الجزائر في نظر البروفيسور مصطفى شريف، هي أمة الوسط، والأرض التي بموقعها الجغرافي وأبعادها الثقافية والحضارية، قادرة على تحقيق مشروع الوسطية. يرى الأستاذ شريف أن الشعب الجزائري يؤمن بالتعددية، ويتقبل الآخر الذي يخالفه في الدين والمعتقد، ويفضل المتحدث التعامل مع بعض الظواهر كحالات "استثنائية" لا يصح أن نقيس عليها حال دولة بأكلمها، وذلك في معرض إجاباته عن أسئلة عن أحداث العنف في غرداية وعلاقتها بالمذهب الإباضي والمالكي أو موجة التشيع في بعض الولايات أو التنصير... مصطفى شريف، الذي نال مصداقية عربية وعالمية في مجال مساعي حوار الحضارات والديانات، وصاحب جوائز تقديرية عدة آخرها جائزة اليونسكو لحوار الثقافات 2013، يتطرق في حواره مع "الجزائر نيوز" إلى مخلفات التعامل السيء مع الإسلام، ونتائج استعماله لأغراض سياسيوية، أو عندما يتعرض للتهميش وما ينجر عنه من تخلخل المجتمع. وخلافا لأطروحات غيره، يرى الأستاذ أن الجزائر رسميا لا تقصي الديانات الأخرى، كما لا يفصلها عن الحراك العالمي الذي يشدها بين ما أسماه ب "جاهليتين" يفرزهما الشرق والغرب معا. يتخذ مصطفى شريف مسار الأمير عبد القادر نموذجا إيجابيا للعمل في مجال الانفتاح على الآخر، قال إن نشاطه سمح له بالتقاء أكثر من شخصية من الشرق والغرب، أبرزها بابا الكنيسة العالمية وجاك دريدا، وخلصت تجربته الإنسانية تلك إلى أن علماء الغرب معرفتهم بالإسلام غير مكتملة، ونظرتهم تفتقر للبعد الثقافي والحضاري واللاهوتي لديننا، فيما يشعر العلماء التقليديون بغرابة للثقافة الأوروبية والغربية عموما. أعطيت الأولوية إلى الكتابة بمفهوم البحث العلمي، في المجال الثقافي والتربوي، فأنا مرب ومعلم وباحث، ومسؤوليتي كأستاذ تلزمني أن أهتم وأعطي كل ما هو ممكن للشباب. في 2013 صدر لي ثلاثة كتب، أولا "النبي وزماننا" ثم "القرآن وزماننا" كتابان مهمان أشرح لجمهور القراء كيف نفهم مراجعنا الأساسية للخروج من التقليد الأعمى، وأطبق فعلا ما هو الاجتهاد والتجديد في عصرنا. الكتاب الثالث هو "لقائي مع البابا" يلخص النقاش والدروس بعد لقائي برئيس الكنيسة العالمية وكيف صححت أفكاره المسبقة، وأنا المهتم بحوار الثقافات والأديان والحضارات لتحقيق التعايش. في 2014 أنتجت ثلاثة عناوين أخرى، أولا بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال بعنوان "التحدي العلمي في الجزائر، تقييم وآفاق المدرسة والجامعة الجزائرية بعد خمسين سنة"، عن منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار. عمل يصب في حقل نادرا ما خصصت له كتبا، مع أن المدرسة والجامعة هي الإشكالية الأساسية للجزائر، وعلما أننا أمام تحديات المجتمع المعرفي واقتصاد العلم. وعلينا أن نعرف أين نحن من هذه التحديات. وأخصص كتابي الثاني لهذا العام ل "الوسطية" لأن التحدي الثاني الذي تعرفه البلاد هو كيف نبني مجتمعا متوازنا ومتفتحا على العصرنة والتقدم، بعيدا عن التطرف مهما كان. والوسطية في نظري هي المنهج الذي يجب أن تسير عليه البلاد، فالجزائر تقع بعيدا عن غول الشرق وتعصب الغرب، والجزائريون تاريخيا هم أمة الوسط. أما كتابي الثالث فبعنوان "ثقافة السلم" عن دار هومة، أعالج فيه واقع الجزائر التي هي في مفترق الحضارات، فنحن عرب ومسلمون وأمازيغ وأفارقة ومتوسطيون، وعالميون أيضا. نحن فعلا خلاصة لعناصر متعددة. ونركز دائما على التوازن بين الأصالة والتفتح. إذا قيمنا 200 سنة الأخيرة من النهضة إلى يومنا هذا، نلاحظ أن توظيف الدين لأغراض سياسية أو بالأحرى سياسيوية أمر مرفوض وكارثة. فديننا الحنيف يجب أن يبقى فوق هذه الصراعات. كما أن تهميش الدين، يخلخل أسس المجتمع. وعليه علينا أن نفرق بين من يستعمل الدين لأغراض ضيقة، وبين القيم والثقافة النيرة التي ساهمت في تكوين عنصر أساسي للشخصية والهوية الوطنية. نحن بين جاهليتين، الأولى تقرأ الدين كإيدلوجية وتوظيف في إطار الغلو والتعصب، ونحن عانينا من هذا، والعالم العربي الإسلامي يعاني من هذا. علما أن الرأي العام الإسلامي اليوم كشف هذه الحركات والحساسيات والمجموعات التي تتناقض مع السنة المحمدية. في الوقت نفسه لا يجب أن نقلد الغرب بصفة عمياء ونهمش القيم الأخلاقية، هذه هي الوسطية: لا خلط ولا توظيف ولا تهميش. ظاهرة التطرف وممارسة العنف الأعمى، قبل كل شيء هي نتيجة تناقضات الحرب الباردة. وفي عصر الوطنية العربية، كان التركيز على الاقتصاد السياسي (الاشتراكية وما شابها)، النية في تطبيق الوسطية كانت موجودة، لكنها لم تحقق، فأصبحنا في عدم توازن ورد فعل غير عقلاني. لهذا أقول إن الحل هو العلم والمعرفة، والدولة المدنية التي تحتكم إلى القانون، لتحقق العدالة الاجتماعية لخدمة المواطن المسؤول والمثقف الذي يعتبر أكبر سلاح في أي دولة كانت. علينا أن نفهم أن المنفعة العامة تتطلب منا احترام القيم المشتركة المبنية على الإسلام الوسطي. 15 قرنا من قبل كان التعايش متواجدا، كان الناس يتقبلون بعضهم البعض وغير المسلمين، وذلك بفضل دولة القانون وعدم الخلط واحترام التعددية و حق الاختلاف، هذه حضارتنا. أخذنا بعين الاعتبار إنجازات اليونان والفرس والهند. أما الغلق على النفس وتوظيف الدين، يصبح كارثة، ولا بديل للعصرنة والحداثة دون أن ننسى تراثنا وقيمنا. العكس صحيح، الدولة الجزائرية تعطي دائما الأولوية للتعايش والتسامح وحسن الضيافة. والشعوب العربية الإسلامية عموما، تعتبر نفسها أنها تتعرض إلى اعتداء من قبل العولمة ذات الطابع الغربي. والتدخل في الشأن الداخلي، ووجود خطر على مراجعنا وأسسنا وقيمنا، بسبب محاولة الهيمنة من الخارج. إذا أردنا أن نكون عقلانيين، الحل هو الإبداع والابتكار وليس الانكماش. إلا أن هناك ردود فعل تنكمش وتنسى التسامح الذي تتحدث عنه في سؤالك. رغم ظاهرة الانطواء هذه، مازال مجتمعنا يحترم التعددية نوعا ما. مازالت ثقافة الجار قبل الدار، رغم كل ما حل من تغيرات على سلوك الناس وتغلب الأنانية على الأفراد. لا ننسى أن الجزائريين عانوا الكثير، من الاستعمار، ثم من النظام الواحد ثم الإرهاب. الاستعمار كاد أن يبيد بكل الشعب، والنظام الأحادي له سلبياته وإيجابياته، أما الإرهاب فكان فعلا مأساة. رغم كل هذا أعتبر أننا ما زلنا متفتحين، نبحث عن التعايش. أما المشكل فيكمن في صدام الجهل، لأن شرط التعايش هو التعارف، فلا بديل لثقافة السلم والحوار إلا الحرب مع الآخر أو مع أنفسنا. لا يجب أن نخلط بين الحالات الاستثنائية والحالة العامة. والجزائري عموما كما في السابق يحترم الآخرين والمسيحيين وغيرهم، لكن رد فعل بعض الناس حيال من يترك دينه من أجل دين ثان فأعتبرها حالة خاصة. لا يمكن أن ننكر أن الغالبية العظمى من الجزائريين سواء في الداخل أو الخارج، يعيشون مع التعددية الدينية أو الثقافية أو غيرها، لا يجب أن نزايد على الوضع، ونحن نعلم أن في الجزائر يعيش عدد بسيط من المسيحيين. وهو دليل على أن شعبنا مازال متسامحا. أما بالنسبة للمتنصرين الجدد، فإذا أعلنوا دينهم الجديد من باب الاستفزاز أو بكراهية، فطبيعي أن ينجم عن ذلك مشكلة. وإذا كان البعض لا يملك ثقافة تقبل الآخر، علينا ساعتها أن نربي الناس ونعلمهم شيئا اسمه حرية الضمير. أعتقد أن وسائل الاتصال الجديدة والانترنت تغلبت على كل الحواجز الممكنة. الشبكة العنكبوتية تتيح اليوم كل ما نريد من معلومات وأفكار. لم نعد في زمن إذا غاب فيه الكتاب وقعنا في إشكال. مرة أخرى أرى أنها حالة جد هامشية. هموم الناس تتجاوز هذا التفصيل، وتنصب كلها في كيف نحترم بعضنا البعض. كما في الجزائر كنائس بها مكتبات وما يكفي من الكتب، تسير وفق قانون البلد وهي مطالبة باحترامه. ورغم المجموعات القليلة المتشددة، أقول بقوة إن الشعب ما زال متسامحا. مشكلة فلسطين تغلب على كل شيء، والظروف التاريخية جعلت من الأمر مشكلا سياسيا وليس دينيا. الجزائريون استضافوا عبر قرون خلت اليهود الفارين من أوروبا والأندلس. الجزائر هي أرض الضيافة وحسن التعايش، لكن القضية الفلسطينية، التي تتخذ بعدا سياسيا استعماريا وأبرتايد، تدفع إلى مثل هذه المواقف. ونحن اليوم نقول للناس إنه لا يجب أن نخلط بين الصهيونية المتشددة العنصرية وبين التوراة. كما لا يجب أن نقول إن التطرف نابع من القرآن. لهذا نرفض الخلط بين الدين والسياسة وبين التطرف والقيم الروحية. والتطرف لا جنسية ولا عرق ودين له، هو ظاهرة عالمية مبني على الجهل والتوظيف وقد عانت الجزائر منه وكافحته، وإذا كانت قد نجحت في ذلك فبفضل رؤية تفرق بين التطرف وديننا الحنيف.. اليوم نحن أمام أزمة حضارية، سواء في الشرق أو الغرب. الشرق يعتبر أنه يملك قيما روحية معنوية ستنقذه، والغرب يركز على العقل والمنطق والعلوم ستنقذه أيضا.. بينما الحضارة تتطلب أن يكون المجتمع كاملا وعادلا، والعلاقات الدولية اليوم غير عادلة، ودولة القانون ضعيفة في الشرق والغرب معا، والحوار ضروري لتأسيس حضارة إنسانية جديدة وهي اليوم غائبة، والشعب الجزائري يريد العدل قبل كل شيء.. مشكلتنا اليوم أننا بين نارين: خطاب غلو وتعصب يأتينا من الشرق، وخطاب مادي يشجع الهيمنة والاستهلاك بدون أخلاق مصدره الغرب. كلنا نعرف أن الأساس لتحقيق التطور المتوازن والحداثة العقلانية هو المدرسة والجامعة. والعالم يعيش عموما أزمة أخلاق، متعلقة بالتربية والسلوك. مع الأزمة الاقتصادية والبطالة وغيرها، في الجزائر كغيرها من الدول، مسائل عدة مطروحة في آن واحد، سياسية لبناء دولة القانون، اقتصادية لتوفير مناصب شغل للشباب، تربوية وثقافية لنكون مواطنا مسؤولا بحقوق وواجبات، والمسؤولية مشتركة، تخص المدرسة والمسجد والمؤسسة الاقتصادية..اليوم ثمة وعي على ضرورة الإصلاح بعمق للتجديد والاجتهاد للخروج من التقليد الأعمى والقراءات السطحية والفتاوى الرجعية. نحن في مفترق الطرق، إما نركز على العقلانية والاجتهاد والتجديد أو نبقى على هامش الطريق.. النموذج الذي يلهمني هو مسار الأمير عبد القادر، الذي كافح وقت الكفاح، أسس الدولة عندما اقتضت الضرورة لذلك، وقت العمل الإنساني أنقذ الناس، وعندما حان وقت العلم والمعرفة دعم مجالات التطور العلمي والمعرفي.. كان بمثابة الإنسان الكامل، والجزائر لها تاريخ يجعلها قادرة على بناء أمة الوسط، مركزة على العلم والمعرفة. أنا لا أُدرس في هذا النوع من الجامعات، أنا أستاذ في الجامعة الكلاسيكية وبالتالي لا أعلم ما هو البرنامج المخصص لطلبة العلوم الإسلامية، ومن هم المتخرجون وكفاءتهم. لكن ما أعلمه أن ثمة إرادة من طرف المؤسسات الجزائرية، وطبقا لإرادة الشعب، لبناء مجتمع على المذهب المالكي دون أقصاء المذاهب الأخرى.. ثم إن كل الشعوب معرضة لعوامل تزعزع استقرارها، ناهيك على أن النظرة الليبرالية الوحشية البعيدة عن الأخلاق الوافدة إلينا من الغرب، وقراءة سطحية ظلامية قادمة من شرق مزيف. وللجزائر إمكانيات (تراث وتاريخ ومؤسسات...) لمواجهة هذه الإشكاليات، وذلك بالإبداع وليس بالانكماش كما أسلفت. لا يمكنني الادعاء بتقديم حلول أو غيرها، لكن المؤكد في أي خلاف محلي أو غيره، وليس فقط فيما يخص هذه المنطقة العريقة التي لا أملك المعلومات الكافية عن ما يجري لأحكم بالضبط على الوقائع وخلفياتها، أقول إنه لا بديل عن الحوار. والجزائري يبرهن دائما أنه يفضل الحوار، والتفاوض وقت الشدة، فنحن أصحاب ثقافة المصالحة.. العالم اليوم في توتر، ففي أوروبا نسجل صعود اليمين المتطرف، ما يصيبني بالحيرة على جاليتنا هناك، التي تعاني من ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية، رغم اندماجهم اليومي ونجاحهم، إلا أن الكراهية قائمة ضدهم، وعليهم بالمقابل أن يمارسوا نقدا ذاتيا على أنفسهم، ويصلحوا أحوالهم بعقلانية، ويمارسوا الحوار ويركزوا على مواطنتهم، ويعبروا عن احتياجاتهم وطموحاتهم بالتي هي أحسن. الطرح هذا يحتاج إلى دراسة، وأنا لم أدرس ذلك، فلا يمكن بالتالي أن نقدم علاجا قبل أن ندرس المرض ونشخصه جيدا. ككل مواطن أتأسف لظاهرة العنف، وأتمنى رؤية المعنيين يتحاورون، ويتفقون من أجل ثقافة السلم والتعايش. المجتمع الجزائري عموما ليس وحيد الثقافات، ككل المجتمعات الأخرى، علينا تعلم احترام التعددية، ونرفض الإكراه في الدين والعلم والأدب والسياسة، وعليه فالمسؤولية مشتركة بين الخطاب السياسي والعلمي والبيداغوجي والديني.... العام ليس استثناء أعود لأقول، وما يجري استثناء وحدث عابر، ولا بد للحكمة أن تتغلب في نهاية المطاف. علما أن البنية النفسية للفرد الجزائري الآن، مبنية على ثقافة السلم والكرامة.. وبدون أدنى مجاملة لمجتمعنا أعتقد أن الإيجابي أكبر من السلبي، أعتبر أن التراث النبيل الذي يفرض احترام الجار ما زال أعمق وأثقل، وأن الروابط الاجتماعية مازالت بخير بالرغم من أنه مخلخل في كل أصقاع العالم. مرة أخرى هذا شيء جد استثنائي وهامشي، كما لا أظن أن الشعب الجزائري له حساسية مفرطة لهذه الدرجة. صحيح هو فخور بدينه الحنيف ويرفض التدخل في شؤونه، أو استفزاز أي متطرف كان، أظن أنه لا يجب تضخيم هذه الحساسية. أما عن وجود ظاهرة التشيع السلبية، فلا أعلم إن كانت موجودة أم لا. ولكن أرى أن شبابنا واع بأهمية الوفاء لأصالته، وحرصه على واجبات وقيم دينه طبقا للتراث الوطني، الإحسان في السلوك، لكنه مبدأ يجب أن يبنى على علم ومعرفة، وليس فقط على عاطفة. أبدا ! رقم غير صحيح، أغلبية الشعوب العربية الإسلامية التي تعد نسبة واسعة من الشباب في مجتمعها، هي ضد التطرف، سواء القادم من الغرب أو الشرق معا. علينا التعامل بحذر مع مثل هذه الإحصائيات، التي لا تتطابق مع الواقع. علينا تقوية المواطنة الصالحة والمتفتحة والمعتدلة عن طريق دور فعال للمدرسة والجامعة والمسجد ووسائل الإعلام والخطاب السياسي. وبدون مبالغة أنا متفائل، وشبابنا رغم الادعاءات التي تصله عبر وسائل الاتصال الحديثة والإعلام، له من الوعي والفطنة ما يجعله حذرا. ولكن لتسهيل مهمة غربلة الأمور علينا تثقيفه وتربيته، وهو دور المثقف الحقيقي. التقيت بشخصيات كثيرة في الشرق والغرب من أعلى مستوى في العلم والمسؤولية الدينية والثقافية أذكر منها: شيخ الأزهر السابق السيد طنطاوي، والحالي محمد الشيخ الطيب، والشيخ الشعرواي، والشيخ محمد بلقايد. في الحقيقة حيرني أمر شخصية من قامة البابا رئيس كنيسة، عالم ومثقف لا يعرف الإسلام كما يجب، لا ثقافة ولا حضارة ولا لاهوتا، إلا أن اللوم يجب أن نبدأ بأنفسنا أولا فنحن لم نبلغ كما أمرنا الله "وأما بنعمة ربك فحدثت"، قبل أن نتهم الآخر بالجهل، لاحظت قصر معرفتهم بنا. عند دريدا، الذي بحث عن دور الفكر الإسلامي في الحضارة الأوروبية، وقد اعترف بذلك كما أقر بأن الأصولية تتناقض مع الإسلام، وهو موقف جد هام. كما تعلمت أن علماءنا التقليديون سواء في الأزهر أو غيره، يعون بضرورة الحوار، إلا أن الثقافة الأوروبية تظهر لهم غريبة. وعليه لكي ينجح الحوار، علينا أن نتحكم في ثقافة الآخرين و ثقافتنا، وهو دوري الذي أحاول تأديته كهمزة وصل.