ق. حنان انتشرت وبشكل كبير للغاية، المواقع العربية المتخصصة في تقديم الاستشارات الطبية العامة والنفسية، لدرجة أنها قد تنافس في يوم من الأيام عيادات الأطباء، خاصة وأنها تشمل العديد من الأقسام، في كافة التخصصات الطبية المعروفة، ويقبل الكثيرون على الإبحار فيها، لإيجاد إجابات شافية عن حالاتهم وأمراضهم، وإصاباتهم المختلفة، عضوية كانت أم نفسية، سيما مع عجز البعض عن التوجه إلى العيادات الطبية، أو عدم ثقة الآخرين بالأطباء، والاعتقاد بان كل همهم هو جني المكاسب المادية فحسب، أو خجلا من التوجه أصلا إلى الطبيب، نتيجة لحساسية المشكلة التي يعاني منها الشخص، وشعوره بالإحراج من عرض حالته على أي كان، حتى وان كان طبيبا، أو لأنه لا يملك الوقت اللازم لإنفاقه بين عيادات الأطباء والمستشفيات، لتصبح الاستشارات الطبية على الشبكة العنكبوتية ملاذا للمرضى كذلك، بعد أن استقطبت الانترنت على اهتمامات الكثير من الأشخاص في العالم، وفي كافة المجالات دون استثناء. ولان الأجيال الحالية تعتمد اعتمادا كبيرا على الانترنت في حياتها اليومية، ولا يمر يوم واحد دون أن يبحر الكثيرون عبر مئات أو آلاف المواقع، من مواقع الدردشة، إلى المواقع الترفيهية، ومواقع الأخبار، والكثير مما لا يمكن حصره ولا إجماله، وبين كل هؤلاء، يحتاج كل شخص إلى الإجابة عن تساؤل طبي يشغل باله، أو معرفة سبب وعلاج ما يعاني منه من أعراض أو من مرض، مهما كان نوعه، ويكفي كتابة اسم المرض أو السؤال المراد الإجابة عنه على أي مرحك بحث، أو التوجه إلى هذه المواقع مباشرة، أو من خلال المواقع التي تقدم استشارات طبية مباشرة، بفعل وجودها على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي كالفايس بوك مثلا، ولا يتطلب الأمر إلا إرسال ايميل يتضمن كل الأسئلة والأعراض وشرح ما يعاني منه الشخص المعني، واستقبال الإجابة والتحليل و الفحص الافتراضي طبعا، على بريده الالكتروني، فيما يلاحظ أن نسبة كبيرة من الأسئلة أو المشاكل الصحية المطروحة، تتعلق أساسا ببعض المشاكل الخاصة، لاسيما المشاكل النفسية والجنسية، وان كان الإقبال عليها من طرف الجزائريين محتشما نوعا ما، إلا أننا نلاحظ أن البعض يبحثون عن إجابات لما يشغل بالهم من مشكلات صحية عبر الانترنت، والبحث أيضا عن وصفات العلاج، المطلوبة، مع أن في ذلك مخاطر دونما شك، إذ من المستحيل أن يتم تشخيص ما يعاني منه الشخص من مجرد وصف بسيط وخارجي للحالة. ويقول المتتبعون أن مثل هذه المواقع قد تقدم خدمات مفيدة تحل الكثير من المشاكل وتساعد الكثيرين على تجاوز العقبات وحل علامات الاستفهام لديهم، لكن في نفس الوقت قد يتم استخدام هذه المواقع بطريقة تجلب الضرر على الجميع، فتصبح أداة هدم ومعول تدمير وتكون النتائج عكسية تماما، ولذلك ينبغي الانتباه إلى توافر مواصفات معينة في موقع الاستشارات الذي يقدم هذه الخدمة حتى يصنف في موقع استشارات حقيقي كوضوح معلومات الموقع والمشرفين عليه ومعرفة الجهة التي تقف وراءه هل هي متخصصة أم لا، ووضوح أسماء ومعلومات المستشارين ومعرفة تخصصاتهم، حتى لا تكون الإجابات من أشخاص لا علاقة لهم بالأمر، وكذا مراجعة الإجابات السابقة التي أجابها الموقع، وهل هي ملائمة ومفيدة للسائل أو الذي يطلب الاستشارة، حتى تتم معرفة الإجابات التي تعبر عن فكر ومستوى وقدرة المستشارين، والتأكد من هذا الموقع لا يفشي أسرار السائلين ولا يتلاعب بمعلوماتهم، فسرية المعلومات والاستشارات مهمة جدا في تأكيد ثقة الموقع.