المفكر مصطفى شريف يؤكد: للجزائر دور ريادي في الدفاع عن القيّم الإنسانية نورية جعفر: الجزائر حريصة على إحلال ثقافة السلام بين الشعوب أكد المفكر مصطفى شريف أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن الجزائر لها دور ريادي في الدفاع عن القيم الإنسانية في إطار حوار الحضارات تستمده من مبادئها ومرجعيتها الدينية والتاريخية ومن استراتيجيتها التي رسم معالمها رئيس الجمهورية. وقال السيد مصطفى شريف في محاضرة ألقاها بمقر مجلس الأمة تحت عنوان حوار الحضارات والعلاقات الدولية بحضور رئيس المجلس عبد القادر بن صالح ووزير الاتصال جمال كعوان ووزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة إلى جانب عدد من الباحثين أن الجزائر لها دور ريادي في الدفاع عن القيم الإنسانية في إطار حوار الحضارات تستمده من مبادئها ومرجعيتها الدينية والتاريخية ومن استراتيجيتها التي رسم معالمها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي تناضل من خلالها لإرساء حوار الحضارات والمساهمة في إحلال السلام العالمي بالموازاة مع محاربتها لكل أشكال التطرف . وبعد أن انتقد مؤسّسي الدعاية المغرضة لصدام الحضارات اعتبر الوزير والسفير السابق أن الذي يزعج أصحاب هذه الدعاية المغرضة حاليا هو أن النموذج الجزائري في الحوار مع الآخر يرتكز على مبدأ صالح لكل زمان ومكان وهو الوسطية التي تقاوم كل أشكال التطرف . وهو المبدأ الذي دعت الجزائر إلى تحقيقه من خلال اعتماد يوم عالمي للعيش معا بسلام المصادف ل16 ماي والذي برهن مرة أخرى أن الجزائر تسعى للنهوض بالأخلاق في العلاقات الدولية . وأوضح أن النموذج الجزائري يتجلى في التمسك بثقافة الكرامة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدعوة إلى السلام وتغليب الحوار في معالجة الأزمات مضيفا أن الجزائر كانت دائما في طليعة المدافعين عن الصالح العام وكانت قبلة لأصحاب القضايا العادلة ودولة مصدرة للسلام وذلك من منطلق مرجعيتها الدينية التي تدعو إلى الدخول في السلم كافة ومن منطلق المبادئ التي أسسها الأمير عبد القادر وتم تكريسها في بيان أول نوفمبر وميثاق السلم والمصالحة الوطنية . وعلى هذا الأساس أكد المفكر أنه حان الوقت للتصدي ل انزلاقات قوى الغرب التي تنظر لصدام الحضارات وتتسبب في عولمة اللاأمن وذلك من خلال تغليب الحوار والعمل على مكافحة الأفكار المتطرفة سواء كانت إسلاموفوبية أو دينية متعصبة . وبعد أن أكد أن شروط تشييد الحضارة تتمثل في تحقيق أسس العقيدة والعقلانية والعدل اعتبر السيد مصطفى شريف أن العالم يعيش حاليا نهاية الحضارة لأن الحداثة لم تحقق هذه الأسس ولم تنتج حضارة منذ 5 قرون بسبب انزلاقات تاريخية كرست مفهوم الهيمنة عن طريق ظهور الاستعمار والنازية والفاشية.. . وقال المفكر أن العالم الإسلامي يظهر حاليا ك آخر مقاوم أمام انزلاقات الحداثة والإيديولوجيات الفاشلة حيث تسعى هذه الحداثة إلى فرض العلمانية والعقلانية والليبيرالية المتوحشة كشروط وحيدة للتحضر ورفض كل نوع آخر من الإبداع الإنساني. ويرى السيد مصطفى شريف أنه وسط هذا الصدام الذي افتعلته مراكز قرار تعمل بنظام الإزدواجية والكيل بمكيالين ينبغي نشر ثقافة العيش بسلام التي تناضل من أجلها الدبلوماسية الجزائرية بالإضافة إلى توفير شروط نجاح الحوار وفي مقدمتها عدم وضع أي شروط مسبقة للحوار . للإشارة استهلت المحاضرة بكلمة مقتضبة لنائبة رئيس مجلس الأمة نورية جعفر أكدت فيها أن الجزائر بتاريخها ودبلوماسيتها وقيادتها حريصة على إحلال ثقافة السلام والمصالحة والتقارب بين الشعوب مضيفة أنها بعد أن حققت ذلك بين أبنائها من خلال ميثاق السلم والمصالحة الوطنية تسعى الجزائر إلى تعميم قيم التسامح والعيش معا بسلام .