منظمات دولية تحذر من كارثة كبرى ** تغرق اليمن اليوم في أزمة كبرى تسببت فيها الحرب الطاحنة التي أفرزت الكثير من الماسي فقائمة الضحايا دوما مفتوحة من خلال القتل ومن خلال الجوع الذي تحول إلى قاتل مأجور يطارد أطفال اليمن ! ق.د/وكالات قال مسؤول أممي إن هناك أطفال يمنيين تتهددهم المجاعة وهم في أحضان أمهاتهم العاجزات في إشارة إلى الوضع الإنساني المتفاقم الذي وصلت إليه البلاد بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب. جاء ذلك في تصريح لممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا حسبما نقل عنه الموقع الإلكتروني للمنظمة أمس الثلاثاء. وذكر الموقع في تقرير للصحة العالمية إن زاغاريا قام مؤخرا بزيارة لأربع مديريات في محافظة حجة اليمنية (شمال غرب) الموبوءة بالفقر والأمراض القاتلة . وهدفت الزيارة إلى مناقشة الاحتياجات الصحية العاجلة مع السلطات الصحية المحلية وتعزيز الشراكة وتوسيع نطاق دعم منظمة الصحة العالمية للسكان في المناطق النائية حسب التقرير. وأوضح المسؤول الأممي قائلا: السكان هنا يصارعون من أجل الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية . وأضاف نتيجة لذلك ترتفع معدلات سوء التغذية في هذه المناطق المهملة من البلد . وتابع تأثرتُ بمعاناة الأطفال الذين تتهددهم المجاعة وهم في أحضان أمهاتهم العاجزات . ومضى بالقول حِجة واحدة من المناطق النائية العديدة في اليمن ما يخلق صعوبة في الوصول للسكان الأشد تأثرا . وأردف لحل هذه المشكلة نعمل على تحقيق اللامركزية في مسألة علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات طبية وذلك في المراكز الصحية القريبة من المجتمعات المتأثرة . ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية ملتزمة بتعزيز خدمات الرعاية الصحية على مستوى المديريات لتمكين السكان من الوصول لهذه الخدمات بغض النظر عن مناطق تواجدهم . وقال المسؤول الأممي حتى في أوقات الصراع الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان.. لا ينبغي لأحد أن يفقد حياته بسبب عدم قدرته للوصول لخدمات الرعاية الصحية أو عدم استطاعته تحمل تكاليف المواصلات لأقرب مرفق صحي . وحسب التقرير أسست منظمة الصحة العالمية في أوت 2016 مكتبها في محافظة الحديدة (غرب) لتعزيز تدخلاتها فيها في المحافظات المجاورة بما فيها حِجة. وأوضح أنه منذ ذلك أسست المنظمة أربعة مراكز لعلاج حالات الإسهال و14 زاوية لعلاج الجفاف من خلال الإرواء الفموي لمكافحة انتشار الكوليرا والإسهال المائي الحاد في المحافظة . وذكر التقرير أنه في اليمن يحتاج حوالي 16.4 مليون شخص لخدمات الرعاية الصحية بصورة ماسة . الصليب الأحمر : المجتمع اليمني ينحدر نحو الموت من جهتها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الثلاثاء أن المجتمع اليمني ينحدر نحو الموت البطيء بسبب المجاعة المتفشية. وأشارت المنظمة في بيان لها يجتمع اليوم في جنيف قادة الحكومات لحضور مؤتمرالمانحين من أجل اليمن في الوقت الذي مرت ثلاثة أعوام على اندلاع الحرب التي جعلت حياة السكان بائسة بشكل يعجز عنه الوصف بسبب طريقة إدارة النزاع في البلاد . وأضافت ظلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأعوام تناشد الأطراف المتحاربة ألا تلحق بالمدنيين أضرارًا خطيرة أثناء انخراطها في القتال لكن لم يكتب النجاح لهذه المساعي . ونقل البيان عن المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية روبرت مارديني قوله إنه يمكن أن ينحسر هذا الوضع البائس الذي تئن العائلات تحت وطأته وأن تقل معدلات انتشار الأمراض وسوء التغذية ووفيات المدنيين إذا تحقق الالتزام بأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني . وأوضح أنه يمكن إحراز تقدم. حيث استطاعت اللجنة الدولية زيارة محتجزين جرّاء النزاع لدى كلا الجانبين بعد إبرام اتفاقيات جديدة . وأردف رغم أنه لا زال أمامنا الكثير لكن هذه الخطوة الإيجابية تُبين أن أطراف النزاع يستطيعون التوصل إلى سبل للوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني . ولفت البيان إلى أن المنظمة أوفدت فرقًا جراحية متخصصة إلى مستشفيين على كلا جانبي خط المواجهة في محافظتي عدن (جنوب) وصعدة (شمال) لتوفير خدمات إنقاذ الحياة لعلاج جرحى الحرب والمصابين بصدمات وبلغ إجمالي عدد من تلقوا علاجًا في المرفقين خلال 2017 قرابة 140 ألف شخص . وبدأت بالأمس أعمال مؤتمر إنساني يعقد في جنيف السويسرية برعاية الأممالمتحدة بهدف جمع تبرعات من المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن. يشار إلى أنه في نهاية جانفي 2017 وجهت الأممالمتحدة نداء للمانحين لتوفير نحو 3 مليار دولار من أجل مساعدة أكثر من 13 مليون يمني ضمن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2018. ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام تشهد اليمن حربًا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين من جهة أخرى خلفت أوضاعا إنسانية صعبة للغاية.