يحلم الكثير من الوافدين والمترددين على الشواطئ من الذكور والإناث بالحصول على بشرة سمراء بالمقام الأول، وتبذل الكثير من الفتيات كل ما في وسعهن لأجل تحقيق هذه النتيجة في ظرف قياسي، خاصة لمن لديها أجندة مليئة بالأعراس، حيث تفضل أن تعرض اللون الأسمر المرتسم على جسمها خلال حفلات الزفاف وغيرها، نظرا لما يضفيه من جمال وتألق، وتتسابق الكثير من الفتيات على ذلك خلال الأعراس، ويعملن لأجل تحقيق هذه الغاية على التوجه إلى الشواطئ طيلة الأيام أو الأسبوع الذي يسبق العرس، مفضلات البقاء تحت أشعة الشمس، أو داخل مياه البحر، واستعمال مختلف أنواع الكريمات والبرونزاج والمواد التي من شأنها أن تكسبهم ذلك اللون الرائع دون الانتباه إلى المخاطر الكبيرة التي يمكن أن يشكلها ذلك، ودون أن يعلمن أيضا أن البرونزاج وإن كان يمنح المتعة والجمال والتألق، فهو قد يعرضهن للعديد من الإصابات والنتائج التي لم تخطر لهن على بال. ولأجل تفادي كافة الأخطار المحدقة بعشاق البرونزاج على شواطئ البحر، ينصح المختصون وأطباء الجلد بالتعرض التدريجي للشمس خاصة لما لها من إيجابيات على صحة الإنسان، إلا أن التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات معينة قد يساعد على ظهور بعض الأمراض الجلدية، إذ أنه يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تكون ذات تأثير مباشر وخطير على الجلد، حيث أنها قد تتفاعل مع بقايا مواد كيماوية على سطح الجلد مثل العطور والصابون وبقايا المنظفات في الملابس وعندئذ تتكون مواد نشطة تسبب التهاب الجلد. كما أن التعرض إلى أشعة الشمس في أوقات الذروة، أي من العاشرة صباحا إلى الرابعة عصرا، يؤدي إلى حدوث الحساسية الضوئية والطفح الحراري، بالإضافة إلى تنشيط الأمراض الجلدية التي تشتد حدتها بأشعة الشمس مثل: الذئبة الحمراء والحساسية الناتجة عن العطور بعد التعرض لأشعة الشمس. كما يؤكد معظم الأخصائيين أن أشعة الشمس فوق البنفسجية تستطيع اختراق سطح الماء لعمق 60 سم، بمعنى أنه لا أمان للأطفال الذين يقضون ساعات طويلة بالماء حتى ولو كانت أجسامهم مغمورة داخل الماء، لأن ذلك لا يحميهم من آثار التعرض لأشعة الشمس كما لو كانوا فوق سطح الماء، وذلك يؤكد ضرورة الالتزام بتجنب أوقات الذروة عند التعرض لأشعة الشمس، ولا حتى الاعتقاد بأن البقاء داخل مياه البحر قد يكون آمنا لأن التعرض المستمر لأشعة الشمس على مدار اليوم الذي يقضيه المصطاف في الشاطئ يؤدي إلى تلقيه جرعات مضاعفة من الإشعاع من الشمس مباشرة وإشعاع منعكس من على سطح الماء، ومن سطح رمال الشاطئ على جسده، مما يسبب رصيداً تراكمياً من الإشعاع المدمر للمادة الوراثية في الخلايا والتي قد يحولها بعد سنوات طويلة إلى خلايا سرطانية بالجلد يجب تفادي التعرض للشمس في أوقات ذروتها ما بين الساعة 11 صباحاً والرابعة بعد الظهر. وعليه يشير المختصون إلى ضرورة تفادي التعرض للشمس مطولاً في وضعية واحدة، بل يجب التقلب بين دقائق وأخرى لتجنب الحروق الجلدية والأمراض الداخلية كالإسهال والتقيؤ وارتفاع درجات الحرارة وغيرها، بالإضافة إلى اختيار كريمات وقاية من الشمس تكون فعالة وصحية واستخدامها كل ساعتين قبل النزول إلى الشاطئ، وعند اشتداد درجات الحرارة بالإضافة إلى ارتداء القبعات والاحتماء بالمظلات، في الساعات التي تبلغ فيها أشعة الشمس ذروتها وارتداء النظارات الشمسية والانتباه فوق كل ذلك إلى الأطفال باعتبارهم أكثر عرضة لمخاطر ضربات الشمس، وتشديد جميع إجراءات الوقاية بالنسبة إليهم، كما يجب أن يعلم الجميع أن اللون الجميل الذي يكتسبه الجلد بسبب البرونزاج ليس دائما دليل صحة وجمال، بقدر ما قد يكون إشارة إنذار على تعرض الجسم لحروق وإصابات يمكن أن تتحول إلى إصابات خطرة مستقبلا.