ما يلاحظ في الآونة الأخيرة هو الإقبال الكبير للناس على المداواة بالأعشاب التي كثرت أنواعها في الوقت الحالي ولم تعد تقتصر معرفتهم على الأعشاب التي ذاع صيتها منذ زمان بعيد كالتيزانة والزعتر، وهما النوعان اللذان لا يخفيان على احد وكثيرا ما اعتمد عليهما في مداواة أعراض الزكام بل تنوعت تلك الأعشاب واختلفت أسمائها إلى درجة جهلها من طرف أغلبية الناس، وعلى الرغم من وجوب تخصص مروجوها إلا أننا نجد أن ذات النشاط أضحى يمارسه كل من هب ودب وانتشر مؤخرا بالطاولات الفوضوية على الرغم من حساسية النشاط الذي من الممكن جدا أن يؤدي إلى هلاك الصحة العامة في حالة عرضه العشوائي. نسيمة خباجة ما لاحظه الجميع هو الانتشار الواسع لطاولات بيع الأعشاب التي تستعمل في مداواة واستطباب بعض الأعراض وحتى تمكنها من مداواة الأمراض المزمنة كالسكري والربو حسب ما يدلي به دائما مروجوها، فهذه للدوالي والأخرى للالتهابات وتلك لمنع تساقط الشعر وغيرها من الأنواع الكثيرة الأخرى التي لا يسعنا المقام لذكرها كلها، وعادة ما نجد أن مروجيها هم من كبار السن الذين لا يفقهون شيئا في تجارة تلك الأعشاب التي من الممكن جدا أن تكون سامة أو برية غير معالجة مما يؤدي إلى هلاك صحة من اختار المداواة بالأعشاب. اقتربنا من صاحب احد طاولات بيع الأعشاب بساحة أول ماي للاطلاع أكثر فراح يخبرنا عن أنواع عديدة من الأعشاب منها الخزامة والسدرة والحلبة والزنجبيل وحب الرشاد.. وان كان البعض منها معروف لدى عامة الناس بعد استخدامه منذ القدم فان هناك أنواع أخرى يجهلونها مما يؤدي بهم إلى الوقوع بين مطرقة المرض وبين سندان تلك الأعشاب التي تميزت بعشوائية عرضها بالطاولات، قال صاحب الطاولة انه يجلب تلك الأعشاب من باعتها بسوق الجملة الذين يعطونه نظرة عامة حول فوائدها واستطباباتها، وان كان على علم ببعض منها فانه يجهل بعضها الآخر إلا انه لا يتوانى على جمع معلوماتها من اجل نقلها إلى الزبائن وإرشادهم عن كل منافعها. ونحن هناك اقبل مواطنون وكان لهم رأي في الموضوع منهم السيد رضا الذي قال انه لا يثق البتة في بعض الأعشاب التي ذاع صيتها مؤخرا وكان قصد الكثير من باعتها الربح السهل لاسيما مع الأسعار المعلنة من طرفهم والتي تكون باهظة أمام إيهام الناس بمعالجتها لأخطر الأعراض، وكذا الأمراض المزمنة فيهبون إلى اقتنائها مهما كلفهم الأمر بحيث يصل ثمن كيس صغير يحوي بعض الغرامات إلى 500 دينار، وأضاف انه لا يثق إلا في التيزانة والزعتر وبعض الأعشاب الأخرى المعروفة أما غيرها فهي بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض. وللوقوف أكثر زرنا احد العطارين بالمدنية الذي اختص في بيع بعض أنواع الأعشاب بعد الدراسة المعمقة والبحث المتواصل عن منافعها ومضارها دليل ذلك الكتب التي اصطفت بمحله بحيث اقرّ العشوائية الحاصلة في بيع بعض الأعشاب الطبية والخلط الكبير الذي من الممكن جدا أن يؤدي إلى تعقيدات وربما الوفاة في حال ما إذا كانت العشبة تحوي موادا سامة ليضيف انه بصفته اختصاصي في بيع الأعشاب فهو دائم الحرص على التعلم من اجل الاطلاع أكثر واستيفاء المعلومات الكاملة حول العشبة قبل عرضها على الزبون لتفادي المضار الصحية التي من الممكن جدا حدوثها. وقد حذرت دراسات من الاستعمال العشوائي لبعض الأعشاب البرية السامة وضرورة تجنب تناولها وبين الباحثون أن ما يزيد عن خمس الأعشاب الطبية المتداولة تحتوي على نسب عالية جدا من المواد السامة من المعادن كالرصاص والزنك والزرنيخ والزئبق وأبدى الباحثون قلقهم الشديد من الاستخدام الواسع لتلك الأعشاب عبر العديد من الدول العربية وحتى الغربية.