من الأشياء المهمة التي لا تهمل القيامَ بها أية عائلة جزائرية، باقتراب عيد الأضحى المبارك، هو عملية شحذ السكاكين والسواطير، ومختلف الأدوات الحادة الأخرى، التي يتم استعمالها في عملية النحر والسلخ وتقطيع اللحم وغيرها، وهي عادة جزائرية أصيلة، لازال الكثيرون محافظين عليها رغم مرور الأجيال والسنوات، فتستخرج كل عائلة جزائرية خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق عيد الأضحى المبارك جميع سكاكينها وأدواتها التي تستخدمها خلال هذه المناسبة الدينية العظيمة، وتمضي بها إلى الأسواق الشعبية والأحياء المختلفة التي تنتشر بها الطاولات الخاصة بالحرفيين الممتهنين لحرفة شحذ السكاكين، ويفضل كثيرون القيام بهذه العملية قبيل أيام من العيد وليس خلال اليومين الأخيرين نظرا للاكتظاظ الكبير الذي تشهده هذه الطاولات، نتيجة الإقبال الواسع من طرف المواطنين على العملية، ولأنها نشاط موسمي لا يظهر إلا عند عيد الأضحى المبارك، فهو نشاط يسمح لمحترفي هذه المهنة، باكتساب مبالغ مالية لا بأس بها، خاصة في الأسواق الشعبية التي يكثر الإقبالُ عليها، أو في الأحياء التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، وتشكل طاولات شحذ السكاكين الخاصة بعيد الأضحى المبارك، مظهرا من المظاهر المميزة، لهذه المناسبة الدينية العظيمة في الجزائر، والتي لا تستكمل استعدادات استقبال العيد "الكبير" إلا بها، كونها تضفي بهجة خاصة، ونكهة مميزة جدا على أجواء العيد، وعلى الأحياء والأسواق وغيرها من الأماكن التي تنتشر بها. وحتى بالنسبة للذين يقتنون سكاكين وسواطير جديدة لم يتم استعمالها، فإنهم يفضلون شحذها أو "رحيها" باللهجة العامية الجزائرية، كي تكون أكثر حدة وسهولة أثناء عملية نحر الأضحية، والعمليات التالية المرافقة لها، من سلخ وتقطيع، وتقسيم وغيرها، هذا بالإضافة إلى القيام بشحذ السكاكين العادية الأخرى، والصغيرة الحجم، لاستعمالها أيضا بكل سهولة ويسر في عملية تقطيع الكرش وقطع اللحم الصغيرة، وإعداد مختلف الطباق الشهية خلال العيد، دون أن يتسبب ذلك في أية متاعب أو مجهودات لأفراد الأسرة، ونظرا لخطورة هذه الأدوات، خاصة بعد إتمام عملية سنها، فإنه من الواجب التنبيه إلى ضرورة أن يتكفل بهذه العملية أشخاصٌ كبار، سواء الأب أو الأم، وتجنب إعطائها للمراهقين أو الشبان أو الأطفال الصغار، تفاديا لما يمكن إن تسببه من مشاكل، كاحتمال استعمالها في اللعب أو التلويح بها، أو حتى اللجوء إليها في حال وقوع شجار ما، أو السقوط عليها، ما قد يحوِّل فرحة العيد إلى مأساة، بالإضافة إلى ضرورة تغليفها جيدا في قطعة قماش، وعدم ترك جوانبها الحادة مكشوفة حتى وان كانت موضوعة داخل قفة، وهذا لتجنب كافة الإصابات المحتمل التعرض إليها، سواء بالنسبة للشخص الذي يحملها أو للأشخاص الذين يحتكون به في الطريق أو الحافلة أو غيرهما. وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة عملية الشحذ أو السنّْ هذه، تختلف باختلاف حجم السكين، وهي تتراوح ما بين 50 دج إلى 120 أو 150 دج، وقد تصل إلى نحو 200 دج، بالنسبة للسواطير أو السكاكين الكبيرة الحجم، ولكنها تبقى في كل الأحوال عملية مهمة، يجب القيام بها قبيل عيد الأضحى المبارك، وتحضيرها لعملية النحر، كي تكون عملية سهلة وشرعية لا تسبب أي أذى أو تعذيب للأضحية.