من أهم الأشياء لبناء الجيل السليم عقليا هو أن نعرف ما هو داخل عقل هذا الجيل فنحاول ادراكه ومعرفة ما يجذبه وما ينفر منه ويجب على الأباء تقوية صلاتهم مع ابنائهم لفهم حاجاتهم ومحاولة تلبيتها لهم التربية الفاضلة هي التي تصنع جيلاً يستطيع أن يتحدى المشاكل والصعوبات حتى يبني حضارة مجيدة سامية. إن الآباء والأمهات مدعوون الى التفكير والعمل على تربية جيل سليم الأخلاق. وتربية الجيل لا تعني بالضرورة سوق النصائح تلو الأخرى على مسامع الأطفال ضمن قوالب جامدة تنفر الطفل عن الثقافة السليمة البناءة أكثر مما تقربها وتحببها إليه. تربية الطفل ليست كتربية الدواجن. فالله سبحانه وتعالى خلق الطير - مثلاً - بحيث يعيش باستقلالية بمجرد ان يخرج من البيضة ولكنه خلق الطفل بحيث يحتاج الى أبويه لسنين طويلة. وحكمة ذلك ان يعمل الأبوان من أجل تربيته وصياغة شخصيته ولكي يتحملا مسؤوليتهما في تنشئته ورعايته بحيث لايصنعان منه انساناً جباناً ضعيف الارادة مهزوماً من الناحية النفسية خانعاً لكل قوة خاضعاً لكل سيطرة. إننا لمدعوون اليوم - في ظل التحديات الجبارة التي تتعرض لها الأمة بشكل عام وشريحة الشباب بشكل خاص الى التخطيط بدقة متناهية على ضوء تعاليم الرسالة لرسم مسيرة صالحة بما للكلمة من معنى لتربية الأولاد ليكونوا بحق نموذج البشرية الأفضل. ليعرف الأب أولاً أنه مطالب بتربية أولاده وهذه التربية لا تكون من دون التعرف على خفايا نفسية أولاده بدقة متناهية وعلى ضوء هذه المعرفة يمكن تربيتهم وخلق الاستجابة لديهم. يا من تتولون مسؤولية تربية الجيل القادم أنتم مسؤولون عن تنشئة جيل التصدي والتحدي جيل يكون قادراً على أداء مسؤولياته بالكامل. لابد ان نغرس في قلوب أبنائنا حب الله عز وجل وبذلك يمكننا ان نربي أبناءنا تربية صالحة عبر التحدث عن نعم الله عز وجل لهم وعن آياته في الطبيعة وحرصه على أن تكون عاقبته سعيدة في الدنيا والآخرة.