شجرة على طرف البير و أعراقها دلايا يما شفت الطير وجهوا كي المرايا عليه لعقاد تسير و عليه نطوي الثنايا. نفحات الشهر الفضيل العشر الأواخر من رمضان فرصة لن تتكرر لقد كان رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يُعطي هذه الأيام عناية خاصة ويجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها..ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها) رواه مسلم. وكان (( إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله )) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها وفي المسند عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر شمّر وشد المئزر. أيها الناصح لنفسك : - تذكر أنها عشرة ليال فقط تمر كطيف زائر في المنام تنقضي سريعاً وتغادرنا كلمح البصر فليكن استقصارك المدة معيناً لك على اغتنامها. - تذكر أنها لن تعود إلا بعد عام كامل لا ندري ما الله صانع فيه وعلى من تعود وكلنا يعلم يقيناً أن من أهل هذه العشر من لا يكون من أهلها في العام القادم _ أطال الله في أعمارنا على طاعته - وهذه سنة الله في خلقه (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)) وكم أهلكنا الشيطان بالتسويف وتأجيل العمل الصالح فها هي العشر قد نزلت بنا أبعد هذا نسوف ونُؤجل. فقد بلغنا آخر المحطات وآن أوان الجد والاجتهاد إننا في مرحلة ( وسارعوا ) و( سابقوا فأخرج كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول عليها الثمرة هذه المرة (ليلة القدر). وإصلاح القلب فإذا كان بإمكانك الاعتكاف فلا تدعه فإنَّه سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن بإمكانك فلا أقل من المكث طيلة الليل في المسجد للصلاة والذكر والدعاء وعليه إليك هذه النصائح الجميلة عن العشر الأواخر في رمضان. - أولا:لا نوم في ليالي العشر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها والصلاة. - ثانيا :أعن الأهل على العمل الصالح فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. - ثالثا:أكثر من الدعاء فيها فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة بالدعاء فيها .قالت عائشة - رضي الله عنها - للنبي صلى الله عليه وسلم أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. - رابعا :تطهير الظاهر والباطن فقد كان السلف يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر فلا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه. - خامسا :من أشرف العبادات التي تتقرب إلى الله بها في هذا الوقت التبتل ففرِّغ قلبك له فلا جدال لا مناقشات لا اختلاط فاحش أغلق الهاتف وانس همومك ودع مشاغلك عليك بالانفراد بنفسك والتحلي بمناجاة ربك وذكره ودعائه. -سادسا:تحسس قلبك راقب نيتك فنية المرء خير من عمله فاحتسب وتقرب. - سابعا : تذكر أنه على قدر اجتهادك ستكون منزلتك فلا تدع بابًا للخير إلا طرقته وتنوع الطاعات علاج لطبيعة الملل عند الإنسان - ثامنا:عليك بالمجاهدة والمعاناة مع الصبر والاصطبار.قال بعضهم : من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً . - تاسعا : قلّل من كلامك فأحصِ عدد كلماتك في اليوم والليلة فعليك بهذه الأمور فعليك بالصمت فمن صمت نجا.