أنهت الألعاب المتوسطية في المركز الخامس عشر الرياضة الجزائرية في تقهقر مستمر لم تتمكن الجزائر التي احتلت المركز الخامس عشر في النسخة ال 18 للألعاب المتوسطية-2018 التي تحتضنها مدينة تاراغونا الإسبانية من 22 جوان إلى 1 جويلية بمجموع 13 ميدالية منها ذهبيتان أن تكرر نفس الإنجاز المحقق في النسخة الماضية بتركيا حيث سجلت تقهقرا كبيرا مقارنة بالبلدان الأخرى للحوض المتوسطي. بتعداد يضم 233 رياضي في 24 اختصاصا سجلت الجزائر إحدى أسوأ مشاركاتها في ألعاب البحر المتوسط مما سيدفع بالقائمين على الرياضة الوطنية في التفكير في استراتيجية جديدة لتطويرها ووضع الإمكانيات اللازمة تحت تصرف الرياضيين تحسبا للمنافسات الدولية المقبلة من بينها الألعاب المتوسطية المقبلة 2021 بوهران. واعتبرت حسيبة بولمرقة رئيسة الوفد الجزائري في ألعاب-2018 بأن الرياضة الجزائرية وصلت إلى الحضيض وأن النتائج المسجلة من طرف الرياضيين في تاراغونا تعكس واقع الميدان . وتقول البطلة الأولمبية لسباق 1.500 م ببرشلونة (1992) ما يلي: نتوفر على المواهب ولدينا العجينة لتكوين رياضيين قادرين على التنافس مع أحسن الرياضيين العالميين لكن يبقى نفس الإشكال مطروحا منذ عدة سنوات. ينبغي تغيير العقليات والعودة للعمل انها الوسيلة الوحيدة لتحقيق النجاح . مشاركة بعض الرياضيين دون تحضيرات شاركت الجزائر في الموعد الإسباني برياضيين لم يحضروا جيدا لهذه التظاهرة وهو ما جعل الحصاد الجزائري باهتا رغم الانجاز الكبير للسباح أسامة سحنون ومصارع الكاراتي-دو حسين دايخي. فبعد الخرجة الناجحة لألعاب-2013 بمرسين (تركيا) لما حققت الرياضة الجزائرية ثاني أفضل مشاركة لها في الألعاب المتوسطية ب 26 ميدالية (9 ذ - 2 ف - 15 ب) احتلت الجزائر هذه المرة المركز ال15 في الترتيب العام ب 13 ميدالية فقط (2 ذ - 4 ف - 7 ب) بعيدة كل البعد عن إيطاليا (56 ذهبية) أو حتى المغرب (10 ذ) وتونس (6 ذ). وعلى صعيد الميداليات حصل السباح سحنون لوحده على ميداليتين وهما ذهبية 100 م سباحة حرة وفضية 50 م سباحة حرة محطما بالمناسبة رقمين قياسيين وطنيين في المسافتين وهما رقمان صمدا لأكثر من عشرية كاملة. أما الاختصاصي في الوثب (ثلاثي وطويل) وأمل ألعاب القوى الجزائرية محمد ياسر تريكي الذي تنقل إلى تاراغونا بدون مدربه فقد حقق إنجازا كبيرا في الوثب الطويل مسجلا خلاله أحسن إنجاز له في الموسم (01ر8 متر) ومضيعا بفارق سنتيمتر واحد الميدالية الذهبية. من جهته تألق مصارع الكاراتي حسين دايخي بشكل لافت لما أهدى الجزائر ميداليتها الذهبية الأولى في وزن +84 كلغ. الكاراتي والمصارعة أنقذا ماء وجه الرياضة الجزائرية حقق المنتخب الجزائري للكاراتي-دو مشوارا طيبا بميدالية أخرى برونزية كانت من نصيب وليد بوعبوب في وزن أقل من 75 كلغ والتي اعتبرها مدربه رضوان إيديري نتيجة باهرة جاءت بإمكانيات محدودة خلال تحضيراته. ويقول المدرب الوطني للكاراتي-دو أظن أن حصيلتنا في العاب-2018 إيجابية بميدالية ذهبية وأخرى برونزية سجلت بإمكانيات منعدمة . وفي المصارعة المشتركة نالت هذه الرياضة ميداليتين فضيتين بواسطة بشير سيد عزارة (87 كلغ) وآدم بوجملين (97 كلغ) وهو ما يؤكد أن المصارعين الجزائريين اللذين سقطا في المباراة النهائية أمام بطلين عالميين لم يخيبا الآمال كما أنهما يتوفران على امكانيات هائلة للتنافس مع أحسن الرياضيين العالميين في هذه الرياضة . وعبر رئيس الاتحادية الجزائرية رابح شباح عن رضاه للنتائج المسجلة من طرف المصارعين متمنيا أن تلفت هذه الميداليات اهتمام مسؤولي الرياضة الوطنية من أجل إعادة النظر في إمكانيات التحضير . الملاكمة الجيدو والرياضات الجماعية خارج الإطار أما رياضة الملاكمة (برونزيتان) والجيدو (برونزيتان) والمتعودتان على حصد ميداليات المعدن النفيس في المواعيد المتوسطية فقد سجلتا مشوارا مخيبا للآمال في العاب-2018 بتاراغونا حيث لم تنجحا حتى في بلوغ الدور النهائي للفوز على الأقل بالفضة. ولم يخف المدير الفني الوطني للاتحادية الجزائرية للجيدو سليم بوطبشة أسفه حيث قال: لقد تفاجأت تماما للإخفاق الكبير للمصارعين الجزائريين الذين كانوا خارج الإطار. سوء التحضيرات كانت وراء هذه النتائج خاصة في ظل عدم الاهتمام بالجانب الفني في الفترة الأولمبية السابقة والتي كانت عواقبها وخيمة على البساط . الرياضات الجماعية مشاركة كارثية الرياضات الجماعية لم تتمكن المنتخبات الجزائرية لكرة القدم والكرة الطائرة (رجال وسيدات) حتى من اجتياز مرحلة المجموعات مكتفية بلعب المباريات الترتيبية للحصول على مراتب شرفية فيما اقصي المنتخب الجزائري لكرة اليد في الدور ربع النهائي من طرف نظيره التونسي الذي نشط المباراة النهائية للدورة.