لقي طفل يقطن بمنطقة زريبة الوادي بولاية بسكرة حتفه في انفجار لغم يعود إلى الحقبة الاستعمارية· وقال شهود عيان أن هذا الحادث المأساوي كان مسرحاً له مساء الخميس المكان المسمى "مزبلة العسكر الفرنسي" بمدينة زريبة بالوادي على بعد 84 كلم شرق مدينة بسكرة حيث عثر الطفل المدعو رياض تمرسيت وهو يلعب على جسم صلب تبين لاحقا أنه قنبلة يدوية فألقى به على جدار إسمنتي لينفجر مباشرة في وجهه· وتسبب انفاجر اللغم في تحويل الطفل وهو تلميذ في المدرسة إلى أشلاء متناثرة· وتم نقل الضحية على متن سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية نحو المؤسسة العمومية للصحة الجوارية مدينة بسكرة· وأكد من جهته مدير هذه المؤسسة الاستشفائية ل "وأج" أن مصلحة الاستعجالات الطبية استقبلت جثة طفل لا يتعدى عمره 11 سنة في حالة وفاة "به تشوهات فظيعة بالجسم" متمثلة خاصة في "حروق عميقة وجمجمته مهشمة وأطرافه العلوية مبتورة تماما"· ومن جهته، ذكر رئيس الجمعية الوطنية لضحايا الألغام المدنيين السيد محمد جوادي أنه سجل ما يفوق 60 حالة بين وفيات ومصابين بعاهات مستديمة بولاية بسكرة منذ 1962 حتى الآن· وأفاد ذات المتحدث أن موقع هذا الحادث بمدينة زريبة الوادي "كان منطقة عسكرية بها ثكنة ونفايات من مخلفات الاحتلال الفرنسي" وشهد حالة وفاة في ظروف مماثلة لتلميذ في سن ال11 بين سنتي 1966 و1967· وذكر عدد من السكان المحليين حادثة تعود إلى نحو 4 سنوات، حيث لدى القيام بحرق القمامة انطلق من الموقع صاروخ اصطدم بمبنى "مخلفا لحسن الحظ أضرارا مادية فقط"· وقد خيمت موجة من الحزن على أفراد عائلة الضحية وزملائه بالمدرسة في حين ردد لسان حال كثير من أهالي المدينة أن آلة الإستدمار الفرنسي ما تزال تحصد أرواح الأبرياء حتى الآن برغم مرور قرابة نصف قرن عن رحيله·