وضعت وزارة التربية بداية هذا الموسم مخططا هاما لتجسيد الإرشاد المدرسي في مرحلة التعليم المتوسط، وذلك لفائدة التلاميذ وحمايتهم من سن المراهقة عن طريق التكفل الصحي والنفسي بهم، والذي لا يقتصر فقط على هذه الفئة فحتى تلاميذ الطور الابتدائي والتحضيري معنيون بالتكفل وذلك لتسهيل تقبلهم لعالم المدرسة. ويقوم الإرشاد المدرسي على محورين هامين هما الإعلام المدرسي والمهني والمتابعة والمرافقة النفسية والسلوكية للتلميذ حيث يتولى المهمة المربون والمعلمون ومستشارو التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني في المؤسسات المدرسية وفي المراكز المتخصصة، حيث يهدف هذا المشروع إلى تزويد التلميذ بمعلومات عن مختلف المسارات المدرسية والمهنية المتوفرة في المحيط الإجتماعي والاقتصادي وإلى مساعدة كل تلميذ على تحضير توجيهه وفقا لاستعداداته وقدراته ورغباته ومتطلبات المجتمع. وتتطلب الحياة الدراسية المراقبة المستمرة للتلاميذ سواء في المحيط الأسري أو المدرسي، من خلال مراقبة تصرفاته داخل الأسرة وخارجها ومنعه عن مرافقة أصدقاء السوء وحثه على مشاهدة البرامج التي تتوافق وسنه، لأن المراهقة هي الشبه الذي يهدد الطفل ما لم يتم التحكم فيها وتوجيهها، ويهدف التكفل النفسي أيضا إلى إعطاء التلميذ شخصية سوية تساعده على التكيف مع محيطه المدرسي الجديد وعلى التحصيل الدراسي الجيد وتنمية تربية الاختيارات لديه. ويعد الإرشاد المدرسي والمهني خدمة تقدمها المؤسسة لنفسها أولا ومن ثم للأسرة والمجتمع، وهي قد تكون نفسية وتربوية فردية وجماعية، ويهدف إلى المحافظة على كيان المجتمع وجعله سليما وناميا وقويا، وهو يتجه إلى التلميذ يهدف المحافظة على كيانه وشخصيته من خلال توفير له كل الظروف المؤدية إلى نموه ونضجه وتكيفه مع الحياة المدرسية أو المهنية. ويعني الإرشاد الجماعة (الإطار التربوي) التي من شأنها تقديم معلومات عن الدراسات المتوفرة وشروط الالتحاق بها ومدة الدراسة وصعوباتها ومآل الخريجين منها إضافة إلى أنه يساعد التلاميذ على اكتشاف قدراتهم وميولهم المهنية في حالة عدم رغبتهم في مواصلة الدراسة، ولضمان استمرارية العملية الإرشادية في عملية التعليم المتوسط أنشأت الوزارة الوصية لجنة الإرشاد والمتابعة في كل متوسطة يشرف عليها وينسق بين أعضائها مستشار التوجيه والإرشاد بالمقاطعة التربوية. وتقول "ف.ركيبة" مختصة في علم النفس للاتحاد أنه يجب التكفل النفسي بهذه الفئة عن طريق الكشف الأولي والتعرف على الحالة لمعرفة أسبابها ودوافعها، مضيفة أنه يتم عبر المؤسسات التحدث للتلاميذ للكشف عن خباياهم ومن ثم معالجة الحالة بطريقة ذكية، قائلة أنه مرت عليها سابقا حالة تلميذ كان في بداية تعاطيه للمخدرات فاقترحت عليه انجاز بحث حولها (المخدرات)، ولما قام به توصل في نهاية المطاف إلى الإقلاع عن تناول هذه السموم.