* الشيخ أبو اسماعيل خليفة لا يخفى على الجميع أن هناك ضغوطات تمارس على الأبناء والبنات في مثل الوقت بمناسبة البكالوريا من كل عام والدافع له هو الحرص عليهم بلا شك ولكنه يعود في الغالب بالضرر عليهم.. ألا إن تهويل وتضخيم الامتحانات وزرع الرهبة في صدور الأبناء والبنات بسبب قدوم موسمها أصبحت عند كثير من التلاميذ والتلميذات شبحًا وكابوسًا يراد له أن ينتهي بأية صورة وكيفما كانت النتيجة.. فالذي ينبغي أن يركّز عليه الآباء والأمهات والأساتذة والمعلمون هو توجيه التلاميذ إلى تدارك النقائص والعيوب الذاتية والثقة بالنفس للتمكن من الحفظ والتحصيل بدل الحديث عن كثرة المقررات أو صعوبة المادة المحصلة وطولها وتعقيدها. وبالتالي تهويل شأن الأمتحان. وإن لنا لدرس نفيسٌ نقله لنا الإمام الشافعي عن شيخه في علوم الحديث. قال رحمه الله: شكوت إلى وكيع سوء حفظي* فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال لي: إن العلم نور * ونور الله لا يهدى لعاص فيا أيها الأساتذة والمعلمون: كونوا على قدر المسئولية في القيام بهذا الواجب العظيم لأجل مستقبل مضيء -بإذن الله- بالتربية وبالعلم والهدى والعطاء والبناء في ظل دوحة الإيمان الوارفة. هذا واعلموا أن نجاحكم في هذا هو نجاح التلاميذ.. ويا أيها الآباء والأمهات: لا لتهويل الإمتحانات والإختبارت واعلموا أن هذه الإمتحانات ما هي إلا موقف من المواقف الكثيرة التي يتعرض لها كل واحد في حياته اليومية .. وعليكم كما على أبنائكم وبناتكم تمنّي الخير وتوقّع الشر فشهادة الأهلية أو البكالوريا (أو أية شهادة أخرى) لا تساوي الجنة. فالإخفاق لا يعني النهاية إن جعلناه درسا للبداية!!. وينبغي على الجميع في مثل هذه الأيام: صدق الدُّعاء وتمام الالتجاء إلى الله جل وعلا بأن يحقق النجاح في الدنيا والآخرة لكل الممتحَنين فالنّجاح بيده سبحانه والتوفيق منه جل وعلا. اللهم وفق أبناءنا وبناتنا في امتحاناتهم ويسر عليهم كل عسير وفتح لهم كل مغلق..اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً اللهم حقق آمالهم وحقق أمالنا فيهم بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين..