دعوات إلى تعزيز الاستثمار في الطاقات المتجددة ** * تصدير الطاقة الحرارية الشمسية يمكن أن يدّر عشرات المليارات من الدولارات ب. لمجد دعا العديد من الخبراء بالجزائر العاصمة إلى تعزيز خطوة الحكومة في تطوير الطاقات المتجددة من أجل ضمان المزيج الطاقوي في البلد مشيرين إلى أن الاستثمارات في هذا المجال تبقى هامشية علما أن الإمكانيات الشمسية للجزائر تغطي احتياج العالم للكهرباء 10 مرات وتصدير الطاقة الحرارية الشمسية يمكن أن يدّر على خزينة الجزائر عشرات المليارات من الدولارات. وعبر هؤلاء الخبراء عن وجهات نظرهم خلال ندوة حول الأمن الطاقوي والطاقات المتجددة نظمت في إطار اليوم الأول للملتقى الدولي الأول حول الطاقات المتجددة والأمن الطاقوي والغذائي -الذي ينعقد من 1 إلى 3 أفريل الجاري أي يُختتم اليوم الثلاثاء. وفي هذا الإطار قال البروفيسور والمدير العام السابق للجماعات المحلية عز الدين بلقاسم أن الانتقال الطاقوي تستلزم أن تعطى أولوية قوية لتثمين الموارد المحلية خصوصا وأنه حتى الآن يسجل تأخر مقارنة بالدول الأخرى في التسيير المركزي للطاقة ذات القيمة المضافة. وحسب المتحدث يجب معرفة كيفية جعل التسيير غير مركزي بصفة تدريجية ومنه جعل الجماعات المحلية مسؤولة عن التوازن الطاقوي في إقليمها. أما بالنسبة للخبيرة المعتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي السيدة عائشة أدامو فقالت أن الاستثمارات في هذا المجال تبقى هامشية في الجزائر مقارنة بالقدرات التي يحوزها البلد والأهداف المسطرة في البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة ومع ما يتم القيام به في العالم. وعلى سبيل المثال قالت أنه في 2017 تم استثمار أكثر من 387 مليار دولار في العالم أي 7.000 تيراوات- ساعي من القدرات المنجزة التي تمخض عنها 10 ملايين منصب عمل. لكن حسبها تراجع ثمن الصفائح الشمسية في إفريقيا بنحو 62 بالمائة في 2012 بنزعة تراجية بنحو 59 بالمائة في السنوات القادمة. وفي الجزائر تبقى الاستثمارات في الطاقات المتجددة هامشية جدا مقارنة بالأهداف المسطرة في البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة -حسبها-. وبحسبها فإن نسبة الإدماج الوطني في الطاقات المتجددة لا تتعدى 2 بالمائة. وبالنسبة للباحث مسعود بوعامر الطاقة تمثل تحدي صعب في قلب الاقتصاديات الكبيرة. ومع ذلك تتمتع الجزائر بإمكانيات ملحوظة في مجال الطاقة الشمسية الأعلى في العالم مخزونات غير قابلة للقياس من خام السيليكا ومواد أخرى مجموعة من المهارات متعددة التخصصات تواجه معضلة التنمية الاقتصادية في سياق حرج لتراجع عائداتها من المحروقات يرى المتحدث. وحسب هذا الخبير الجزائر عليها أن تسعى إلى تحديد وبصفة استعجالية الرؤية الاستراتيجية وورقة طريق دقيقة في قطاع حساس على غرار قطاع الفلاحة والشروع بعزم في مرحلة العمل. من جانب آخر أوضح المستشار الدولي في الطاقة السيد توفيق حسني أن الخليط الطاقوي يجب أن يكون الضامن للأمن الجزائري سواء على مستوى مخطط الاستشراف أو مخطط الاستقلال الطاقوي. وأضاف أن إمكانيات الطاقة الشمسية الحرارية للجزائر تمثل 10 مرات الاستهلاك العالمي من الطاقة الكهربائية. وحسبه فإن تصدير هذه الكهرباء يمكن أن يجلب للبلاد عشرات المليارات من الدولارات. من جانبه شرح المدير العام لمركز تطوير الطاقات المتجددة السيد نور الدين ياسع أن الطاقات المتجددة تتموقع في قلب السياسة الطاقوية والاقتصادية المنفذة من طرف الجزائر. وحسب المصدر نفسه فإن تعميمها يضمن الاستقلالية الطاقوية للبلاد ويولد في أعقابها ديناميكية للتطوير الاقتصادي عبر غرس الصناعات المنشأة للثروة والشغل. أما بالنسبة للخبير الدولي في الاقتصاد السيد عبد الرحمان مبتول فقد دعا إلى الإنعاش الاقتصادي الوطني يتعلق خاصة بالسلم الاجتماعي وإرادة سياسية للتوجه نحو اقتصاد السوق لغرض اجتماعي وتنظيم صارم للدولة من أجل تجنب تحويلات الأقساط لصالح الأقليات واستقرار الإطار الكلي الاقتصادي والمالي. ورجح هذا البروفيسور أن الجزائر ينبغي أن تكون مطلعة على الأسعار العالمية للغاز التي تمثل أزيد من 33 في المائة من إيرادات سوناطراك وفي العقود متوسطة وطويلة المدى المنتهية بين 2018 و2019. وبالتالي فإن الحاجة ملحة -حسبه- لجذب الاستثمارات والإمكانات الوطنية والأجنبية عبر تطبيق قانون المحروقات لسنة 2013 ومن جهة أخرى الاعتماد على الطاقات المتجددة. من جانب آخر تطرق نفس الخبير إلى أهمية السياسة الجديدة في التشغيل بالتركيز على الطرق الجديدة في التكوين.