عادة ما تشتمل بعض الأحياء الشعبية المنتشرة بالجزائر والتي يعود بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية على عمارات تعلوها أسطح يستعملها الناس كثيرا في نحر الذبائح تزامنا مع مناسبة عيد الأضحى المبارك وفي غير ذلك من المناسبات كالأفراح مثلا لمن لازال يلتزم بإقامة الأفراح هناك إلى غيرها من الاستعمالات الأخرى بالنظر إلى المساحة الواسعة لتلك الأسطح والتي تسع إلى القيام بمختلف الأشغال هناك كالغسل أو النحر أو تجفيف الغسيل... إلا انه في الوقت الحالي صارت تلك الأماكن محل مناوشات وعراكات دائمة بين سكان العمارة الواحدة بالنظر إلى عشوائية استغلال تلك الأسطح المسخرة للسكان. وفي الغالب ما أدت إلى عراكات حادة فيما بين الجيران بالنظر إلى سوء استغلال البعض لها بل حتى أن هناك من أقام بها شقق من اجل السكن هناك مما اثر بشكل سلبي على استغلالها من طرف الآخرين فأضحت تلك الأسطح محل مناوشات دائمة بين الجيران بدليل ما أكده لنا بعض السكان على مستوى العمارات التي تعلوها أسطح خاصة بعد أن راح بعض المراهقين إلى وضع بعض أنواع الكلاب الخطيرة هناك مما ارق الجميع بفعل النباح المطوَّل لتلك الكلاب في الفترة الليلية وتأثيره السلبي على هدوء السكان ناهيك عن المناوشات الأخرى الحاصلة بسبب المياه المتسربة من الشرفات وعلى مستوى المصاعد والسلوكات الفوضوية المعلنة من طرف بعض مستغلي تلك الأسطح مما أثر بالسلب على الآخرين. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض الأحياء على مستوى العاصمة التي تعلو عماراتها أسطح على غرار باب الوادي، القصبة، ساحة الشهداء... من اجل رصد بعض المواقف الغريبة الحاصلة من طرف السكان فقالوا الكثير عن السيناريوهات العديدة التي باتت تشهدها تلك الأسطح التي أصبحت من بين الأسباب التي تؤدي إلى جملة من الصراعات والخلافات الحادة فيما بين السكان. منهم إحدى السيدات التي قالت أن سطح عماراتهم تحول في الآونة الأخيرة إلى مكان لترويض اخطر الكلاب من طرف بعض مراهقي العمارة التي تقطن بها مما أدى إلى إفراز العديد من السلبيات، والقضاء على هدوء العمارة بفعل النزول والهبوط المتكررين في كامل اليوم مما أدى إلى فوضى عارمة. أما عن الفترة الليلية فحدث ولا حرج كون أن النعاس والنوم باتا من الأمور المحرّمة خاصة على سكان الطوابق العلوية الذي يلحقهم النباح المتواصل للكلاب، وعلى الرغم من الملاحظات الدائمة حول الكف عن تلك العادة إلا أنها صارت ملازمة لهؤلاء المراهقين، وكأن العمارة هي ملكهم الخاص الذي صاروا يتحكمون فيه كما يشاءون دون أدنى اعتبار لبقية السكان. سيدة أخرى من باب الوادي بالعاصمة قالت أن شقتها تقع في الطابق الأخير أسفل السطح وطالما اصطدمت بمشادات كلامية بسبب سوء استغلال السطح من طرف بعض جيرانها من دون المحافظة على شعور الآخرين ومراعاة هدوئهم، وعادة ما وصلت تلك العراكات إلى مراكز الأمن بالنظر إلى التمادي المعلن من طرف بعض السكان مما يؤثر بشكل كبير على القاطنين بالطابق الأخير وأضافت أنها كثيرا ما عانت من تسرب المياه من السطح فوق رأسها بسبب تآكل السطح وقالت أنها لو بيدها لقامت بغلقه بصفة نهائية والاستراحة من المشاكل المنجرّة عنه. وبذلك كانت الأسطح في الكثير من المرات محل نزاع بين سكان العمارة الواحدة بدل أن تكون فضاءات تستغل استغلالا ايجابيا من طرف السكان وقت الحاجة إليها.