ق. حنان تنصح الكثير من الجدات والأمهات بضرورة تجنب شمس الربيع، فهي على دفئها وجمالها، لا تخلو من مخاطر عديدة ، اثبت العلم صحتها اليوم، فشمس الربيع، تماما ك شمس فصل الصيف، يمكن أن تشكل الكثير من الأضرار على صحة الإنسان، على عكس ما قد يعتقده الكثيرون، ولذلك فإننا غالبا ما نقابل بنصائح كثيرة من جداتنا وامتهانا حول هذا الموضوع بالذات، وكذا ضرورة وأهمية التعرض لها بالحد المعقول وفي أوقات معينة، لا تكون فيها أشعة الشمس في ذروتها. وحسب الأخصائيين فان الشمس تبقى شمسا في كل الفصول ومخاطرها تبقى قائمة في كل الفصول دون استثناء والخطر هنا يكمن في التعرض إلى أشعتها لمدة طويلة. ويتزايد ضرر أشعة الشمس في فترة الظهيرة التي تزيد فيها الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تقل حدتها بعد هذه الفترة من النهار. ويكمن الضرر في الأشعة فوق البنفسجية بكونها تخترق الطبقة الخارجية للجلد والمسماة بالأدمة وهي التي تسبب حروق الشمس وتكون بعض أنواع السرطان الجلدي وهي تساهم أيضا في شيخوخة الجلد المبكرة. وتتسبب الأشعة الضارة أيضا في العديد من الأضرار للجلد، كالنمش والكلف والاسمرار والأورام الحميدة والخبيثة. وتعد بشرة الأطفال الأكثر عرضة للتأثر بأشعة الشمس مقارنة مع البالغين لأن بشرة الأطفال تتميز برقتها ونعومتها، وتختلف التأثيرات التي تتسبب فيها أشعة الشمس على الجلد تبعا لوقت التعرض إذ يتركز التأثير المؤذي للأشعة فوق النفسجية، من فترة الظهيرة إلى الساعة الثالثة من بعد الظهر في حين يقل تأثيرها بعد الرابعة عصرا. كما أن التعرض المتكرر لأشعة الشمس يرتبط بصورة مباشرة بالشيخوخة المبكرة المرتبطة بأعراض ترهل الجلد وخشونته وظهور التجاعيد والبقع البنية على الوجه وظهر اليدين، وتوسع الأوعية الدموية. ويتفاوت أيضا مدى التأثر بمضار أشعة الشمس تبعا لنوعية الجلد حيث ان أصحاب البشرة الفاتحة أكثر قابلية للتأثر بأشعة الشمس من أصحاب البشرة السمراء. وللحيلولة دون حدوث بعض هذه المخاطر ينصح الأخصائي بعدم المبالغة في التعرض لأشعة الشمس في أوقات ذروتها خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والعمل على التمتع بشمس الربيع في أوقات الشروق والغروب، عندما تكون أشعة الشمس غير ضارة وصحية. وفي هذا السياق، أشارت دراسات طبية إلى أن الغيوم لا تحمي سوى 20٪ من أشعة الشمس فوق البنفسجية، ممّا يعني أن 80٪ منها تصل إلى الجسم وتؤذيه. وأشار الخبراء إلى أن تعرض الجسم لأشعة الشمس قد يتعارض مع الأدوية التي يتناولها البعض مثل المضادات الحيوية التي تزيد حساسية الجسم للشمس وتجعل الجلد أكثر عرضة للاحتراق. ونصحت هذه الدراسات باستخدام كريمات الشمس المناسبة لحماية الجلد، وخاصة تلك التي تمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية قبل الخروج بحوالي نصف ساعة، وارتداء الملابس المناسبة المصنوعة من القطن، واستعمال القبعات التي تغطي الوجه والرقبة، واستعمال نظارات شمسية لحماية العينين.