أسدل الستار مساء أوّل أمس بدائرة الفرارة في ولاية غرداية، على فعاليات تظاهرة "عيد أحباس" في نسخته الرّابعة وتسهر على تنظيمه جمعية إحياء التراث وحماية الآثار، حيث شهد حفل الاختتام تكريم المشاركين وتقديم عروض مسرحية تبرز قيمة الموروث المادي وغيره من طرف فرقة عمر باجو للمسرح والفكاهة وهذا بحضور جمع غفير من الشباب· وعلى مدار يومين نظّمت مسيرة استعراضية بساحة "إينورار" فلكلورية وأخرى حول المنتوج التقليدي للمنطقة بمشاركة جمعيات الأحياء والأفواج الكشفية، بالإضافة إلى الفروسية التي زادت رونقا لهذه التظاهرة الثقافية وتميّزت بها خلافا عمّا سبق من الطبعات، وإلى جانب هذا تمّ تنظيم مسابقة أحسن لباس تقليدي للأطفال الصغار الذين فسح لهم المجال للمشاركة· وعلاوة على ذلك، تمّ تنسيق معرض متنوّع يضمّ في أجنحته صور قديمة لقصر القرارة ونظم الري التقليدية وكيفية المحافظة عليها بالصور والأرقام، كما تمّ أيضا عرض فيلم وثائقي يحمل عنون "أضواء ميزاب" لصاحبه كلود بافار· الدكتور أحمد بيوض وفي كلمته أشار إلى أن قوّة وأمن الشعوب تكمن في مقدرتها على التحكّم في المياه مبرزا قيمة هذه الأخيرة، موضّحا أن الصحراء الجزائرية غنية بمصادر المياه لكنها تعرّضت للإهمال وهذا ما تعرفه الآبار التقليدية في بعض مناطق سهل وادي ميزاب· الأستاذ عبد اللّه حريز المشرف العام على التظاهرة وحسب تصريح ل "أخباراليوم" ألحّ على ضرورة الحفاظ على مصادر المياه المتواجدة في الجزائر عموما وهذا ما يهدفه عيد أحباس، كما يناشد الجهات المعنية والسلطات الرّسمية العليا في البلاد بحماية الآثار ودعم الجمعيات التي تبذل جهدها في إحياء تراث الجزائر واستعادة العادات والتقاليد الضائعة، والتي افتقدها شباب الحضارة والعولمة· وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة كبيرة من الشباب قامت بحملة تنظيف واسعة لمجرى وادي زفرير على الطريقة التقليدية بطهي وجبة "إوزان" بإيقاعات الزرنة والبارود، وهذا النّشاط يندرج ضمن نشاطات عيد أحباس·