ق· حنان جدّدت التنسيقية الوطنية للجمعيات واللّجان المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية تمسّكها بطلب اعتراف فرنسا بجرائمها المرتبكة في حقّ الجزائريين، خلال فترة احتلالها للجزائر وإلغاء مرسوم البرلمان الفرنسي الذي يعطي لفرنسا "دورا نبيلا"، إضافة إلى ضرورة اعتذارها للشعب الجزائري عن كلّ ما ارتكبته في حقّه من جرائم إنسانية شنيعة على مدار 130 سنة من الاحتلال، مؤكّدة في بيان لها أن هذه الخطوات هي السبيل الوحيد الكفيل بفتح المجال أمام علاقات جزائرية فرنسية نزيهة تحرّر أجيال البلدين· وأكّدت التنسيقية الوطنية في بيان لها بمناسبة أحداث الثامن من ماي 1954 حمل توقيع السيّد أحمد قادة، المكلّف بالإعلام والاتّصال بالتنسيقية، أنه يتعيّن على الأجيال الجديدة القيام بمسؤوليتها فيما يخصّ الحفاظ على ما تحقّق من مكاسب ثورية هامّة للجزائريين، داعيا الشباب إلى إحياء مختلف المناسبات الوطنية لإبقائها حاضرة دائما حفاظا على الذاكرة الوطنية ووفاء لتضحيات الشهداء كي يكونوا خير خلف لخير سلف قدّم النّفس والنّفيس في سبيل تحرير الوطن من محتلّ ظلّ جاثما على صدره طيلة أزيد من قرن من الزمن· فلإحياء مثل هذه المناسبات التاريخية الوطنية أهمّية كبرى تتجلّى في بقاء جسر البناء والتشييد والحفاظ على المكتسبات والمقوّمات الوطنية ممتدّا بين أجيال الماضي والحاضر· من جانب آخر، أدانت التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية الجرائم البشعة التي ارتكبتها الدارة الاستعمارية خلال مظاهرات الشعب الجزائري في الثامن ماي 1954، والتي سقط خلالها ما يزيد عن 45 ألف شهيد لم يذنبوا ذنبا غير خروجهم في مظاهرات سليمة تطالب بالحرّية، على غرار كافّة شعوب العالم التي تحرّرت من السيطرة النّازية رغم ما لعبه الجزائريون من دور هامّ في ذلك الوقت من خلال تجنيدهم في قوّات الجيش الفرنسي وإجبارهم على المحاربة في سبيل فرنسا في الصفوف الأولى، ولمّا طالبوا بحقّهم المشروع في الحرّية والكرامة كان ردّ فرنسا مجازر رهيبة وعمليات قمع وتعذيب واعتقال واسعة لازلت أثارها بادية إلى اليوم، ولازالت الشواهد عنها تكتشف إلى الآن، كبعض المقابر الجماعية التي اكتشفت مؤخّرا سيّما في خنشلة وعين الدفلى· وأهابت التنسيقية في ختام بيانها بالتضحيات الجسام التي قدّمها الجزائريون خلال مظاهرات 8 ماي 1954 التي كانت الفتيل الذي تفجّرت منه ثورة التحرير المجيدة ومدى عرفانها وتقديرها لتلك التضحيات الجسام·