هدَّدَت المملكة العربية السعوديَّة بسحب دبلوماسييها من طهران، إذا لم تقم السلطات الإيرانية بتحسين مستوى حمايتهم، متهمة إيران بما وصفته ب "التدخل السافر" في شؤون المنطقة، والعمل على تصدير "الثورة الإيرانيَّة". وشدد وكيل وزارة الخارجيَّة السعودي للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد الكبير للصحفيين على رفض السعودية الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية في إيران، مهددًا بإجراءات أخرى، وقال: "ستكون هناك إجراءاتٌ أخرى لو تكررت الاعتداءات، وأتمنى ألا تضطرَّ الرياض لسحب بعثاتها الدبلوماسية في حال تكررت الاعتداءات عليها من أي طرف في إيران". وانتقد الأمير تُركي في ندوة بعنوان "المملكة والعالم... رؤية استراتيجيَّة للمستقبل" عقدت في الرياض أمس، على هامش مهرجان "الجنادرية 26"، الممارسات الإيرانية في المنطقة، خصوصًا ما أسماه "التدخلات الفارسيَّة السافرة في شؤون الدول العربية"، متهمًا إيران بالعمل على تصدير "الثورة" إلى الدول المجاورة. وزعم أن "إيران تسعى للسيطرة على الدول المجاورة من خلال محاولة إذكائها للطائفيَّة في العالم العربي والإسلامي، وهو الأمر الذي لم يكن موجودًا قبل وصول الخميني للحكم" واتَّهم إيران ب"محاولات تصدير مفهوم الثورة للدول المجاورة عبر استغلالها للطائفيَّة واتخاذها مطيَّة لتحقيق أهداف سياسيَّة". وأوضح أن ما حصل في البحرين من مطالبات شعبيَّة "كان سيكون إيجابيًّا لولا التدخلات الخارجية، إذ بدأت بمطالب ولكن حدث تغيّر مفاجئ في المواقف، وارتفع سقف المطالب من خلال المطالبة بإزالة الحكومة وإنشاء الجمهورية الإسلاميَّة"، وهنا برّر تركي غزو قوات بلاده للبحرين وقمعها للشعب البحريني التواق إلى الحرية والديمقراطية ورأى في ذلك "حق" لبلده، وليس "تدخلا سافرا" حيث تساءل: "أليس من حقنا الوقوف أمام هذا التدهور، خصوصًا أن أمن واستقرار دول الخليج هو خط أحمر لنا في السعودية، ولن نقبل بأي حال من الأحوال التعرّض لها من إيران وغيرها؟". وحذّر الأمير تركي بن محمد، من المساعي الإيرانيَّة لتطوير مفاعلاتها النووية، و"مما قد يسببه وجود أحد المفاعلات النووية الإيرانية بالقرب من منطقة الخليج" وأضاف: "نسعى إلى أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وليس من مصلحتنا أن يكون هناك تسابق على هذا السلاح المدمّر، فلا توجد دولة تقبل أن تكون مهددة، ومن حقها اتخاذ الإجراءات لحماية مصالحها وأمنها وشعبها؟" دون أن يفصح عن طبيعة هذه "الاجراءات لحماية أمنها" وا إذا كانت تشمل التآمر مع أمريكا وإسرائيل وتسهيل ضرب المفاعلات النووية الايرانية عبر مرور طائراتهما بالأجواء السعودية. ومقابل هذا التحامل على المشروع النووي الإيراني السلمي، فضل الأمير تركي السكوت تماماً عن السلاح النووي الإسرائيلي حيث تملك إسرائيل أكثر من 300 رأس نووي بإمكانها تدمير كل المدن السعودية وإبادة سكانها.