أوصى ممثلو الحكومة و خبراء وطنيون و أجانب يوم السبت بالجزائر بضرورة تجسيد الانتقال الطاقوي بالجزائر المتمثل في المرور من إنتاج يعول أساسا على الطاقات الاحفورية إلى إنتاج هجين من الموارد الاحفورية و المتجددة من خلال توفير أفضل الشروط لتحقيق النجاعة الطاقوية. و أكد وزير الطاقة السيد نور الدين بوطرفة خلال ندوة دولية حول " الانتقال الطاقوي في إفريقيا: بين التحديات الاقتصادية و الرهانات البيئية": بأن تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة و النجاعة الطاقوية يشكل "الضمان" الوحيد لنمو مستدام و متوازن سيسمح بتوزيع مواردنا و تحقيق أهداف التنمية المسطرة". و أوضح الممثل عن وزارة الموارد المائية و البيئة السيد طاهر طلبة أن الجزائر عازمة كل العزم على الانتقال من نظام طاقوي يعتمد على الطاقات التقليدية إلى نظام يعتمد على باقة طاقوية متنوعة معتبرا أن مكافحة الفقر و نجاح الانتقال الطاقوي يشكلان التحديات الضخمة التي تواجه القارة الإفريقية في طريق نهضتها. و من جهته دعا رئيس لجنة تنظيم الملتقى السيد فاروق موكاح إلى 'انتقال طاقوي نظامي" لمواجهة نفاذ الطاقات الاحفورية مضيفا انه لم يعد هنالك مجال للارتجال". و في ذات السياق قدم الخبير الطاقوي الدولي توفيق حسني للمشاركين ملامح نمط طاقوي هجين يعتمد على استعمال الطاقة الكهروضوئية و الطاقة الشمسية الحرارية و الغاز المحترق. و يتوقع الخبير استنادا لهذا المشروع إنتاج 000 11 ميغاواط من الطاقة الكهروضوئية في آفاق 2040 وإنتاج 000 33 ميغاواط من الطاقة الشمسية الحرارية. و استطرد يقول أن "برنامج كهذا يعتبر واقعي و يسمح لنا بتجاوز معدل ال50% من إنتاج الكهرباء من طاقات متجددة في آفاق 2030 مذكرا بان البرنامج الوطني للطاقات المتجددة يتوقع إنتاج 27% من إجمالي إنتاج الكهرباء في آفاق 2030 . ويرمي البرنامج الوطني المحين لتطوير الطاقات المتجددة الذي صادق عليه مجلس الوزراء في مايو 2015, لانتاج 22 جيغاواط من الكهرباء من مصادر متجددة بغضون 2030 موجهة للسوق المحلي و أكثر من 10 جيغاواط إضافية مخصصة للتصدير. و سيكون نشر الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح على نطاق واسع مرفوقا على المدى المتوسط بإنتاج الطاقة الشمسية الحرارية مع إدماج الطاقات العضوية والحرارية والتوليد المشترك. وبالتالي, فإن الطاقات المتجددة ستمثل ما يعادل 27% من الإنتاج الإجمالي من الكهرباء في 2030 وضعف الطاقة الحالية للحظيرة الوطنية لإنتاج الكهرباء. وإذا تأسف لكون البرنامج الوطني الحالي "يقصي" حسبه الطاقة الشمسية الحرارية بإنتاج مرتقب لا يتعدى 2.000 ميغاواط قال الخبير أن توليد الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة يبقى سوقا مربحا لاسيما وان تكاليف الإنتاج في محطات الطاقة الشمسية الحرارية عرفت تراجعا محسوسا في السنوات الأخيرة. أما المستشار الدولي وممثل اللجنة الحكومية لخبراء الأممالمتحدة فاعتبر أن الجزائر تتمتع بالقدرات لتصبح أول منتج عالمي للكهرباء الشمسية لتمون افريقيا و أوروبا داعيا إلى شراكة طاقوية بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي لتمويل هذا الانتقال. من جهته أشار أستاذ بجامعة ليل 1 (فرنسا) عصام شحرور إلى أن المدينة تمثل ما معدله 70 % من النشاط الاقتصادي و 701 % من الطاقة المستهلكة و 75 % من الطاقة الكهربائية المستهلكة و 80 % من انبعاثات الغازات الدفيئة ومن هنا تكمن حسبه أهمية التركيز على المدينة لإنجاح الانتقال الطاقوي. وذكر المحاضر بان موارد الطاقة الاحفورية صارت محدودة أكثر فأكثر في العالم. وقال بأن ال 688 مليار برميل من احتياطات النفط ستنضب في غضون 50 سنة و ال 892 مليار طن من احتياطات الفحم ستنضب كذلك في غضون 110 إلى 120 سنة وكذلك الأمر بالنسبة ل 185.700 مليار م3 من الغاز في غضون 50 إلى 60 سنة. وأوضح أن الانتقال الطاقوي في العالم و إفريقيا هو أكثر من ضرورة و لإنجاحه يجب تقليص استهلاك الطاقة الاحفورية و حصة الطاقة النووية وزيادة حصة الطاقات المتجددة و تحسين كفاءة الأنظمة الطاقوية.