادها للأدوات والآليات الضرورية للعمل بالإضافة إلى اتساع رقعة نشاطات تدخلها في المؤسسات التربوية الجزائرية. مفهوم الإرشاد النفسي تعود البوادر الأولى لمفهوم الإرشاد النفسي إلى حركة التوجيه والإرشاد النفسي التي كانت أنشطتها مرتكزة في المجال المهني ثم امتدت خدماتها من المجال المهني إلى المجالات التربوية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ونظرية السمات والعوامل وقد تدعمت هذه الحركة بظهور حركة القياس النفسي وحركة الصحة العقلية وحركة دراسة الطفل لتضيف دعامة جديدة لحركة التوجيه والإرشاد النفسي في مجاليها المهني والتربوي وبعيدا عن متاهات المفاهيم والتعاريف التي صاغها الرواد الأوائل في علم النفس الإرشادي والعيادي وكذا الممارسين المهنيين نجد أن جميعها تشترك في جوهر واحد مشترك بينهما هو أن الإرشاد النفسي عبارة عن علاقة بين شخصين أحدهما يحتاج إلى مساعدة لحل مشكلاته التي يعاني منها ويسمى هذا الشخص مسترشدا أما الشخص الآخر فيقدم له هذه المساعدة التي يحتاج إليها على أسس علمية ومهنية مدروسة. تحقيق التوافق للفرد يهدف الإرشاد النفسي إلى مساعدة الفرد في تحقيق ذاته بحيث يستطيع شعور بالرضا وبالدوافع التي توجه سلوكه ونتيجة لوجود دافع تحقيق الذات فإن للفرد استعداد دائما لتنمية معرفة ذاته من خلال فهم استعداداته وإمكاناته وتوجيه ذاته بنفسه بذكاء وفي حدود المعايير الاجتماعية ويعني ذلك هو إحداث توازن بين الفرد وبيئته وذلك بإشباع حاجاته ومتطلبات بيئته في مجالات عدة التي تتمثل أساسا في التوافق الشخصي وذلك بإتباع الحاجات الداخلية العضوية الفطرية الموافقة لمتطلبات النمو ومساعدة الفرد على اختيار أفضل وانسب التخصصات الدراسية في ضوء استعداداته وميولاته. مجالات الإرشاد النفسي تمثل المؤسسة التربوية المجال الأوسع لممارسة الإرشاد النفسي باعتبارها المؤسسة الموكلة اجتماعيا لتربية الأفراد تربية صالحة وسليمة جسميا ونفسيا فهو بذلك يعتبر عملية حيوية يتعلم فيها الفرد عن طريق إرشاد وتوجيه المربي كيفية تحقيق التوافق النفسي لديه بجعله مستعد لمواجهة وحل المشكلات المدرسية المختلفة من خلال ما توفره المناهج الدراسية التي تهتم بحاجات التلاميذ والمجتمع معا ضمن موادها الدراسية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمجالات الإرشاد مثل العلوم الإنسانية والاجتماعية وهو عملية مساعدة الفرد في اختيار مهنته بما يتلاءم مع استعداداته وقدراته وميولاته وظروفه الأسرية والاجتماعية والصحية وحاجات سوق العمل وبالتالي فإن الإرشاد المهني يعد عملية مهمة في معالجة المشكلات المهنية سواء ما تعلق بمشكلات الاختيار والإعداد المهني أو الالتحاق بالمهنة وهو بذلك يحقق للفرد تربية مهنية تمكنه من التكيف ومواجهة مختلف المشاكل التي يصادفها في عمله.